لا مكان للهواتف الذكية في الضفة الغربية

لا مكان للهواتف الذكية في الضفة الغربية
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣ - ٠٩:١١ بتوقيت غرينتش

لم يتمكن أمير من الاحتفاظ بهاتفه الذكي الذي اشتراه بسعر مرتفع، بعيد إدراكه على غرار غيره من الشباب، أن عدم وجود شبكة 3جي (الجيل الثالث) في الضفة الغربية يعني أن معظم تطبيقات الجهاز غير فعالة.

ويقول أمير وهو اسم مستعار للشاب الذي يعمل في مقهى إنترنت "بعت الآي فون الخاص بي لأنه لا يمكنني استخدامه طوال الوقت(...) شراء هاتف ذكي مكلف، لذا بدون كافة فوائده لا يوجد أي مغزى من امتلاكه".
وأصبحت الهواتف الذكية من طراز سامسونغ غلاكسي أو آيفون وسيلة اتصال يومية للعديد من الناس الذين يسعون لاستخدامها مع التطبيقات المختلفة خاصة فيسبوك وتويتر.
وبينما تتحضر شركات الاتصالات في الشرق الأوسط لإطلاق الجيل المقبل من خدمات الإنترنت السريعة للهواتف النقالة، شبكة الـ4جي (الجيل الرابع)، ما زالت الأراضي الفلسطينية تفتقد لخدمات الـ3جي.
ويرفض كيان الاحتلال الإسرائيلي السماح لشركات الهواتف النقالة الفلسطينية بالحصول على الترددات اللازمة للحصول على خدمة الـ3جي مما يضطر أهل الضفة الغربية إلى الاشتراك بخدمات تقدمها شركات إسرائيلية بتكلفة عالية.
ويقول جريس (27 عاما) والذي يدير مكتبة في رام الله " لا استطيع الحصول على 3جي مع مزود فلسطيني لذا يجب أن يكون لدي مزودان، أحدهما فلسطيني والآخر اسرائيلي، وهذا أمر مرهق ومكلف".
وبحسب صبري صيدم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الاتصالات فإن كيان الاحتلال رفض مراراً الطلب الفلسطيني بالسماح لشركات الهاتف المحلية بالحصول على خدمة 3جي "لأسباب امنية".
ويقول صيدم "في السنوات الأخيرة تم تقديم العديد من الطلبات التي تم رفضها".
ويضيف "هذا يحدث على الرغم من أن هنالك شركات إسرائيلية تعمل بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية وتوفر خدمة الجيل الثالث لزبائنها" في إشارة إلى 500 ألف مستوطن يقيمون في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
ويعتقد كثير من الفلسطينيين أن السبب الحقيقي هو على الأرجح سياسي.
وبالنسبة لعلاء القواسمي (27 عاما) وهو يعمل في محل لبيع الهواتف النقالة فإن "السبب الرئيسي هو الاحتلال(...) على الرغم من أن التكنولوجيا التي يتمتع بها مستخدمو الهواتف الإسرائيلية أفضل بكثير وهنالك العديد من الخدمات التي لا يمكننا استخدامها".
ويمكن تجاوز هذه العقبة من خلال تكنولوجيا الواي فاي.
وبالنسبة لعمر الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في المستشفيات "الأمر لا يؤثر علي كثيراً، يوجد واي فاي تقريباً في كل مكان".
وبالنسبة لعمر، فإن مستخدمي الهواتف الذكية يستطيعون الجلوس في المقاهي أو في بيوتهم للحصول على كافة التطبيقات، ويؤكد "سيكون من الجيد الحصول على شبكة 3جي ولكن لدينا مشاكل أهم هنا".
وأطلق خبير تكنولوجي في آذار/مارس الماضي حملة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتعريف بعدم وجود خدمة الجيل الثالث في الأراضي الفلسطينية والتي تعرضت للانتقاد لأنها طغت على قضايا سياسية أكثر أهمية.