كيف ينظر الرأي العام التونسي الى لقاء الغنوشي والسبسي الاخير؟

الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٥:٢٥ بتوقيت غرينتش

تونس ( العالم ) 19/8/2013 – قال المعارض التونسي عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد ان المعارضة التونسية تنتظر التأكيد الرسمي لما اُعلن من موقف جديد لحركة النهضة يقضي بالموافقة على مناقشة تشكيل حكومة تكنوقراط مرحلية في تونس .

واعتبر الهاني ان موقف حركة النهضة هو استجابة لما تطالب به المعارضة منذ عدة أشهر وهو تشكيل حكومة كفاءات وطنية محايدة انتخابيا ، أي ان يلتزم اعضاؤها بعدم الترشح للانتخابات المقبلة بهدف بناء اقصى درجات الثقة الممكنة لتتمكن تونس من خوض الانتخابات العامة في احسن الظروف وفي ظل أجواء الثقة المتبادلة .
وتعقيبا على الاجتماع الذي كُشف عنه أمس والذي عُقد في باريس مؤخرا بين شيخ حركة النهضة وشيخ المعارضة الباجي قائد السبسي قال المعارض التونسي ان الرأي العام التونسي تلقى هذا النبأ بأحساسين الاول هو احساس الاستهجان ، فكيف يلتقي زعيما حزبين تونسيين من السلطة ومن المعارضة خارج تراب الوطن وخاصة في العاصمة الفرنسية باريس أي الدولة التي استعمرت تونس سابقا وكأنّ الشؤون الوطنية لا تُحل داخل الوطن بل خارجه .
والاحساس الاخر كما يرى الهاني هو أن جزءا من الرأي العام تلقى نبأ لقاء الشيخين بنوع من الارتياح على اعتبار ان الاوضاع في تونس لا تحتمل المزيد من الانقسام ، والكل في تونس يخاف من تردي الاوضاع ويخشى تكرار السيناريو المصري ومن مواجهات الشوارع .
وحول الاراء التي قللت من أهمية لقاء باريس ومن موقف النهضة ووصفه بالالتفاف وما شاكل قال الهاني ان مجرد التقاء الفرقاء السياسيين في تونس هو شيئ ايجابي وهو ما يطلبه الرأي العام وكان من الافضل ان يتم هذا اللقاء في تونس .
وتابع رئيس حزب المجد التونسي قائلا : لدينا في تونس اليوم ازمة سياسية ، فبعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 اكتوبر 2011 اختارت الاحزاب التي فازت باغلب الاصوات في المجلس ان تكوّن حكما سُمّي نظاما مجلسيا وهو نوع من المحاصصة الحزبية بين ثلاثة احزاب ، وبعد عشرين شهرا من الترويكا اكتشفت قطاعات من الشعب التونسي ان هذه التجربة ليست افضل التجارب الممكنة ، وبالامكان اليوم ان نقدم نموذجا اخر للحكم التوافقي وفي اطار احترام الشرعية طبعا .
واشار الهاني الى ان ما يطرح من حكومة تكنوقراط او حكومة كفاءات او حكومة وطنية ، كل ذلك اجتهادات بشرية الهدف منها ان نصل الى اقصى وافضل درجات الثقة ، وافضل الانجازات الحكومية الممكنة ، لانه وبعد ثلاثين شهرا من الثورة بدأت قطاعات واسعة من الشعب تحس بنوع من خيبة الامل لان استحقاقات الثورة ومطالب الشعب في واد ونقاشات الطبقة السياسية في واد أخر .
Ma.18:39.19