جماعتا "الملثمون" و"التوحيد " تتحدان بـ" أمير جديد"

جماعتا
الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٣ - ١١:٥٧ بتوقيت غرينتش

أعلنت جماعة "الملثمون" التي يقودها الجزائري "المختار بلمختار" المكنى خالد أبو العباس والمعروف بلقبه "بلعور" عن حل نفسها وانصهارها مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي يقودها الأزوادي "أحمد ولد عامر" المكنى "أحمد التلمسي"، في تنظيم جديد تحت اسم "المرابطون".

وأعلن التنظيمان اللذان تقاتلان في شمال مالي والمنشقان عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب عن اندماجهما في تنظيم موحد يحمل اسم "المرابطون" وقد أعلن زعيما التنظيمين "المختار بلمختار" و"أحمد ولد عامر" عن تنازلهما عن قيادة التنظيم الجديد وإسناد تلك المهمة إلى شخصية لم يكشف النقاب عن هويتها.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة نواكشوط للأنباء إن الأمير الجديد لتنظيم "المرابطون" الذي بايعه "بلمختار و"ولد العامر" هو مقاتل سابق في أفغانستان شارك في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في ثمانيات القرن الماضي، كما شارك في الحرب ضد القوات ألأمريكية في أفغانستان، سنة 2002، وقد وصل إلى أزواد قبل فترة وكان أحد قادة المواجهات مع فرنسا.
وقد أصدر تنظيم "المرابطون" بيانا بمناسبة الإعلان عن تشكيله، قال فيه مؤسسوه من الجماعتين (التوحيد والجهاد، والملثمون) إنهم أقدموا على هذه الخطوة امتثالا للنداء الرباني ولأوامر الشرع الإسلامي.
واستهل البيان بآيات قرآنية، تحث على وحدة الصف ونبذ الخلاف، ثم جاء فيه: "يعلن أخواكم في جماعة "الملثمون" وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" عن اجتماعهم وتوحدهم في جماعة واحدة، أسموها (المرابطون) تمهيدا وسعيا لجمع كلمة المسلمين في مشروع واحد، من النيل إلى المحيط"، وبرر البيان دواعي هذه الوحدة المنشودة بضرورة أن "يقفوا صفا واحدا أمام الحملة الصهيو- صليبية، على الإسلام وشعائره، والتي أمعنت في الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بنشر الأفلام والرسوم المسيئة، إضافة إلى العدوان على أراضي المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان، والتي كان آخرها الاعتداء الصليبي بقيادة فرنسا على إقليم أزواد لإسقاط الحكم الإسلامي فيه".
وهدد التنظيم في بيانه فرنسا وحلفائها في المنطقة، مؤكدا أن من سماهم المجاهدين باتوا أقوى، وأضاف "نقول لفرنسا وحلفائها في المنطقة أبشروا بما يسوؤكم، فإن المجاهدين قد اجتمعوا وتعاهدوا على دحر جيوشكم، وتدمير مخططاتكم ومشاريعكم، وهم اليوم بفضل الله، أكثر صلابة ورسوخا في مواجهتكم، ولم يزدادوا بعد حربكم الجديدة إلا يقينا وعزيمة وإصرارا".
كما دعا التنظيم الجديد إلى استهداف المصالح الفرنسية أينما وجدت، فضلا عن "نصرتهم بالنفير إلى أرض الجهاد، والمشاركة في رد هذا العدوان وضرب المصالح الصليبية المتواجدة في كل مكان، كل حسب طاقته"، واعتبر التنظيم أن ذلك يأتي "تلبية للواجب الشرعي المتعين على كل مسلم في هذا الوقت الذي اعتدى فيه الصليبيون وأعوانهم على ديارهم".
ووجه البيان دعوة إلى كافة الحركات الإسلامية إلى التعاون فيما بينها متهما القوى العلمانية برفض كل ما هو إسلامي، معطيا الأوضاع في مصر والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين فيها كمثال على ذلك، وقال التنظيم "إننا ندعو المسلمين عامة، والجماعات الإسلامية خاصة إلى التعاون والتكامل من أجل النهوض بهذه الأمة واسترجاع حقوقها المسلوبة، وتحرير مقدساتها وعلى رأسها القدس الشريف، وأن يتوحدوا حول كلمة التوحيد، وليكن شعارنا نتعاون فيما اتفقنا عليه وينصح بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، خاصة بعد ما تبين لكل مسلم عاقل رفض القوى العلمانية التام لأي مشروع إسلامي، وما مصر عنا ببعيد".
كما تطرق البيان لموقف بعض علماء الدين في موريتانيا الذين نددوا بالتدخل الفرنسي في مالي واعتبروه غزوا صليبا، ووجه لهم الشكر خاصة، قائلا إن "علماء موريتانيا أدوا ما عليهم، فصدعوا بالحق وبينوا للمسلمين ما أوجبه الله عليهم، من نصرة إخوانهم".
وفي تعبير واضح عن تبعيتهم الفكرية والإيديولوجية لتنظيم القاعدة وحركة طالبان، اختتم التنظيم الجديد أول بيان بتوجيه التحية إلى من سماهم"قادة الجهاد في هذا الزمان الملا محمد عمر والشيخ أيمن الظواهري"،
وقد وقع البيان باسم "إمارة الجماعة".
وكانت جماعة الملثمون التي انشقت عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي في نوفمبر عام 2012 وأسس قائدها "بلمختار" كتيبة "الموقعون بالدماء" التي نفذت عملية احتجاز عشرات الرهائن الغربيين في مجمع للغاز ببلدة "عين آميناس" جنوب الجزائر خلال شهر يناير عام 2012، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل المهاجمين وعدد كبير من الرهائن، فضلا عن تنفيذ هجمات بالتنسيق مع جماعة التوحيد والجهاد ـ التي انشق مؤسسوها عن القاعدة في اكتوبر عام 2011،ـ على مواقع في مدن آغاديز وآرليت ونيامي في النيجر.