ماهي قدرات إيران في إطفاء نار الحرب في سوريا؟

ماهي قدرات إيران في إطفاء نار الحرب في سوريا؟
الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

حفلت افتتاحيات العديد من صحف طهران الصادرة صباح اليوم الخميس 2013.08.29 بالعديد من القضايا التي شغلت المنطقة، من أبرزها الملف السوري.

صحيفة آفرينش: ماهي قدرات إيران في إطفاء نار الحرب في سوريا؟
تناولت صحيفة "آفرينش" في افتتاحية لهذا اليوم، تسارع وتيرة تطورات الأزمة السورية وقال كاتب المقال "حميد رضا عسكري": بلغت التهديدات الغربية، من أجل مواجهة عسكرية مع سوريا خلال العامين الماضين، هذه الأيام أوجها، وربما تقرأ في هذه اللحظة أخباراً عن هجوم عسكري أو أنباء سيئة حول الشعب السوري وسوريا، أما الموضوع الأكثر أهمية في هذه الظروف، هي الحؤول دون وقوع هجوم عسكري أجنبي أو منع استمراره في حال وقوعه.
وأشار الكاتب إلى أن الصراع في سوريا تحول إلى حرب بالوكالة، وهي بالنسبة لكثير من الدول الإقليمية تعتبر جبهة اختصاصية مفتوحة لها في هذا البلد وتسعى فيها إلى تحقيق أهدافها السياسية.
وأضافت الافتتاحية أن كل من تركيا والسعودية وقطر ولبنان والعراق وفرنسا وأميركا والصين وروسيا، بالإضافة إلى إيران وباقي الدول، لها تدخلات بصورة مباشرة أو غير مباشرة في سوريا، وترى أن تصوراتها السياسية لم تتحقق رغم اختلاف هذه التصورات والأهداف، والمشهد الوحيد المشترك، هي مجازر ودماء وانتهاكات وقتل للمسلمين على يد المجاميع الإرهابية المتطرفة، وفي هذا المشهد المؤلم، فإن وضع استراتيجية شاملة وإيجاد سبيل لمنع المواجهات العسكرية والوقوف أمام استمرارها أو الحد من خسائرها، يعتبر موضوعاً يقع على عاتق الكثير من الدول التي لها مسؤولية في شكل من الأشكال في هذا البلد.
وتابعت الافتتاحية أن الشىء المؤكد هو أن إيران أكثر الدول دعماً استراتيجياً ونفوذاً في سوريا والتي لم تتوانى يوماً من استمرار تأييدها ودعمها الكامل لحكومة دمشق، ولهذا فإن إيران لها القدرة على إخماد نار الحرب من خلال بذل جهودها لتهدئة الظروف وتوفير أسس ومبادىء التدخل الأجنبي.
ومضت الافتتاحية بالقول إن العلاقات الخارجية سلاح ذو حدين، أحد حدها قاطع حاسم ومقاوم والحد الثاني هي جبهة الدبلوماسية الناعمة والمفاوضات والحوار، وإيران هي الآن أكثر الدول نفوذاً في سوريا وتتحمل مسؤولية تفرض عليها أن توظف جميع إمكانياتها وآلياتها الناعمة وغير الناعمة لمنع اكتساح وانتشار نار الحرب إلى المنطقة، وبطبيعة الحال مع مراعات مصالحها واستراتيجياتها الخاصة.
ولفت الكاتب إلى أن دعم إيران وتدخل جبهة المقاومة في دعم نظام دمشق لم تستطيع أن تثمر او أن تمنع وتزيل التحدي، بسبب تخريب الدول العربية، التي تبغي ومن خلال تدخل حلف الناتو في الأزمة السورية إلى إنهاء عمر عضو مهم في محور المقاومة والقضاء عليه، وكذلك إلحاق أضرار جسيمة بمحولات التقرب الإيراني الأميركي والقضاء على الفرصة الذهبية لدورة أوباما الرئاسية، ودورة الرئيس حسن روحاني من أجل تقليل الاختلافات بين البلدين وحل البرنامج النووي الإيراني.
ونوهت الافتتاحية إلى ضرورة تحلي إيران بجهاز دبلوماسي نشط وفعال، وتوضيح المخاطر والأخطاء الاستراتيجية للغربين في حال تدخلهم في سوريا.
وختاماً قال الكاتب "عسكري": ينبغي أن نعتقد، بأهمية وضرورة إفهام الغرب بأن السلام والأمن المستدام يتأتى عن طريق الدبلوماسية وليس بالقوة العسكرية.