تورط أميركا في المأزق السوري

تورط أميركا في المأزق السوري
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

طغى الاهتمام بالملف السوري على تغطيات افتتاحيات صحف طهران الصادرة صباح الیوم الأحد 2013.09.08 ومنها قضية تورط أميركا في المأزق السوري.

صحيفة رسالت: تورط أميركا في المأزق السوري
نشرت صحيفة "رسالت" مقالاً افتتاحياً للكاتب "محمد كاظم أنبارلويي" تناول فيه الملف السوري. ويقول الكاتب إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري استطاع إقناع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي على غزو سوريا من خلال استناده على سببين.
السبب الأول لجون كيري، هو أن أميركا سوف لن تتحمل تكاليف هذا الهجوم، لأن السعودية وقطر والإمارات أعلنوا عن استعدادهم بتحملهم جميع نفقات الهجوم، ولهذا فإن الهجوم له من يتحمل تكاليفه ولاداعي للقلق في هذا الجانب.
أما السبب الثاني، فإن أميركا سوف لن ترسل جنودها إلى سوريا مثلما أرسلت إلى أفغانستان والعراق من قبل، والتي دفعت أرواح جنودها ثمناً لذلك. والهجوم يتم عن طريق إطلاق صواريخ من على الأسطول الأميركي في البحر الأبيض المتوسط والخليج الفارسي وكذلك القصف الواسع بواسطة الطائرات التي تحلق بعيداً، ولهذا فإن أميركا لن تتحمل أية خسائر!
وتتابع الصحيفة: ويأمل أوباما وفقاً لهذا الاستدلال الإنساني والروحي لجون كيري أن يحظى بموافقة الكونغرس الأميركي!
ومضت الصحيفة بالقول، وإذا تحقق هذا الأمر، ينبغي على وسائل الإعلام لحقوق الإنسان أن تصيغ وتعد فهماً جديداً لمبادىء رعاية حقوق الإنسان، ومن تأليف الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي!
وأوضحت الافتتاحية أن الآلآف من الأبرياء قتلوا بوحشية لامتناهية منذ إرسال أميركا وحلفائها العرب الرجعيين، المجاميع الإرهابية والتكفيرية والسلفية إلى سوريا، فضلاً عن جرح عشرات الآلآف من الأبرياء، وتشريد الملايين من سوريا، وتوصل الأميركيون اليوم إلى أن فاتورة احترام حقوق الإنسان وصيانتها لم تكتمل لحد الآن.
وتضيف الصحيفة: لهذا يجب قصف مئات الآلاف من الأفراد بواسطة قنابل تطلق من بعد لأجل استقرار حكومة ديمقراطية تراعي حقوق الإنسان وتعمل بالتزاماتها الإنسانية!!
ويقول الكاتب إن المجتمع الدولي هذه الأيام يقف أجمع أمام هذا المفهوم الأميركي الجديد لحقوق الإنسان، كما أن مجلس الأمن الدولي لن يتسامح مع هذا العمل الوحشي العسكري، وفي نفس الوقت فإن الأميركيين يشعرون باليأس من مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى أن روسيا والصين لم يوافقوا على مشاركة أميركا هذه المرة في مبادرتها العسكرية.
وكتبت الافتتاحية: حتى أن أوروبا التي تعتبر الشريكة الدائمة لأميركا، ليست مستعدة أن تبصم بالموافقة على إعلان الهجوم على سوريا، ولكن أميركا لازالت تمتحن شرطيتها العالمية ولازالت تضغط بأصابعها على زناد أسلحتها لتطلق القنابل والصواريخ وإثارتها القلاقل وسط زعيقها ونهيقها وضجيجها الإعلامي المسعور.
وتسآل الكاتب: لماذا إذن كل هذا التعنت والإصرار الأميركي على تحمل مثل هذا العار؟ والجواب واضح.. لأن سوريا حلقة من حلقات المقاومة أمام الاعتداءات الصهيونية، ویجب أن تتلاشى هذه الحلقة بواسطة الإرهاب الداخلي والهجوم العسكري الخارجي!
ورأى الكاتب أن أميركا متورطة في مأزق محرج في سوريا، فإذا تراجعت انكشفت أنها ليست سوى وهم وسراب، وأن تهديداتها ليس لها أي تأثير على تراجع الحكومات والشعوب، وإذا نفذت هجومها فإن لعنة شعوب العالم ستلاحقها بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.
وتابعت الافتتاحية أن: الدول الثلاث، السعودية وقطر والإمارات والتي تتناغم مع الكفار من أجل إشعال فتيل حرب ضد دولة عربية مسلمة، إذا سرت نار الحرب إليها، فيجب على أميركا أن تجيب كيف تريد أن توفر أمن الطاقة لها وللعالم.
وتقول الافتتاحية: من ناحية أخرى، فإن الكيان الصهيوني الذي يعتبر الموقد الرئيسي لنار الحرب، كيف يريد أن يبتعد ويقي حيفا وتل أبيب وبقية المدن من خطر الصواريخ السورية؟
وفي نهاية المطاف نوهت الافتتاحية إلی أن كل هذه الشرور تؤكد أن المجتمع الدولي عاجز عن حل المشاكل إلا عن طريق الحوار والنقاش السلمي، وان الحوار عن طريق القنابل والصواريخ وأصوات الدبابات وقرقعة الأسلحة لم ولن تجلب للبشرية الأمان والراحة.