الاتصال الهاتفي المفاجيء

الاتصال الهاتفي المفاجيء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

كانت مفاجأة للعالم وللمراقبين، أن اتصل الرئيس الامريكي باراك اوباما هاتفيا بالرئيس الايراني حسن روحاني مساء الجمعة لحظة مغادرته مكان إقامته في نيويورك باتجاه المطار للعودة الى طهران بعد خمسة أيام من النشاط الدؤوب لشرح وجهات نظر بلاده من مختلف القضايا.

ووصفت هذه المكالمة الهاتفية بين الرئيسين بالتاريخية نظرا لانها أول اتصال هاتفي يجريه اوباما مع روحاني  بعد اربع وثلاثين سنة من القطيعة بين الجانبين.

ورغم تشكيك العديد من الكتاب المحسوبين على دولة اقليمية كبرى بجدوي المحادثات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 والاتصالات الامريكية الايرانية في الايام الاخيرة والانفراجه التي حصلت في العلاقات الايرانية الامريكية ، الا ان الواقع يشير الى ان ايران كانت صادقة في رؤيتها ووعودها بشان برنامجها  النووي ، وان الرئيس الايراني تمكن ان يقنع العالم وخاصة امريكا واوروبا بان بلاده صادقة في اقوالها واعمالها ولا تريد كسب الوقت كما يزعم المعارضون للتقارب الايراني الامريكي - الاوروبي.

ان الاتصال الهاتفي بين اوباما وروحاني في اللحظات الاخيرة من إقامة الرئيس الايراني في نيويورك ، قد فاجأ أعداء ايران وخاصة الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو الذي كان قد أصر خلال تصريحاته في الايام الاخيرة وحذر الامريكيين والاوروبيين مما سماه بخداع ايران لهم .

لا ادري كيف سيكون رد فعل بنيامين نتنياهو واصدقائه من العرب الذين تتطابق وجهات نظرهم بشأن ايران من قرار الرئيس الامريكي بالاتصال الهاتفي مع الرئيس روحاني وتصريحه بالقول : " إنني اعتقد أنه يمكننا الوصول إلى حل شامل."، وهم لا زالوا يحذرون الرئيس الامريكي من التقارب مع ايران.

الرئيس الامريكي ، لم يتخذ قراره بالاتصال هاتفيا بالرئيس روحاني دون تفكير ودراسة ، بل انه تيقن ان الرئيس روحاني صادق في تصريحاته وقد جاء الى نيويورك ولديه تفويض بحل كل القضايا العالقة بين ايران والولايات المتحدة واوروبا .

ومن البديهي ان الرئيس الامريكي يرى ان بلاده لم تتخذ خلال اكثر من ثلاثين عاما موقفا يتسم بالانصاف والعدل تجاه ايران ، بل كانت مواقف الزعماء الامريكيين عدوانية وغير منصفة وبعيدة كل البعد عن الحق والعدل وقد آن الاوان للرئيس الامريكي ان يتخذ القرار الصائب تجاه ايران ليعوض عن الماضي .

لقد اعلن القادة الايرانيون طوال السنوات الثلاثين الماضية انهم مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة بشرط ان تتخذ موقفا بناء ومنصفا من ايران وان تضع لغة التهديد والوعيد جانبا عندها ترى الايرانيين مستعدون للحوار، وهكذا أيقن الرئيس الامريكي بان الايرانيين صادقون في اقوالهم وفي افعالهم وهذاما أشار اليه اوباما في كلمته الاخيرة في الامم المتحدة.

وهنا ، لابد ان نذكر المسؤولين في الدول العربية من جيران الجمهورية الاسلامية ،بانه يكفيهم عداءً لايران وإتهامها بالتدخل في شؤونهم واطلاق تصريحات غير ودية وغير لائقة ، إن عليهم ان يعيدوا النظر في مواقفهم من ايران ، وأن يضعوا تصريحاتهم المعادية لايران جانبا ، كما فعل الرئيس اوباما وأن يردوا تحية الرئيس روحاني لهم منذ انتخابه بمثلها أو أحسن منها وأن يدركوا بان تصريحات القادة الايرانيين بشان رغبتهم في اقامة علاقات جيدة مع جيرانهم العرب تصريحات نابعة عن يقين وصدق وان معاداة ايران لن تنفعهم مطلقا بل انهم سيخسرون صداقتها وسيندمون على ما فعلوا ، فعندها سوف لا ينفع الندم ، لان ايران ماضيى في طريقها وقد اعلنت مرارا وتكرارا أنها تريد السلام والاستقرار والامن لجميع دول المنطقة.

*شاكر كسرائي