كيف ينظر الاسرائيليون الى التقارب الايراني-الاميركي؟

كيف ينظر الاسرائيليون الى التقارب الايراني-الاميركي؟
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

تناولت العديد من الصحف الاسرائيلية موضوع التقارب الايراني-الاميركي والاتصالات الجارية بين الجانبين باهتمام وقلق شديد، خاصة عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسين الايراني حسن روحاني ونظيره الاميركي باراك اوباما.

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت يوم الخميس، ان المخاوف الإسرائيلية من ما اسمتها "إبرام صفقة أميركية - إيرانية حول الملف الإيراني" أصبحت مقلقة، مشيرة أن كلمات رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتانياهو التي امتدح فيها خطاب أوباما في الأمم المتحدة وما قاله الأخير في السياق الإيراني، من أن التصريحات المعتدلة الصادرة من ايران يجب أن تترافق مع فعل شفاف وقابل للتحقق، وأن هذه الكلمات تخفي وراءها قلقا يظهر في المحادثات المغلقة لنتانياهو الذي قرر هذه المرة أن لا يعزل نفسه، عبر انتقاد الرئيس الأميركي بشكل مباشر مثلما فعل قبل سنتين ردا على خطابه حول عملية التسوية، على حد تعبير الصحيفة.

ونقلت "معاريف" عن أوساط مقربة من نتانياهو قولها: "إن الإيرانيين قاموا بمناورة علاقات عامة مكتملة، وعلى نتانياهو توخي الحذر في كيفية التعاطي مع الإدارة الأميركية والامتناع عن حصول أزمة ثقة جديدة".
اما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية الاخرى فقد شككت الجمعة في إمكانية نجاح نتنياهو في مهمته في وقف البرنامج النووي الايراني.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن الأجواء في واشنطن تشير إلى "فتح صفحة جديدة بعد 34 عاماً من العداء" بين واشنطن وطهران.

وعبر المحلل السياسي في الصحيفة، شمعون شيفر، عن أمله بأن لا يستخدم نتنياهو رسم القنبلة الذي استخدمه خلال خطابه أمام الجمعية العامة العام الماضي. وقال في مقال تحت عنوان: "في المعركة وحده" إن نتنياهو سيجد نفسه وحيدا في المعركة بعد نجاح روحاني في إقناع العالم بالشروع في حوار.

وذكر ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيلتقي مع الرئيس باراك أوباما في واشنطن، وسيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسيسعى خلال ذلك إلى صد التقارب بين الغرب خاصة فيما بين الولايات المتحدة وإيران.

وتشير التوقعات في الكيان الإسرائيلي إلى أن نتنياهو سيركز في خطابه على البرنامج النووي الإيراني وسيشير إلى فشل الإتصالات التي أجرتها الولايات المتحدة في الماضي مع كوريا الشمالية، وسيقول للجانب الأميركي إنه من الأفضل ألا يتم التوصل إلى تفاهمات مع إيران على التوصل إلى "صفقة سيئة" على حد قوله.

وتحت عنوان "شاه مات فارسي" يقول الصحافي ناحوم برنيع في صحيفة يديعوت احرونوت: "إن انتخاب روحاني واللهجة الاسترضائية التي اختارها كانا خطوة ذكية. فالهجوم السلمي يصب في مصلحة الإيرانيين إذا ما سعوا إلى التوصل إلى اتفاق ويصب في مصلحتهم أيضًا إذا ما خدعوا" حسب قول الصحيفة.

اما الصحافية سيما كادمون فقد علقت هي الأخرى على كلمة روحاني وتنتقد مغادرة بعثة الكيان الإسرائيلي لقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل كلمة روحاني. وتتساءل كادمون: "مماذا نخاف؟ ربما سنسمع شيئًا لم نسمعه من قبل؟ ربما يظهر صدع قد يفسح المجال أمام الدبلوماسية كما حدث بالنسبة لسوريا؟".

كما اشارت الصحيفة في مقال بعنوان "عبء الإثبات عليه" للصحافية سمادار بيري: "يجب ألا تكون هناك أوهام: إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي. فالمفاوضات ستتمحور حول نسبة تخصيب اليورانيوم وإغلاق المفاعلات وتشديد المراقبة. والولايات المتحدة ستضطر إلى القبول بالمطلب الإيراني برفع العقوبات تدريجيًا".

موقع ديبكا الإسرائيلي اشار يوم الأربعاء الماضي الى إن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما البدء في مفاوضات مباشرة مع إيران جاء بعد اتفاق بين الجانبين (الأميركي والإيراني) بأن تحافظ إيران على قدراتها النووية، حسب رأي الموقع.
وأوضح الموقع الإسرائيلي أن اعلان أوباما عن بدء مفاوضات مباشرة علنية مع إيران، يشير إلى وجود اتفاقيات مبدئية بين الولايات المتحدة وإيران، سمحت لأوباما بإعلان مثل هذا البيان.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن أولى تلك الاتفاقيات أن تحافظ إيران على قدراتها النووية، كما هو الوضع الآن، موضحا ان الاتفاق ينص على عدم المساس بحقوق إيران فى تخصيب اليورانيوم ، ودعمها أيضا في ذلك.

صحيفة "هاآرتس" وفي مقال تحت عنوان " الآن أنا" تناولت التقارب بين إيران والدول الغربية والمؤشرات على ذلك في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة كما اشارت بالقول "اجتماع تأريخي بين الوزيرين كيري وظريف" واقرت بان الحراك الدبلوماسي الاخير لايران اسهم في عدم تصديق تكهنات الكيان الاسرائيلي فيما يخص البرنامج النووي الايراني.

وجاء في مقال ل"ديفيد هريس" المدير التنفيذي للجنة يهود اميركا، اشار فيها الى استطاعة الكيان الاسرائيلي في لفت الانظار سابقا الى "التهديد" الذي يشكله البرنامج النووي الايراني ، واقر بوجود اشخاص جدد في الدبلوماسية العامة الايرانية ما تسبب بتعقيد القضايا. واضاف ان الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف ومن خلال وسائل الاعلام والتواجد في الساحة الدولية لايصال رسالة الانفتاح والاعتدال للعالم، وتابع القول انهم (الايرانيون) يعلمون ان الغرب ليس لديه الرغبة لمواجهة ايران ويتجنب المواجهة العسكرية معها".

تجدر الاشارة الى ان صناع القرار في تل أبيب ينظرون بقلق كبير الى آخر المستجدات المتعلقة بالتقارب بين إيران والغرب. بالاضافة الى ان حكومة الكيان الاسرائيلي ينتابها الخوف والهلع من نتائج الحملة الإعلامية للرئيس الإيراني حسن روحاني والمقابلات الصحافية مع كبرى وسائل الإعلام الأميركية، وتأثير ذلك على حل قضية البرنامج النووي، دون إرغام إيران على وقف أنشطتها النووية مثلما تطالب تل ابيب.

اعداد: ملاك الأنصاري