العراق والارهاب البعثي- التكفيري

العراق والارهاب البعثي- التكفيري
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

امتدت التفجيرات الارهابية الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق لتطال یوم الاحد 29-9- 2013 مقرات الاجهزة الامنية وماحولها، وتتسبب في سقوط العشرات من المواطنين الحكوميين والمدنيين بين قتيل وجريح.

وتأتي هذه الجريمة ترافقا مع ما تشهده المناطق الآهلة بالسكان في بغداد والمدن الاخرى منذ شهور من اعمال تخريبية وجرائم منظمة تندرج في سياق اجندات (التحالف التكفيري-البعثي) الهادفة الى ضرب العملية السياسية والسلم الاهلي ومساعي الوفاق الوطني بين القوى والتيارات والاحزاب والجمعيات الاهلية في النسيج العراقي.

وقد تبنى ما يسمى ب "دولة الاسلام في العراق والشام" وهو احدى واجهات تنظيم القاعدة الارهابي مسؤولية تفجيرات اربيل، فضلا عن الهجمات الارهابية والاجرامية الکثیرة التي تحصد ارواح العراقيين منذ سنوات ، استمرارا لمؤامرة اعادة البلاد الى المربع الاول ، اي الى الحكم الدموي البعثي وتسلط حزب القرية البدوية الطائفية الجهلاء على رقاب الناس الشرفاء تحت شعارات وطنية وقومية وتحررية ، اثبتت التجارب العملية من قبل في جرائم حلبجة والانفال والمقابر الجماعية والحروب العبثية، زيفها وبطلانها بشكل لا لبس فيه.

ويرى المراقبون بأن تفجيرات اربيل ، تعكس رد الفعل الشديد للجماعات الارهابية التكفيرية إزاء الاخفاقات العسكرية لافرادها في سوريا ، خصوصا جبهة النصرة التي تلقت هزائم منكرة على ايدي اللجان الشعبية في مدينتي الحسكة والقامشلي ، اللجان التى يعتقد انها تلقى الدعم والاسناد من قبل حكومة اقليم كردستان العراق.

كما ان فلول حزب البعث الصدامي التي اعلنت تأييدها لما يسمى ب" الثورة السورية"، تتوخى من تصعيد العمليات الارهابية تحت مسمى"المقاومة" ، ضرب الاستقرار المشهود في شمال العراق من اجل اعطاء زخم اضافي لحركة الاعتصامات بغية رفع معنوياتها من جديد ، وهي التي تتواصل منذ فترة في مدن الرمادي وسامراء والموصل ، في محاولة منها لخلط الاوراق والاطاحة بالمساعي القائمة حاليا على مستوى تفعيل وثيقة الشرف والجهود الوطنية الرامية الى قطع الطريق على التحركات السياسية والايديولوجية المشبوهة في البلد.

وتحظى ممارسات الثنائي "البعثي-التكفيري" التخريبية لتوسيع رقعة الانهيار الامني في العراق ، بدعم مفتوح من حيث التمويل والدعاية والاعلام والاسناد اللوجستي ، تقدمه دول اقليمية معروفة  على خلفية التناغم الشديد بينهما نفسيا ومذهبيا، ووفقا لعقيدة مشتركة ترى بأن الفتنة الطائفية هي السلاح الوحيد لاسقاط العملية السياسية الواعدة والتجربة الديمقراطية المضطردة في بلاد وادي الرافدين ، وبالتالي التخلص من المخاطر والتحديات التي تمثلها اكيدا للانظمة الاستبدادية التقليدية في المنطقة.

وعلى هذا الاساس تتوضح اهداف التحالف البعثي- التكفيري في مضمار تحويل اراضي غرب البلاد وبادية الشام الى ساحة مشتركة للتحرك السلس والسريع وتنفيذ عمليات الكر والفر على مستوى البلدين المتجاورين العراق وسوريا ،اضافة الى التفجيرات الانتحارية والمفخخات والاغتيالات الفردية والجماعية ، وما تمخض عن ذلك من اسالة للدماء البريئة وانعدام للامن والطمأنينة في كلا القطرين.

وبملاحظة يقظة الشعب والحكومة المنتخبة ديمقراطيا والتيارات السياسية في الوطن المضمخ بجراحات الماضي القريب والبعيد ، ومع مراقبة المرجعية الدينية الرشيدة لتطورات الاوضاع في البلاد والشرق الاوسط ، فان التحركات البعثية التكفيرية سوف تصطدم حتما بالوعي الحضاري المعروف للعراقيين عربا وكوردا ،سنة وشيعة واقليات دينية ، لان عقارب الساعة لايمكن ان تعود الى الوراء ، سيما وان الناس الطيبين والمسالمين الذين ذاقوا ويلات العروبيين الشوفيين والارهابيين الظلاميين ، لن يسمحوا لاعداء الحرية والتضامن والقيم الانسانية النبيلة بالوصول الى مآربهم الخبيثة ابدا.

* حميد حلمي زادة