ما هي دلائل فشل أميركا في افغانستان؟

الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم ) 7/10/2013 – في تقييمه للاحتلال الاميركي لافغانستان على مدى اثني عشر عاما اعتبر الباحث اللبناني طارق ابراهيم الخبير في الشؤون الاسيوية ان الولايات المتحدة لم تحقق أيّا من اهدافها التي جاءت من اجلها الى افغانستان .

ولتوضيح هذا الاستنتاج تطرق ابراهيم في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين، الى اهداف أميركا من احتلال افغانستان فقال: ان الاميركيين كانوا يأملون من خلال افغانستان– هذا الموقع الجيوسياسية المعقد – بأن يكسبوا نظاما قويا حليفا لهم في هذا البلد الذي هو في خط تماس مع ايران ومع الصين ومع روسيا من خلال بحر قزوين، وعلى تماس مع باكستان، كما انه واجهة على البحر العربي، وبالتالي كانت هناك امال كبيرة لدى الاميركيين يعقدونها على افغانستان.
أما الان – يضيف خبير الشؤون الاسيوية– وبعد اثني عشر عاما على احتلال افغانستان فان الوقائع كما هي في الميدان تتمثل بنظام افغاني ضعيف ، فيه صراعات داخل الحكم وخارجه، كما ان حركة طالبان عادت وسيطرت على العديد من الولايات حتى انها وصلت الى بعض المناطق القريبة من العاصمة ، وباكستان المجاورة ممزقة عسكريا وسياسيا، وبالتالي فان الاميركيين ليسوا فقط فشلوا في اقامة نظام افغاني قوي يحقق اهدافهم، بل انهم يعانون الان من ازمة مع الحليف الباكستاني، كما انهم لم يستطيعوا السيطرة على نفط بحر قزوين لان الموقف الايراني – الوسي موقف قوي في مهاجمة هذه الهجمة الاميركية، كما ان ايران التي ارادوا ان يُسقطوها ويمزقوها من الداخل أو على الاقل أن يحاصروها هي حاليا دولة فاعلة على الصعيد الاقليمي، وروسيا التي كانت عندما دخل الاميركيون الى افغانستان ضعيفة وبحاجة لمساعدات مالية من اوروبا ومن أميركا باتت اليوم لاعبا اقليميا ودوليا قويا وبالتالي اصبحت منافسا للولايات المتحدة على الصعيد الاقليمي والدولي .
ومن هنا فان الموقف الاميركي في افغانستان لا ينطلق فقط من خسارة أمنية وعسكرية بل من خسارة استراتيجية وخسارة في المعنى الاساسي لمساعي أميركا للسيطرة افغانستان وبالتالي السيطرة على نفط بحر قزوين.
Ma.18:36.7