من يجيب على الاسئلة؟؟

من يجيب على الاسئلة؟؟
الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

كشفت العملية الارهابية التي استهدفت المدرسة الابتدائية في قرية بقضاء تلعفر عن عبور العمل الارهابي بالعراق لكل الخطوط الحمر, وكل الاعتبارات لدرجة لا يمكن تصديقها .

ورغم ان استهداف الملاعب الشعبية والمقاهي بذريعة انقاذ الشباب من اللهو, وهو ما قامت به العصابات الاجرامية في الاشهر الاخيرة,لا يقل قبحا عن استهداف المدارس والاطفال الا ان القوى الداعمة للارهاب لازالت ترى فيه المعبر الحقيقي عن هويتها واختياراتها القبيحة.

بعض القنوات الطائفية اعتبرت خبر قتل الابرياء في مدارسهم عمل يستحق البشارة كاشفة عن عقلية غريبة لاتصمد امام اي استفهام وسؤال عن حقيقة موقفها والجهات الداعمة لها.
ماذا جرى للعالم؟ هل يمكن ان يقود الاحداث على كرتنا الارضية هكذا معتوهين دون حساب ولا كتاب؟

هل يمكن السكوت في مواجهة هكذا مستوى من الاجرام؟
هل يعتبر السكوت على هكذا جريمة تقصيرا وحسب؟
هل نصدق  ونقبل اعلاما يعتبر تفجير شاحنة مفخخة قرب مدرسة اطفال بشارة بالخير؟

هل نلوم الامم المتحدة, والقاعدة, واميركا, والموساد, ونكتفي بالقاء مسؤولية الخطأ على شماعة الاخرين, وسيسامحنا الله تعالى ويرتاح ضميرنا ونحن نرى اشلاء اطفالنا تتناثر  وتندثر تحت انقاض مدارسهم؟

ما هو نوع المسؤولية المترتبة على المسؤول ,والمثقف ,والاعلامي, وعلماء الدين والحوزات العلمية, وائمة المساجد وخطباء الجمع, لمنع مثل الجرائم؟
وهل عملنا بما يكفي لمنع هذه الجرائم؟ ام ان هذا نوع من جلد الذات تعبيرا عن الفشل وعدم القدرة على ايجاد حلول؟

هل نقبل ان نسمح لافكار من قبيل ان الرد يجب ان يكون من جنس الجريمة لردع المعتدين؟ وهل ينقذنا وينقذ اطفالنا فعلا ان نشجع الردود العنيفة على الجرائم الارهابية؟
لقد رفعت بعض الجهات السياسية مطالبا من هذا القبيل, فكيف يمكن تصور امكانية اندلاع اي رد فعل على خلفية جريمة مماثلة؟

واين موقع الدولة والسلطة والاجهزة الامنية من كل ذلك؟ اهي خارج المسؤولية تماما؟ وهل ان دفاعنا عن رجل الامن وعدم تحميله مسؤولية الجريمة سيبعده عن اية مسؤولية بخصوص ما يجري ؟

الى اي مدى يمكن للسعودية وغيرها ان تفخر بقتل اطفالنا بوسائل اعلام مدعومة من قبلهم بشكل علني؟
السؤال المهم الاخير هو من يجيب على هذه الاسئلة؟؟

* كامل كناني