"القاعدة" يهدد باجتياح الأنبار وفتح الحدود العراقية السورية

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

يواصل تنظيم "القاعدة" تهديداته الأمنية للعراق، ففي موازاة عشرات الهجمات بتفجير سيارات مفخخة يومياً، يسعى إلى تنفيذ عمليات كبرى على نطاق مدن كاملة، على جانبي الحدود العراقية - السورية.

وأعلنت قوات الأمن العراقية أمس الاثنين إحباط هجوم لـ "القاعدة" كان هدفه السيطرة على مجمع حكومي في الفلوجة، شرق الأنبار، حيث نجح عشرات المسلحين بالسيطرة عليه لساعات.
وأكدت السلطات الأمنية في الأنبار: "تطهير محيط دائرة الكهرباء ومديرية الشرطة في الفلوجة من العناصر الإرهابية، وقتل سبعة بينهم ثلاثة انتحاريين، وأكدت استقرار الوضع في المدينة".
لكن طبيعة الهجوم الذي جاء بعد ليلة دامية في بغداد خلفت عشرات القتلى والجرحى بسلسلة تفجيرات متفرقة أبرزها في حي العامل جنوب غربي العاصمة، تشير إلى نية التنظيم تنفيذ عمليات كبرى تمهيداً لعودته إلى المدن.
وجاء هجوم الفلوجة بعد أسابيع من نجاح عشرات المسلحين في اقتحام المواقع الأمنية في بلدتي راوة وعانة التابعتين لمحافظة الأنبار.
وكان تنظيم "القاعدة" بث خلال الأيام الماضية فيلماً تسجيلياً عن محاولة اقتحام سابقة، وظهر في الفيلم عشرات المسلحين التابعين للتنظيم يتنقلون بسيارات تحمل شعار القوات الخاصة (سوات) ويرتدون أزياء عسكرية، ما مكّنهم من تجاوز نقاط التفتيش والوصول إلى وسط المدينة.
وقال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي إن "الأنبار تشهد وضعاً أمنياً مأسوياً بسبب تزايد نشاط القاعدة الذي أصبح يمتلك زمام المبادرة"، وحذر من أن "المنظومة الأمنية مهددة بالانهيار بسبب تنامي التنظيمات المسلحة وعدم قدرة قوات الأمن على ضبط الوضع".

ولفت إلى أن "وجود مخطط إرهابي لإسقاط محافظة الأنبار يبدأ بعمليات نوعية لإسقاط المؤسسات الحكومية والخدمية ومراكز الشرطة. وقد بدأ باقتحام بلدتي عانة وراوة منتصف الشهر الماضي".
ويصف المسؤول في الانبار قدرات تنظیم "القاعدة" الذي يعمل في العراق وسوريا باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يصفها بأنها "هائلة"، ويؤكد ذلك رجال دين وزعماء عشائر في المحافظة، التي تعد هدفاً استراتيجياً رئيسياً للتنظيم، ليس على مستوى استعادة هيبته التي كسرتها العشائر (الصحوات) بعد عام 2008 فحسب، بل بالنسبة إلى الهدف الكبير الذي يسعى إلى تحقيقه، من خلال السيطرة على المدن والبلدات المنتشرة على جانبي الحدود بين البلدين.