ازدواجية معايير مجلس الأمن والسعودية

ازدواجية معايير مجلس الأمن والسعودية
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠١:١٥ بتوقيت غرينتش

إزدواجية المعايير التي يتعاطى بها مجلس الأمن الدولي تجاه قضايا الشعوب كانت وراء رفض السعودية المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي . موقف كان محط استغراب الكثيرين في المنطقة نظرا لخروجه عن السياق الذي تعتمده الرياض في سياستها الخارجية فضلا عن أنه جاء في إطار احتجاجي على العجز الأميركي الغربي في شن العدوان على سورية والانفتاح على إيران.

تقرير... ما أبعد صورة الأمس عن اليوم .  الملك السعودي فيصل يقطع النفط عن الولايات المتحدة الأميركية عام 1973 بسبب دعمها الاحتلال الإسرئيلي في حرب أكتوبر ضد مصر وسورية .
هذه الصور توضح الوضع الذي كانت عليه الولايات المتحدة بعد القرار قبل نحو أربعين عاما . لقد وصل الأمر في بعض محطات الوقود الأميركية إلى بيعه لزبائن بعينهم بينما نشرت لافتات تشير إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك وخفض السرعات وإطفاء المصابيح ووصلت الكارثة إلى حد شهر هذا الرجل الأميركي مع طفله مسدسه مهددا أي لص يحاول سرقة وقود سيارته.

اليوم تجرأت أميركا على قطع مساعداتها العسكرية والمالية السنوية عن مصر بعد تعثر مشروعها في هذه الدولة دون أن ترد السعودية بقطع استثماراتها المالية القياسية في الولايات المتحدة دفاعا عن مصر.

بما يتفق ونتائج المراجعة التي سيجريها الرئيس أوباما، نحن ننوي الإعلان عن مستقبل علاقة المساعدات التي نقيمها مع مصر بعد الإعلان عن البيانات الملحة.
ولم تفعل السعودية قبلا عندما دعمت واشنطن علنا الحروب الإسرائيلية الوحشية على كل من قطاع غزة ولبنان وعندما قتلت القوات الأميركية مئات آلاف المدنيين في العراق وأفغانستان لا بل وجدت السعودية ذلك فرصة لإدانة المقاومة حتى الفلسطينية ضد المحتلين الصيهاينة .

فإننا نجمع اليوم على إدانة وشجب أعمال العنف التي حدثت مؤخراً في تل أبيب والأراضي المحتلة حيث ان هذه الأعمال تدخل جميعها في نطاق العنف الذي يستهدف الأبرياء والمدنيين والذي يستحق منا الإدانة والشجب الشديدين أياً كانت مصادره ومهما كانت مبرراته.

ممكن وضع مليشيا تعمل من هذا البلد ويأتي على أثرها ما حصل للبنان فهل المقاومة وارة حتى لو لم تستطع الآلة العسكرية الإسرائيلية أن تقضي على المليشيا الموجودة في الأرض، ولكن دمرت البلد بكل المنشآت التي فيها والتجهيزات التحتية، هل هذا خيار سليم، هل هو الخيار الذي نبحث عنه، ويبحث عنه المواطن في هذا البلد أو في ذاك العالم العربي، لا أعتقد ذلك..

أو القيمة التي دفعتها لبنان لحرب لبنان لا تساوي ما سمي بالانتصار على الآلة العسكرية الإسرائيلية..

صحيح أن إسرائيل لم تهزم حزب الله لأنه ليس جيشاً عسكرياً رسمياً موجود في مكان كي تقضي عليه، هو يختبئ ويستعمل حرب العصابات، ولكن البلد تدمرت من أولها لآخرها، وإلى الآن تسعى لبناء إمكانياتها، فإذا كان هذا الذي يريده الإنسان العربي أنا أعتقد انه هناك شيء خطأ.

ولمناقشة هذا الموضوع أرحب بأستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور عادل شداد أهلاً بك.

س: بداية د. عادل كما ورد في بداية التقرير ما أبعد اليوم عن الأمس، وصل الأمر بالسعودية إلى حد تبرير العدوان الإسرائيلي على لبنا وغزة ووصف المقاومة بالمليشيا، لماذا برأيك انقلبت الصورة إلى هذا الحد؟

ج: أعتقد أن هناك عدة أسباب لهذا الموقف العربي الرسمي وخاصة الموقف الخليجي المتمثل بالمملكة العربية السعودية، حيث ان هذا الموقف الذي تتحذه السعودية ناتج عن الموقع الاقتصادي البترولي لهذه الدولة وعن العلاقات المهمة التي ترتبط بها بالولايات المتحدة الأميركية والغرب بشكل عام، ولكن لهذه السياسة السعودية أسباب متعددة تعمل على تفعيلها.. من هذه الأسباب أذكر بعض منها، هذا السبب هو ناتج عن تخاذل الأنظمة العربية منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الآن في دعم القضية الفلسطينية بل أقول بأن الدعم العربي الرسمي مادياً وسياسياً للنظام الصهيوني هو الذي يفرض على هذه الأنظمة القيام بمثل ما تقوم به حالياً.

ثانياً أعتقد ان هناك أسبابا كذلك أخرى اجتماعية وسياسية منها هذه الأسباب تعويض المملكة العربية السعودية والأنظمة العربية بشكل عام والخليجة بشكل خاص عن خسارة نظام صدام حسين في العرقا، وانقلاب هذا النظام، وعذراً لهذا الكلام لأن هذه السياسة العامة أن هذا النظام السني الأقلية السنية التي كانت تحكم الأكثرية الشيعية بما يمثل العراق من قوى اجتماعية سياسية اقتصادية، وانقلابها بعد الحرب الأميركية على هذا البلد، واستبداله أو فرض النفوذ الشيعي في هذا البلد.

هذه الخسارة تعتبرها السعودية أنها خسارة كبيرة جداص يجب أن تعوض. التعويض يجب أن يكون بدولة أخرى مجاورة للعراق وهذه الدولة هي سورية وذات الأقلية العلوية للأسف هذا الكلام.. وهذا النظام العلوي يجب أن يستبدل بنظام سني لأن الغالبية كما تعتبر السعودية هي السنية.

ثالثاً هناك موقف آخر وسبب آخر عند العربية السعودية، هناك حقد قبلي بدوي وشخصي ذات طابع شخصي، تجلى هذا الحقد العربي في موقعتين أساسيتين، في الموقعة الأولى أثناء انعقاد القمة العربية في بيروت والكلام الذي وجّه من معمّر القذافي إلى ملك المملكة العربية السعودية وهذه المشكلة كل العالم كانت على التلفزوين تشرحها، هذا الكلام وهذه الإهانة من معمر الذافي إلى الملك السعودي أطاحت كما علمنا أطاحت بالنظام معمر القذافي، دمر البلد تدميراً إلى غير رجعة، أعدم معمر القذافي نتيجة هذه الإهانة الشخصية للملك السعودي.

ثانياً، الحادثة الثانية هي بعد حرب تموز وكما سمعنا من التقرير بأن الاتهام للمقاومة بانها ميلشيات غير قادرة على مواجهة إسرائيل وأن العين لا تقاوم المخرز وكل هذه الأمور السخيفة بحسب نظرتهم، تجلى ذلك بعد الخطاب الشهير للرئيس الأسد بعد حرب تموز، وعندما وصف هؤلاء بأنصاف الرجال، وأعتقد أن هذا الحقد الأساسي الدفين عند السعوديين الذي يرجع بالطبع إلى طابع بدوي وقبلي ومتأخر وكما يصفهم ابن خلدون بالعصبية، هذا أدى إلى ما نحن عليه الآن في إسقاط النظام تدمير سورية نتيجة هذه الأحوال.

س: نحن نتحدث عن عوامل داخلية وخارجية دفعت بالسعودية إلى اتخاذ مثل هكذا قرار، وأيضاً لا ننسى عوامل الإحباط والضعف. ولكن إذا ما رجعنا إلى القرار السعودي بقطع النفط عن الأميركيين عام 73 ثم بالتحالف مع الأميكيين ضد المقاومين في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها، كيف يمكن تفسير ذلك؟

ج: أعتقد أن لكل مرحلة رجالها، هذه المرحلة مرحلة السبعينات ومرحلة الحرب العربية على إسرائيل وبالطبع كان المصمم والمهندس لهذه الحرب رجلين أساسيين هما المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر والمرحوم الرئيس حافظ الأسد. وقد وجد على رأس المملكة العربية السعودية ملك كتب له التاريخ هذه المواقف الأساسية بقطع النفط عن الغرب بشكل عام وما انتج هذا قطع النفط على الاقتصاد الغربي والأميركي بشكل خاص.

بالطبع دفع هذا الرجل حياته ثمن هذا الوقف لأن هناك تخاذل عربي رسمي لا مثيل له أدى إلى هذا التحول، وهذا التحول في السياسة العربي وخاغصة الخليجية أدت إلى الضعف في نفوس هؤلاء الأشخاص المستلمين للسلطة أو على رأس السلطة في المملكة العربية السعودية وخاصة الخليج، لأن الخليج ينضوي تحت المملكة العربية السعودية.

وهناك أسباب عدة أسباب كما ذكر التقرير لرفض السعودية أو المملكة العربية السعودية للمقعد في مجلس الأمن، أذكر من هذه الأسباب أولاً تخوف المملكة العربية السعودية من دفع ثمن باهظ الكلفة لهذا المقعد إن كان على المستوى المادي أو كان على المستوى السياسي. ثانياً، لو سمحت نقاط مهمة جداً.