"ماذا عنّا؟"

الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

بهذا السؤال استهل توماس فريدمان مقالاً كتبه في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، واستهله بالإشارة إلى أن"من نافل القول إن عقد صفقة على المدى القريب مع إيران هو أمر يستحق رفع الحظر جزئياً،"

"باعتبار أن من شأنه تجميد كل المكونات الأساسية للبرنامج النووي،" "على أن الصفقة الوحيدة التي تستحق رفع جميع تدابير الحظر مرة واحدة، هي تلك التي تقيّد على نحو يمكن التحقق منه قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية"، وهو أمر تنفي الجمهورية الإسلامية عزمها عليه بالمطلق.
"غير أن هناك شيئاً آخر هو من نافل القول أيضاً، لكنه لا يزال بحاجة إلى أن يُقال بصوت مرتفع،"
"وهو أننا نحن في أميركا، لسنا مجرد محامين مستأجرين فقط للتفاوض على اتفاق لمصلحة الكيان الصهويني والعرب السنة في الخليج الفارسي، وتكون لهم وحدهم كلمة الفصل فيه".
يضيف توماس فريدمان: "فنحن في أميركا لنا مصالحنا الخاصة التي لا تتمثل فقط في تقليص قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية،""بل في إنهاء 34 عاماً من الحرب الباردة بين إيران والولايات المتحدة، والتي أساءت إلى مصالحنا ومصالح أصدقائنا من الصهاينة والعرب"، على حد تعبير فريدمان.
"وبالتالي، يجب ألا نكون مترددين حيال توضيح مصالحنا والتأكيد عليها في مواجهة الجهود الصهيونية والعربية التي تحاول منع التوصل إلى اتفاق نحن نعتقد أنه سيكون جيداً بالنسبة لنا ولهم".
"إذ ان مصالح أميركا اليوم تكمن في اتفاق نووي مرحليّ مُحكم مع إيران، يفتح أيضاً الطريق أمام معالجة مجموعة كاملة من القضايا الاُخرى بين واشنطن وطهران".
ويقول فريدمان"إن بعض حلفائنا لا يشاركون تلك المصالح، ويعتقدون أن النتيجة الوحيدة المقبولة تأتي من قصف المنشآت النووية الإيرانية وجعل إيران دولة معزولة وضعيفة ومهمشة".
ويجادل الكاتب قائلاً: "دعونا نبدأ من حقيقة أن لإيران تأثير كبير في العديد من مباعث قلق الأمن القومي الحساسة،""بما في ذلك القضايا المتصلة بسوريا والعراق وأفغانستان والصراع الفلسطيني – الصهيوني والإرهاب وأمن الطاقة والانتشار النووي".
"ففي حين أدى التوتر مع إيران إلى تفاقم هذه القضايا جميعاً، يمكن لانفراج العلاقة مع طهران أن يساعد على التخفيف منها".