على نتنياهو الكف عن عرض عضلات ليست له

على نتنياهو الكف عن عرض عضلات ليست له
الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تعمل القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها أمريكا جاهدة لإيجاد مقاربة يمكن أن تنهي المواجهة بينها وبين إيران بسبب البرنامج النووي الإيراني، بعد أن أيقن الجميع أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تفضي الى حل مشرف للجميع، نرى رئيس الوزراء الإسرائيلي واعضاء حكومته يكررون مرات ومرات، بمناسبة أو بدونها، أنهم غير ملزمين بأي اتفاق وقد يشنون هجوما عسكريا ضد إيران في أي لحظة لتدمير منشآتها النووية.

الغريب أن تهديدات نتيناهو ضد إيران، تأتي لاعتقاده، كما يقول هو، انه الوحيد الذي يمكن ان يشخص خطر البرنامج النووي الايراني، لان طهران، وفقا لهذا الاعتقاد، خدعت العالم وعلى رأسه القوى الست الكبرى، لهذا تقع مسؤولية إنقاذ العالم على عاتقه، وانه سوف لن يتخلى عن هذه المسؤولية!!.

نتنياهو وفي الوقت الذي كانت المفاوضات تجري في جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 ، اعلن وبشكل قاطع أن أي اتفاق يتم التوصل اليه مع ايران هو اتفاق سيىء ولايعني "إسرائيل" بشىء وسيؤدي لا محالة الى الحرب.
اما وزير حكومته الامنية المصغرة نفتالي بينيت قال ان "اسرائيل" لن تتساهل ابدا بشأن أمنها وتاريخها يتحدث عن نفسه، معتبرا تدمير المفاعل النووي العراقي في 1981 والمفاعل النووي السوري في 2007 خير شاهد على ذلك. وفي تحريض مبطن للقوى الكبرى ضد ايران قال بينيت، لا يمكننا التزام الهدوء بينما الغرب يسرع الى توقيع اتفاق مع ايران سيكون كارثيا.
اما  وزير الجبهة الداخلية، في حكومة نتنياهو، غلعاد اردان، فرأى أنه في حال إبرام اتفاق سيىء مع ايران فسيتعين على "اسرائيل" في مثل هذه الحالة مراقبة ما يجري في ايران، واتخاذ القرار بشأن طريقة العمل المطلوبة لمنعها من التحول الى تهديد وجودي.

ولا نضيف معلومة جديدة، اذا قلنا ان الاتفاق الجيد من وجهة نظر نتنياهو ورفاقه، هو تفكيك البرنامج النووي الايراني وتجريد ايران من أي قدرات علمية وتقنية، وحتى تجريدها من قوتها العسكرية التقليدية، واذا لم يكن بالامكان تحقيق ذلك عبر المفاوضات فلابد من استخدام القوة العسكرية لتحقيقه.

لا يوجد هناك من يأخذ تهديدات نتنياهو ورفاقه بشن عدوان عسكري ضد ايران على محمل الجد، فعندما تتراجع أقوى قوة عسكرية في العالم عن الخيار العسكري في التعامل مع ايران، ترى ماذا يمكن ان يصنعه كيان مثل "اسرائيل"؟ فهذا الكيان هو اصغر من ان يتعرض لايران، واذا ما فرضنا جدلا ان نتنياهو قد يرتكب حماقة ضد ايران لتوريط الكبار، فإن كيانه بالتأكيد لن يبقى كما كان عليه قبل ارتكاب حماقته.

ليس سرا القول انه لو كان بمقدور "اسرائيل" وامريكا تدمير المنشآت النووية الايرانية لما تأخرا لحظة واحدة، لذا فإن كل تهديدات نتنياهو الجوفاء ضد ايران، تشبه كثيرا تصرفات طفل مدلل ، ذاق الكبار ذرعا بدلاله وطلباته التي لا تنتهي، فأخذوا يتجاهلونه، الا انه يواصل إلحاحه على أمل ان يصغوا اليه، وعندما لا يرى تأثيرا لالحاحه على من حوله يأخذ بالصراخ بأعلى صوته مهددا بإلقاء نفسه من النافذة اذا لم يصغوا اليه.

تصرفات نتنياهو، لدفع الكبار الى فعل شىء ليس بمقدورهم، هو بالضبط ما ذهب اليه المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، ناحوم برنياع، عندما قال: إن نتنياهو يكثر جداً، الى حد الملل، من عرض عضلات ليست له.

ماجد حاتمي