نبيه بري: الآن تولد السياسة من إيران

نبيه بري: الآن تولد السياسة من إيران
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اثر وصوله العاصمة الايرانية، الآن تولد السياسة من إيران، ومن طهران بالذات، بعد هذا الاتفاق (النووي)، أو هذه الصفقة الدولية.

يأتي ذلك في وقت تتفاعل المنطقة على وقع أصداء الاتفاق الانتقالي بين إيران والقوى الدولية حول البرنامج النووي، حيث وصل الرئيس بري إلى طهران أمس، في زيارة رسمية اكتسبت دلالات بارزة، أولا لتزامنها مع الاتفاق النووي وثانيا لأهميتها السياسية في لحظة محلية وإقليمية مشتعلة، يمكن أن تساهم طهران في تبريدها.

ويأتي بري إلى طهران وهو على قناعة تامة بأن الحوار الإيراني ـ السعودي يشكل ممرا إلزاميا لاستعادة الاستقرار المفقود في كل من لبنان وسوريا وغيرهما من النقاط الساخنة في المنطقة.
ولعل جدول أعمال بري الحافل في طهران يؤشر إلى الأهمية الخاصة التي تنطوي عليها الزيارة، حيث يحفل جدول الأعمال بلقاءات متلاحقة، اليوم وغدا، مع كل من الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، والأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني.
وفي تصريح في مطار طهران سأل الرئيس بري: "من قال إن ليس في السياسة ولادات؟"، وقال: "الآن تولد السياسة من إيران، ومن طهران بالذات، بعد هذا الاتفاق (النووي)، أو هذه الصفقة الدولية"، مذكراً "لقد كنت قد صرحت قبل أن يحصل الاتفاق، أنه في حال حصوله، فإنه يشكل قنبلة نووية سياسية. هي فرصة ليست للشعب الإيراني فقط، الذي جاهد قيادة ورئاسة ومجلساً وشعباً، طيلة عقود للوصول إلى مثل هذا الاتفاق الحق أصلاً، وأنما يعود في رأيي لمصلحة السلم في المنطقة العربية، وفي المنطقة الإسلامية عموما".
وأمل بري في "ان يكون هذا الاتفاق، منطلقاً لتسوية أيضاً في سوريا الشقيقة، وبعد ذلك يفتح باب إعادة الثقة بين العرب، والجمهورية الإسلامية الإيرانية"، موضحاً "ان هذه الثقة هي من الضرورة الآن بمكان كبير، بدلاً من حصان طروادة الذي يعتمد الآن، أي الفتنة السنية ـ الشيعية".
وإذ أعرب عن اعتقاده أن "تصحيح البوصلة لا يكون بمثل هذه الفتنة، إنما بالعودة إلى القضية المركزية، أي قضية فلسطين"، اعتبر "أن إسرائيل هي المتضرر من مثل هذا الاتفاق، لأنه يخفف من دورها، ومن اعتماد الغرب عليها في المنطقة، وتالياً عليها أن تبحث وتفتش عن مدار آخر، وهذه مشكلتها الاستراتيجية"، سائلاً: "هل نستفيد نحن العرب والمسلمين من هكذا اتفاق، وهكذا ولادة كما قلت؟ التاريخ سيسجل ذلك، وإن شاء الله سيسجله على خير".
أما نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد رضا باهنر، الذي كان في استقبال بري في المطار، فأمل "أن تؤدي زيارة بري إلى ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، كما الزيارة السابقة"، وقال: "نعلم بأن المؤامرات تحاك من قبل الاستكبار الغربي، لإثارة المشاكل والفتن الطائفية في المنطقة، لكن هناك تفاهمات ومشتركات كثيرة نعمل عليها، إلا أن التكفيريين الذين يعملون بالإمكانات الغربية، يريدون إيذاءنا والمنطقة. لكن المقاومة ستعمل على محو أحلام الدول الغربية في هذا الصدد".
وإذ أسف باهنر للتفجير الذي حصل في بيروت، أمل في "أن ينال مرتكبو هذا العمل من الدولة اللبنانية عقابهم".
وفي برنامج بري، محادثات مع رئيس مجلس الشورى الإيراني صباح اليوم، تتناول التعاون البرلماني، والعلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الراهنة، يعقدان بعدها مؤتمراً صحافياً مشتركاً، على أن يقيم لاريجاني بعد الظهر، مأدبة غداء رسمية على شرف بري والوفد المرافق. ويلتقي بري بعد الظهر الرئيس الإيراني الشيخ الدكتور حسن روحاني.
ويرافق بري وفد نيابي يضم النواب: عبداللطيف الزين، آغوب بقرادونيان، غازي زعيتر، علي فياض، وقاسم هاشم، ووفد إداري وإعلامي.