"شجار وراء الكواليس بشأن الصفقة"

الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

بهذا العنوان استهل دايفد اغناطيوس مقالاً كتبه في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية، وقال فيه إنه "إذا كان هناك ضباب للحرب، فيمكن أيضاً أن يكون هناك ضباب للسلام، عندما يكون المفاوضون أنفسهم ليسوا متأكدين من عواقب ما يفعلونه".

"وبعض من تلك الظلمة يحيط بالمساومة الجارية في جنيف للحد من البرنامج الإيراني النووي".
ويشير الكاتب إلى "أن هناك خلافاً حاداً بين المراقبين حول المخاطر والفوائد المحتملة من هذا الاختراق الظاهر بين إيران والغرب بعد 34 عاماً من العداء".
"وثمة ملاحظة تحذيرية تاريخية تأتي من السير مارك سايكس، الذي تفاوض مع نظيره الفرنسي فرانسوا جورج بيكو على الاتفاقية الشهيرة سنة 1916،"
"والتي قسّمت الشرق الأوسط على أساس حدود مصطنعة ما زالت سبباً في المتاعب حتى هذا اليوم".
"فوفقاً لدراسة أجراها ديفيد فرومكين بعنوان (سلام لإنهاء كل السلام)، قال سايكس في اجتماعات استراتيجية مع اللورد كتشنر من أجل التخطيط للسياسة:"
"أنا لم أتمكن أبداً من أن أجعل نفسي مفهوماً، ولم أستطع أبداً أن أفهم ما كان يعتقد، كما أنه لم يتمكن أبداً من فهم ما كنت أفكر فيه".
"وفي الوقت الذي بدأت تتشكل فيه الصفقة مع إيران، ثمة مشاجرة تتصاعد وراء الكواليس مع إسرائيل والسعودية، وهما البلدان المتضرران بشكل حاسم من هذه الصفقة".
ويعتقد الكاتب أن"أوباما محق في الابتعاد عن الانقسام المذهبي (في الشرق الأوسط). لكن خطراً عَرَضياً قد ينشأ إذا نُظر إلى الولايات المتحدة على أنها تستبدل حلفاءها السُنة المديدين بشركاء جدد من الشيعة"، على حد تعبيره.
"إذ من شأن ذلك أن يكون بمثابة الركل في وكر من الدبابير، ما يجعل المنطقة أكثر خطورة".
"وثمة خطر آخر يلوح في ضباب السلام، يأتي من أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه مع إيران من المفترض أن يكون موقتاً، في خطوة أولى نحو اتفاق نهائي".
"حيث أن التاريخ الدبلوماسي زاخر بالاتفاقات الموقتة التي لم تنتقل إلى مرحلة ثانية".
"في الواقع، فإن الاتفاقات الموقتة غالباً ما مهدت الطريق أمام جولة جديدة من المواجهة الدامية، عندما يضغط أطراف النزاع لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة في المفاوضات النهائية".
"ويحدوني الأمل بأن يمتلك المفاوضون الأميركيون والإيرانيون خريطة طريق واضحة، تضع بالفعل نهاية للعبة، وإلا فإنهم سيفقدون بوصلة طريقهم سريعاً".