لا للمبالغة ولا لتجاهل النجاح

لا للمبالغة ولا لتجاهل النجاح
الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

لازال موضوع مفاوضات جنيف النووية، يستحوذ على اهتمام الصحف الايرانية الصادرة بطهران الاربعاء، حيث خصصت صحيفة "رسالت" افتتاحيتها للحديث عن هذا الموضوع.

لا للمبالغة ولا لتجاهل النجاح
يستهل الكاتب "محمود فرشيدي" مقالته بالقول، في هذه الايام تتصدر اسم ايران، وسائل الاعلام الدولية بانها كان احد جانبي طاولة المفاوضات النووية فيما كانت المجموعة الدولية السداسية بكاملها على الجانب الاخر، وان هذه المفاوضات كانت تحظى باهمية بالغة للقوى الدولية بحيث ان وزراء خارجيتها كانوا ينضمون عند الحاجة، بسرعة لمحل المفاوضات.

ومع ذلك وبعد عشر سنوات من مقاومة ايران، توصل الجانبان الى اتفاق مشترك على الرغم من اميركا وبقية اعداء ايران يأملون بفرض اطماعهم في المراحل المستقبلية الاخرى لهذه المفاوضات.
ان لمفاوضات جنيف العديد من المؤيدين في الداخل، وان هناك مجموعة اخرى تنظر بعين الشك والترديد الى هذه المفاوضات لما يحملون من تصورات قاتمة عن الدبلوماسية العالمية للقوى السلطوية في محادثاتهم مع المظلومين في العالم.
وفي الجانب الاخر يمكن مشاهدة مجموعة اخرى وهي تمثل الذين يبالغون في وصف هذا الاتفاق النووي من اجل استغلاله لتحقيق اهدافهم ومآربهم السياسية!. ان اساس تفكير هذه المجموعة هو نوع من التعلق بالاجانب والذي من شأنه ان يؤدي الى توجه ابصارهم نحو اهتمام الاعداء.
والان وبعد توقيع هذه الاتفاقية كخطوة اولى من الخطوات حاسمة اخرى من اجل التخطيط المستقبلي لتلبية توقعات المجتمع لحل جميع المشاكل الاقتصادية وبشكل سريع، ينبغي الاتؤدي هذه العملية الى تجاهل ضرورة الاقتصاد المقاوم وتجاهل تعزيز الدعم الوطني للبلاد، والتي تعتبر دعما للفريق المفاوض الايراني في المراحل اللاحقة من المفاوضات والتي ستزيد من قوتها ومكانتها.      
ان المبالغة في اهمية هذا الاتفاق سيؤدي الى تعزيز اوهام العدو بان الحظر هو الذي دفع ايران الى طاولة المفاوضات، وان اوضاع الراهنة في البلاد تعتمد اعتمادا كليا على هذه الاتفاقية وعلى قرارات العدو. 
والحقيقة ان الشعب الايراني لايستطيع ان يعقد آماله على هذا الاتفاق النووي وعلى وفاء اميركا لان تجاربه السابقة اثبتت مرارا بان المفتاح الخارجي لايمكنه فتح الاقفال الداخلية ابدا.
ان الشعب الايراني يقف اليوم في بداية مسيرة طويلة يعتمد النجاح فيها كما في السابق على الاستمرار في الصمود والاستقامة والاعتماد فقط على امكانياته وطاقاته من اجل إرغام العدو على التراجع.
والكلمة الاخيرة هي نظرا لتأييد قائد الثورة الاسلامية للفريق الايراني المفاوض ورده على رسالة رئيس الجمهورية، يجب الاشادة بجهود الحكومة ووزير الخارجية والوفد المرافق له، وتعزيز الثقة بهم وتقويتهم من اجل المشاركة في المراحل الحساسة القادمة باندفاع ونشاط اكثر.