عندما لا تذكر المبادئ

عندما لا تذكر المبادئ
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٦ بتوقيت غرينتش

تواصل صحف طهران الصادرة الاحد، الاهتمام باخبار رحيل السياسي الكبير المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، صحيفة "سياست روز" خصصت مقالا عن اسلوب تطرق وسائل الاعلام الغربية لرحيل المناضل الثوري نيلسون مانديلا.

عندما لاتذكر المبادئ

بداية يشير كاتب المقال "علي تتماج" الى ان رحيل نيلسون مانديلا القائد الكبير لجنوب أفريقيا، كان له اصداء عالمية كثيرة، بحيث ان الكثيرين اعتبروا وفاته خسارة كبيرة للانسانية وحتى ان الكثير من البلدان قررت تنكيس الأعلام حدادا على رحيله.

ان النقطة المثيرة للاهتمام في وفاة مانديلا هي نوع ردود فعل وسائل الاعلام الغربية. حيث ان هذه الوسائل الاعلامية حاولت من ناحية، تسليط الضوء على رسائل تعزية المسؤولين الغربيين، الرسائل التي وصفت مانديلا بالقائد الكبير، ومن ناحية اخرى تطرقت إلى مكانة أفريقيا ودور مانديلا في القضاء على نظام الفصل العنصري.

وعلى الرغم من ان وسائل الاعلام الغربية زعمت انها وفقا لرسالتها الاعلامية، قامت بتغطية كل جوانب رحيل مانديلا، ولكن وراء هذا الادعاء قضية مهمة وهي عدم التطرق الى بعض المبادىء المهمة لهذا الرجل الثوري او التقليل من اهميتها، وفي هذا الصدد يمكن الاشارة الى نقطتيين مهمتين وهما:

النقطة الاولى هي عدم التطرق إلى اسباب شهرة مانديلا ورسالته العالمية.
ثانيا- عدم ذكر مصطلح نظام الفصل العنصري ومسببيه، بحيث ان وسائل الاعلام ذكرت مانديلا بصفته بطلا في محاربة نظام الفصل العنصري، الا انها لم تشر الى جذور هذا النظام.

ان هذين المحوريين يلتقيان في مركز واحد، وهي ان نظام الفصل العنصري هو وليد الاستعمار الاميركي والبريطاني في جنوب أفريقيا، وان نضال وصراع مانديلا كان يتركز على الحرب ضد نظام الهيمنة الغربية.

لقد انتفض مانديلا امام اميركا وبريطانيا واستطاع اخيرا ان يلحق الهزيمة بهما، وفي هذا المجال لايمكن تجاهل الدور الصهيوني في هذه القضية، لان الصهاينة كانوا من المؤسسين الرئيسيين لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. واتضح هذا الامر جيدا عندما اكد مانديلا مرارا بان حرية جنوب افريقيا لن تكتمل بدون تحرير فلسطين.

وختاما نقول، نعم ان مانديلا ثار من اجل محاربة الغرب والصهاينة واستطاع من خلال مقاومته وصموده تحقيق اهدافه الكبرى.