التقارب الإسرائيلي السعودي

التقارب الإسرائيلي السعودي
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠١:٥٥ بتوقيت غرينتش

خلفية التقارب الإسرائيلي السعودي في مواجهة إيران ليس جديدا فلطالما راهنت حكومات الكيان الإسرائيلي على المملكة العربية السعودية للعب دور في مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والاحتلال وقد نال المسؤولين السعوديين المديح الكثير من نظرائهم الإسرائيليين ومن وسائل الإعلام الإسرائيلية التي لم تبخل في ذلك ولا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها تل أبيب والرياض بعد تعثر الحليف الأميركي الاستراتيجي في المنطقة .

تقرير... علاقتنا مع السعودية جيدة ونأمل المزيد، العلاقات السلمية بين السعودية وإسرائيل موجودة، وأجيب على السائل نعم، لدينا مصالح مشتركة مع السعودية، في الاقتصاد والسياسة الإقليمية وغيرها.

الملك عبد الله كان يعرف بحضوري للأمم المتحدة ورحّب بذلك، واقترح أن نتصرف بكياسة ووافقت على ذلك، اتفقنا أن يكون السعوديون موجودين عندما نتحدث وقد كان.. كما اتفقنا على أن لا أنتهز الفرصة وأتقدم منه للمصافحة وقد كان.. كما اتفقنا على المشاركة في مأدبة الغداء وأنا لا أعتقد أن عليّ أن أختلس المصافحة وأن هذا بالأمر الحسن، علينا ان تفق على أننا أناس نضجون وبعيداً عن تلك الفتات التي قد لا تعني شيئاً، فأنا أعتقد بان السعوديين يمكن أن يفعلوا الكثير لعملية السلام، سواء كان ذلك بمصافحة أو من غير مصافحة، هذا أمر لا يهم.

نظراً لأن السيد الفيصل شكك في نزاهتي فأنا أود أن أقدم له عرضاً جديداً ببساطة، إذا لم يكن هو من اعترض عل وجودي هنا معه فإني أدعوه لمصافحة يدٍ ممدودة، وإذا كان من الصعب عليك المجيء فإني سأنزل إليك فهل تقبل ذلك؟ ما كان من الأمير الفيصل سوى التوجه لمصافحتي أيالون.

نتنياهو بالفعل يصرخ ويزعق، لا شيء يساعد، وهذا يثير بطريقة ما اشتياق إلى السعودية.. أترى إلى أين انزلقت... كيف توصلت إلى هذا؟.. سأقول لك، إنهما دولتان، لنأخذهما كاسم شيفرة، لا تريدان هذا الاتفاق الغربي مع إيران، الأولى هي إسرائيل، والثانية هي السعودية، وانتبه كيف علمتا كلتاهما اتصلتا بالفرنسيين بصمت وضغطتا عليهم، والسعودية لديها إمكانية أكبر حيث وقّع السعوديون قبل شهرين على صفقة بمليار دولار مع الفرنسيين، والإسرائيليون اتصلوا أيضاً، رئيس الحكومة اتصل بالرئيس هولند، واشتناتس اتصل بفابيوس تحدثنا وأوضحا لهم، والفرنسيون ضغطوا داخل المفاوضات والجميع تسابقوا في النهاية، لم تكن هناك صفقة، لكن السعوديون بقوا في الظل ولم يدخلوا في مواجهة مباشرة مع الأميركيين.

الإيرانيون يلقنون الغرب درساً في بازار إيراني شرق أوسطي، وأنا أعتقد أن العرب أيضاً، السعوديون يحذرون الغرب، إن إسرائيلي اليوم هالعة ومن ورائها عدة دول عربية التي لا تقول هذا، لكن بالتأكيد في الشرق الأوسط لا يرحبون بكل هذا التقدم في جنيف.

وللإضاءة أكثر مشاهدينا على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي د. وفيق إبراهيم.. أهلاً بك.

س: د. هل من المعقول أن تلتقي مصالح السعودية والكيان الإسرائيلي ويصل الأمر إلى لقاءات سرية بين الجانبين؟

ج: هناك ثلاثة عوامل تجعل من التقارب الإسرائيلي السعودي حقيقة، أولاً التأسيس، آل سعود بمعاون المخابرات البريطانية سرقوا أراضي كل الناس في نجد والحجاز والطائف، وسعودوها بالقوة، بقوة القمع والنفط. إسرائيل أيضاً اعتدت على الفلسطينيين طردتهم من أراضيهم ويهودة الأرض. ثانياً عامل المصلحة هناك عداء مشترك من قبل السعودية وإسرائيل لإيران أساسً ثم سوريا وحزب الله والفلسطينيين، لذلك هناك مصلحة مشتركة، إسرائيل تخشى من التقدم الإيراني بشكل عام، ليس فقط من الملف النووي الإيراني، تعتبر أن أي تقدم علمي إيراني من شأنه أن يؤدي إلى مجتمع علمي صناعي يهدد إسرائيل. وكذلك التحالف بالنسبة للسعودية التي ترى في جارها الذي يقابلها على الضفة الأخرى في الخليج عدواً خطراً جداً لأنه يقدم نموذجاً للإسلام المتقدم، في حين ان السعودية دولة من القرون الوسطى، هو هناك عامل المستقبل، كيف شعار العائلة السعودية هو كيف نبقى، كيف يبقى هذا النظام الملكي في ظل عدائه لكل الشعوب العربية وشعوب المنطقة، تماماً كحال إسرائيل التي تفكر بالمستقبل كيف تبقى بحال من العداء الشديد من العالم العربي، لذلك هناك مصلحة سعودية إسرائيلية بالتعاون مع السعودية.

التقارب الإسرائيلي السعودي الذي برز بعد الانفتاح الأميركي على إيران وبدء مفاوضات جنيف لحل القضية النووية لم يقتصر على التقارب الدبلوماسي والسياسي بل اقترن بتقارب إعلامي حيث تكاثر ظهور سعوديين وإسرائيليين في برامج حوارية تلفزيونية في فضائيات عربية وأجنبية ظهر خلالها مدى هذا التقارب في قراءة الحدث الإيراني . استنادا إلى المواقف الرسمية الثنائية من البرنامج النووي الإيراني السلمي دون أي إشارة إلى الإسلحة النووية الإسرائيلية .

تقرير... قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن التهديد النووي الإيراني يفوق كل التحديات الأخرى التي تواجه إسرائيل.. أكرر وبشدة ضرورة العمل على أن لا تمتلك طهران أسلحة نووية.

ظهر في هذا البرنامج التلفزيوني محاوران سعودي وهو جاسر الجاسر رئيس تحرير صحيفة الشرق السعودية ومائير كوهين وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق

وفي صورة واحدة جمعت السعودي والإسرائيلي جرى الحوار الذي بدا وكأنه يجري مع شخص واحد لشدة التقارب في المواقف التي طرحها الإثنان .

إيران ستراوغ وستستغل هذه المفاوضات... لكن إيران لن تتراجع فيما يبدو عن الملف النووي، ولذلك لا يمكن أن نخدع بالخطاب الإيراني وهو خطاب كعادته دائماً متلون ومراوغ ولا يفضي إلى نتائج حقيقية.. تستطيع الخطاب الإسرائيلي هو يراهن يمكن على مزيد من المكاسب والحصانة في مواجهة هذه التوجه الأميركي وتوجه الإدارة الأميركية وهو بشكل ما لعله يعتبر قريباً في صورته الحالية على الأقل خيانة للعلاقة مع إسرائيل أو إضعاف لها أو تهاون في مصالحها.

حاولت وذلك من خطاب الرئيس روحاني في الأمم المتحدة وأظهرت ذلك بشكل نوع من وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه يعني نوع من فخ من العسل لإيهام المجتمع الدولي بأن هناك تحولات في إيران، والرئيس الإيراني تحدث في خطابه عن إيران ضد العنف، وفي نفس الوقت إيران تمارس كل أشكال العنف والقتل ضد الشعب السوري، وهو تحدث أيضاً عن أن إيران هي ضد الإرهاب وتجبوا بالإرهاب، في حين أن أصابع إيران لم تترك مكان وإلا تعمل فيه.

هي مجرد إما كسب الوقت، محاولة تلميع الصورة، الحصول على تخفيض عقوبات معينة.

تحت ستار المفاوضات ستستمر في مشروعها النووي دون أن تقدم أي شيء، وهذا معهود وفقاً للسياسة الإيرانية، ولذلك هنا نقطة المخاوف الإسرائيلية.

الخليج أيضاً يتخوف من هذه المسألة إذاً مثلاً تم التقارب في التأثير على ما يحدث في المنطقة، هذا ما يقلقنا في الخليج نحن بشكل أساسي.

سيطرح هذه المخاوف وموقف نتنياهو كما يقال بأنه وحيد وهو تقريباً شبه معزول، ولكن كما نفهم أيضاً أن هذا أيضاً هو الموقف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.

هذه الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة وتشعر بأن الولايات المتحدة خذلتها وتراجعت عن هذا التحالف، وبالتالي فإن نتنياهو سيشرح هذا الموقف بأن عملية المفاوضات ستفضي بنهاية الأمر إلى امتلاك إيران بالسلاح النووي وهذا أمر خطير بالنسبة لإسرائيل.

لم ترى دول الخليج في هذا الشكل أو سمائها المفتوح، فإذا كان هذا الاتفاق سيدفع إيران إلى مزيد من التوغل فهذا سيؤثر بشكل حاد جداً على العلاقات الخليجية الأميركية ولا يمكن أن تقبل دول الخليج الوقوف في صالح إيران في هذا الحال.

إذا كان اتفاقاً ضعيفاً أو سيؤدي إلى نتائج عكسية... لنتنياهو علاقات وثيقة بالكونغرس الأميركي على امتداد السنوات التي شغل فيها مناصب كثيرة في الخارجية الإسرائيلية، وسفيراً في الولايات المتحدة.

أنا أعتقد كما ذكر السيد مايرل نتنياهو لديه أدوات قوة في الداخل الأميركي يستطيع أن يلعب في أوراق.

اتفاق في حال وصول إليه غير جيد يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، وفي نفس الوقت إسرائيل سترى أنها يجب ان تحمي نفسها بنفسها.

يعني هذا ليس بعيداً عن التاريخ الإسرائيلي في محاولات أكثر من مرة حدثت، هو محتمل جداً.

اللافت في هذا الحوار السعودي الإسرائيلي أن السعودي أشار عشرات المرات إلى البرنامج النووي الإيراني ولم يشر حتى مرة واحدة إلى الاسلحة النووية الإسرائيلية وكذلك فعل الإسرائيلي وخلت اسئلة المذيع من الإشارة لذلك ولو تلميحا .

أرحب بك مجدداً د. وفيق إبراهيم، ما رأيك في هذا النموذج من الحوار الإعلامي الإسرائيلي السعودي لا سيما لناحية التقارب في المواقف ضد إيران والاتفاق النووي معها؟

ج: المعتقد أن هذا الحوار الإعلامي الذي تكرر في الآونة الأخير وهو موجود أصلاً على محطات عربية، منذ حوالي السنتين نرى ضيوف إسرائيليين على محطات عربية، هذا الحوار الإعلامي هو انعكاس لاتفاق سياسي، هناك اتفاق على مستوى السياسة بين الرياض وتل أبيب وهذا أمر بات واضحاً ينعكس على مستوى اللقاءات الإعلامية التي من الممكن أن تصل قريباً على مرحلة العلاقات الدبلوماسية باعتبار أن الخطر الأساسي الذي تراه السعودية هو إيران فقط، لا يهمها لو امتلكت إسرائيل عشرا آلاف الرؤوس النووية وهي تملك حوالي 300 رأس نووي، ولا تخاف منها السعودية، تخاف من مشروع نووي إيراني لم يكتمل بعد، هذا يدل على أن الموضوع هو الحفاظ على هذا النظام الملكي البائد المنقرض الذي لم يعد له مثيل في الأرض لأنه لم يعد يستطيع أن نعثر على نظام شبيه لهذا النظام الذي يعتبر أنه استملك الأرض بقوة السيف، وعلى الذين يريدون هذه الأرض أن يأخذوها بالسيف، ها ما كان يقوله الأمير سلطان قبل وفاته.