ماذا وراء التغييرات الحكومية في السودان ؟

الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

القاهرة – 9/12/2013 : اعتبر نائب مدير مركز الدراسات السودانية في جامعة القاهرة أيمن شبانة ان اشراك جيل الشباب في السلطة ليس هو السبب الرئيسي للتغييرات الحكومية الواسعة في الحكومة السودانية .

وفي حديث مع قناتنا مساء الاثنين قال شبانة ان ما حدث في الخرطوم هو تغييرات جذرية في الحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة السودانية حيث طالت ثلاثة من اركان النظام هم النائب الأول والنائب الثاني لرئيس الجمهورية والاخر هو نائب رئيس الحزب الحاكم للشؤون الحزبية .
واوضح خبير الشؤون السودانية ان الهدف من هذه التغييرات هو الحفاظ على تماسك النظام السوداني والحيلولة دون تداعي الحزب الحاكم خاصة بعد الانشقاق الذي حدث داخله وخروج غازي صلاح الدين وهو القيادي البارز في الحزب الحاكم ، وبالتالي فان الرئيس عمر حسن البشير اراد بهذه التغييرات الحفاظ على اركان نظامه وحزبه الحاكم في مواجهة المعارضة المتزايدة التي برزت في الشارع السوداني سواء احتجاجا على الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد ، أو المشكلات السياسية الجمّة وتنامي المعارضة السياسية في البلاد وعدم القدرة على الخروج من المأزق الذي تمر به السودان الان والمتمثل بالاحتجاجات القائمة في الداخل وقضايا عالقة مع دولة جنوب السودان اضافة الى مشكلات دارفور وكردفان والنيل الازرق وغير ذلك .
وحول اثار هذه التغييرات على الساحة السودانية قال شبانة ان من السابق لأوانه تقييم نتائج التغيير ومدى تأثيره على الوضع في السودان ، لان هذا التغيير وان كان جذريا الا انه طال الوجوه فقط ولم يطل السياسات كما يرى خبير الشؤون السودانية الذي اعتبر ان البشير احكم قبضته على السلطة بنائب أول ينتمي الى المؤسسة العسكرية وهو حليف قوي له والاستعانة بشخصيات من قبائل موالية ، وبالتالي فان التغيير لم يتطرق الى السياسة بحيث ان القيادي البارز في حزب المؤتمر الحاكم غازي صلاح الدين صرح بعدم وجود برنامج شامل للمرحلة المقبلة وبأن التغيير هو تغيير في الاشخاص وليس في البرامج .
وفي تقييمه لما حدث اعتبر شبانة ان الرئيس البشير أحكم من خلال هذه الخطوات احكم السيطرة على قمة السلطة التنفيذية وعلى الحزب الحاكم ، لكن هذا لا يعنب انه احكم السيطرة على الاوضاع في البلاد ، لان هناك في السودان مشاكل اقتصادية وسياسية وهناك ايضا معارضة مسلحة وعزلة دولية تفرض على شخص الرئيس وكل ذلك يتطلب تغييرا في السياسات وليس في الاشخاص.
Ma.18:05.9