مانديلا ينهي مسيرته الطويلة في مسقط رأسه

مانديلا ينهي مسيرته الطويلة في مسقط رأسه
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

أنهى نلسون مانديلا، الرمز العالمي للسلام والمغفرة ورئیس جنوب افریقیا السابق، السبت رحلته الطويلة بالعودة إلى منزله في قرية كونو التي أمضى فيها طفولته وحيث سيوارى اليوم الأحد.

وسيحضر الموكب صديقه ورفيقه القديم في الكفاح الأب ديزموند توتو الذي كان أعلن السبت أنه لن يحضر بسبب عدم دعوته.
وبعد أسبوع من مراسم التكريم غير المسبوقة التي قدمها كبار هذا العالم وشعبه الجنوب افريقي، نقل جثمان بطل النضال ضد التمييز العنصري إلى أرض أجداده في الجنوب الريفي للبلاد حيث دائماً ما أعرب عن رغبته في إن يرقد إلى الابد.
ودعي حوالى خمسة آلاف شخص منهم شخصيات أجنبية كبيرة إلى المشاركة الأحد في مراسم التشييع.
وسيوارى مانديلا الثرى في حضور عائلته وأقاربه فقط، وسيدفن إلى جانب والديه وثلاثة من أبنائه.
وحسب عادة قديمة، ستحيط بالدفن شعائر قبائل الكوزا بما في ذلك ذبح ثور ثم يلقي وجهاء من التيمبو كلمات أمام القبر.
وهنا ستنتهي المسيرة الطويلة جدا لأب الديموقراطية الجنوب افريقية الذي توفي عن 95 عاما في الخامس من كانون الاول/ديسمبر.
وأعلن مكتب ديزموند توتو الحائز هو الآخر على جائزة نوبل للسلام لدوره في مكافحة نظام الميز العنصري ، مساء السبت إن توتو سيحضر مواراة جثمان مانديلا. وأكدت الحكومة أن توتو موجود ضمن لائحة المدعويين.
وقد أمضى مانديلا بالإجمال سبعة وعشرين عاماً في سجون نظام التمييز العنصري حتى الإفراج عنه في 1990.
وكان نعش مانديلا الذي لف بعلم جنوب افريقيا الديموقراطية التي كان أول رئيس لها، نقل من المستشفى إلى القاعدة العسكرية في ووتركلوف بالقرب من بريتوريا لمراسم نظمها المؤتمر الوطني الافريقي الذي لم يبدل مانديلا من ولائه له يوما.
وبعيد وصوله لف النعش بعلم المؤتمر الوطني الافريقي الذي أسس مانديلا جناحه السياسي "رمح الأمة".
ورافق الجثمان أكبر أحفاد مانديلا الذكور الذي وقف إلى جانب النعش حسب التقاليد المتبعة.
وحضرت أكبر شخصيات الحزب مثل ثابو مبيكي الذي تولى الرئاسة بعده من 1999 إلى 2008، وجاكوب زوما (الرئيس الحالي منذ 1999)، وأرملته غراسا ماشيل (68 عاما) وزوجته السابقة ويني ماديكيزيلا مانديلا التي بدت منهارة.
وحضر عدد كبير من الناشطين في المؤتمر الوطني الافريقي والحزب الشيوعي ونقابيون ومناضلون سابقون ضد الفصل العنصري مثل القس الأميركي جيسي جاكسون.
وخلال ثلاثة أيام من الأربعاء إلى الجمعة، قام أكثر من مئة ألف من مواطني جنوب افريقيا بإلقاء نظرة الوداع على جثمانه الذي سجي في مقر رئاسة الحكومة "يونيون بيلدينغز" في بريتوريا.
وقد اقتحم مئات من الأشخاص حواجز الشرطة الجمعة لدخول المبنى وإلقاء نظرة الوداع على جثمان مانديلا.
واقتحم الحشد الحواجز بعدما أعلنت الشرطة أنها لن تسمح بعد الآن لأحد بدخول مقر الرئاسة. وحاول رجال الشرطة أولاً منعهم من التقدم لكنهم سمحوا لهم بالمرور بعد ذلك.
وشهد مقر رئاسة جنوب افريقيا منذ الصباح اكتظاظاً كبيراً بينما انتظر آلاف الأشخاص في الخارج على أمل إلقاء نظرة الوداع على بطل النضال ضد الفصل العنصري.
وبعد ذلك نقل الجثمان ووصل إلى مطار متاتا المدينة الصغيرة الأقرب إلى كونو.
وتوقف الموكب الجنائزي مرتين في مدينة متاتا ليتاح للحشود وداع بطلهم.
وتوجه الموكب بعد ذلك إلى كونو التي تبعد حوالي ثلاثين كيلومتراً للوصول إلى بيت نلسون مانديلا حيث أمضى السنوات الأخيرة قبل إن ينتقل إلى جوهانسبرغ بسبب مشاكل صحية.
وبعد مراسم التشييع الأحد ينقل الجثمان إلى مقبرة العائلة الصغيرة. وأكدت العائلة عدة مرات أنها تريد إن يدفن بدون ضجيج وأنها لن تسمح بالتقاط أي صور أو تسجيل فيديو.
وأقيمت مراسم تأبين لمانديلا الثلاثاء في ستاد سوكر سيتي بسويتو حضرها حوالي مئة من رؤساء الدول والحكومات.
وساد جو من المصالحة في هذا الحفل الكبير الذي شهد مصافحة تاريخية بين زعيمي العدوين الرئيسيين الولايات المتحدة وكوبا راوول كاسترو.