لماذا تستمر الدول المعادية لسورية تصدير الإرهابيين إليها؟

لماذا تستمر الدول المعادية لسورية تصدير الإرهابيين إليها؟
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ - ١٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

تزايد أعداد المقاتلين الأجانب الذي يتدفقون على سورية للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة التكفيرية ليس جديدا ولكن الجديد هو الصراخ الذي بدأ يسمع في الدول الغربية ولا سيما من جانب المسؤولين السياسيين والأمنيين والاستخباراتيين الذين أطلقوا التحذير تلو الآخر لدرء خطر الإرهاب الذي قد يعود إلى دولهم ومجتمعاتهم بعد عودة من ذهب إلى سورية إذا عاد سليما .

تقرير...مقاتلون أتوا من كل حدب وصوب انخرطوا بتنظيمات تابعة للقاعدة 10% منهم قدموا من أوروبا وأميركا وأستراليا.

أنباء أخرى تحدثت عن مقاتلين صينيين وبريطانيين وفرنسيين وبلجيكيين في سوريا أغلبهم يدخل عن طريق الحدود التركية.

شبكة سي أن أن الأميركية تمكنت من تصوير شبان أجانب من تنظيم القاعدة إلى مطار هاتاي التركي للانتقال بعدها إلى سورية

معظمهم يسرعون الخطى صوب سيارات في انتظارهم ومن المذهب رؤية حشود من حول العالم وهي تقترب من سورية حيث القاعدة تنشط أمام مراقبة الحدود التركية.

هذا المهرب يقودنا من المطار على هذا الطريق المحاط بمنازل آمنة إلى الحاجز حيث يسلم الجهاديين الأجانب مباشرة إلى متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة التي باتت تسيطر على مناطق واسعة شمال سورية.

عندما يصلون يسجدون إلى الأرض، وبكاء.. بكاء.. بكاء.. شديد جداً وكأنهم لاحقوا أعز من أهلهم.

يقول هذا المهرب أنه قد هرّب 400 شخص خلال الأشهر الماضية ويقول إن الكثير من الغربيين يأتون إلى البلاد...

يأتي هؤلاء المقاتلون الأجانب بخبراتهم كصناعة المتفجرات، يأتي إلى سورية أجانب آخرون ليسوا كلهم مقاتلين، كهذا الطبيب الفرنسي.

وزير الداخلية الفرنسي تحدث عن 130 فرنسياً أو مقيماً في فرنسا يقاتلون حالياً في سورية بينما تقول الاستخبارات البريطانية إن هناك ما لا يقل عن 150 بريطانياً سافروا إلى تركيا لدخول الأراضي السورية كما يقدر مسؤولون روس وجود 300 مقاتل روسي في صفوف مجموعات مقاتلة في سورية.

بثت وسائل الإعلام صوراً التقطت في مطلع هذا الشهر في محافظة إدلب السورية، تظهر فيما يبدو أسلحة ومقاتلين أجانب يحاربون إلى جانب المعارضة والجيش السوري الحر، وحسب التقرير المصور فإن الأسلحة من بينها أحدث أنواع المتفجرات الصاروخية الدفع، وطلقات محفور عليها خاتم حلف شمال الأطلسي النيتو.

تزايد الجماعات المتطرفة في سورية سواء أكانت القاعدة أم التنظيمات الأخرى الموالية لها مثل دولة العراق والشام الإسلامية والتي تجاوزت في سلوكياتها مسألة نجدة الشعب السوري إلى ممارسات.

وتقول محققة دولية معنية بحقوق الإنسان إن جرائم الحرب التي يعنى ارتكابها للمعارضة السورية وقع أغلبها على أيدي مقاتلين غير سوريين.

شاهدت العديد من الأجانب، كما ذكرت لنا في سورية؟.. الكثير من المقاتلين الذين يتواجدون في الخطوط الأولى هم من مقاتلين جاؤوا للجهاد في سورية. شاهدت الكثير سويديين تونسيين، مغاربة، أفارقة... آلاف المقاتلين الأجانب انضموا لجماعات المعارضة المسلحة.

وصلت مجموعة من البرلمانيين الأوروبيين إلى دمشق، ساعات فقط قبل أن يضرب تفجيران انتحاريان المدينة.

بالنسبة لهذا السيناتور البلجيكي فإن قرار تسليح المعارضة بوجود الآلاف من المقاتلين الجانب في سورية هو خطأ كبير.

الأسلحة التي ستسلم إلى ما يطلق عليه اسم الجيش الحر أو القاعدة، في سورية ستستخدم في غضون أشهر أو سنين على الأراضي الأوروبية. وكنا قد عرضنا جثث وأسماء إرهابيين أجانب كثر، تم القضاء عليهم في سورية ومنهم الإرهابية الأميركية هانيكولمانشد من ولاية متشغين الأميركية والإرهابي علي مناصيفي بريطاني الجنسية كانا قد قتلا في كمين للجهات المختصة في إدلب في 30 آذار الماضي.

تقارير إعلامية بالجملة ودراسات مراكز أبحاث أشارت على وجود نحو 100 ألف أجنبي يقاتلون في صفوف الإرهابيين في سورية، قتل منهم نحو 6313 إرهابي.

نقلت الصحف الرسمية في السويد معلومات عن ترأس إمام جامع في مدينة استوكهولم لمنظمة تقوم بجمع الأموال خلال الأشهر الستة الماضية تحت شعار نريد أن نرسل حليباً لسوريا، ليتبين لاحقاً وبحسب الصحف السويدية أن مخازن الحليب هذه موجودة في ليبيا، حيث يقوم إمام الجامع هذا بشراء وتهريب أسلحة من ليبيا وإرسالها للإرهابيين في سورية.

لمناقشة هذه القضية أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الملك سكرية، أهلاً بك معنا د. في هذه الحلقة.

س: إذاً نحن أمام قضية قديمة جديدة كما شاهدنا، مسلحون أجانب يأتون للقتال في سورية من كل أصقاع الأرض، ولكن السؤال المطروح اليوم د. اليوم ما هدف من أرسلهم أو يسهل مرورهم من دول وحكومات وأجهزة مخابرات برأيك؟

ج: لأنه وبكل بساطة ما يحدث في سوريا اليوم ليس حراك شعبي أو ثورة شعبية تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي أو الحريات أو الديمقراطية، إنما هي في الواقع حرب عالمية بكل ما للكلمة من معنى، على النظام في سورية لسبب واحد بسيط ألا وهو أن النظام السوري ركن من أركان محور المقاومة.

إذا أردنا أن نفهم أكثر ما يحدث في سورية اليوم من توافد هؤلاء المقاتلين من كافة أصقاع الدنيا من القارات الخمس يجب أن نلقي نظرة سريعة على تجربة تشبه إلى حدٍ كبير ما يحدث في سورية اليوم حصلت في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان، عام 79 حصل انقلاب عسكري في أفغانستان موالي للاتحاد السوفياتي وكان وقتها في أوج الحرب الباردة بين القطبين العالميين حلف الناتو بزعامة أميركا، وحلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفياتي، وهذا ما أثار غضب شديد لدى حلف الناتو والولايات المتحدة تحديداً لأنه يخل بموازين القوى العالمية، وقتها فكرت الولايات المتحدة ماذا تفعل ورأت أنه إذا أرادت أن تخوض حرب مباشرة مع الاتحاد السوفياتي  سيكون الثمن باهظ جداً جداً، ولا يعلم إلا الله كيف تكون النتائج خاصة إذا ما استخدم السلاح النووي من قبل الطرفين. مراكز الأبحاث والدراسات والسي أي إيه ابتدعت فكرة الحرب بالوكالة، ورفعت شعار وا إسلاماه وسوقته لدى أتباعها من أنظمة عربية وإسلامية تنفذ بكل أمان مختطات أميركا والغرب الاستعماري، وسوقوا الفكرة وبدأ الإعداد والتمويل من قبل الأنظمة العربية الرجعية الإنهزامية المستسلمة للعدو الصهيوني ولأميركا وبدأوا بتمويل وتجنيد ما يسمى المجاهدين لمحاربة الاتحاد السوفياتي الملحد الذي يحتل بلد إسلامي وهو أفغانستان، وكأن فلسطين ليست بلد إسلامي وكأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ليست محتلة.

س: بالعودة إلى تدفق المقاتلين إلى سورية د. برأيك هل تحقق هدف من أرسلهم أو سهل تدفقهم إلى سورية برأيك؟

ج: بالتأكيد وصول أي مقاتلين أجانب وبأعداد كبيرة كما ذكرنا كما حصل في أفغانستان هو قرار دولي من قبل دول كبرى وبرعاية وتنفيذ مباشرة من قبل أجهزة مخابرات هذه الدول، ليس بمقدور أي كان أن يأتي من أميركا أو استراليا أو بريطانيا إلى سورية ليقاتل دون علم أجهزة استخبارات هذه الدول خاصة وعندما يكون العديد كبيراً وليس فرد أو فردين، فهو قرار دولي لمحاربة سورية، وليست سورية فحسب بل محور المقاومة ككل، لأن إذا لا سمح الله سقط النظام في سورية سيكون محور المقاومة في مشكلة كبيرة وقتها.

هنا الحرب على كل محور المقاومة لذلك كان محور المقاومة جاهزاً للتدخل وللدفاع عن النظام السوري لأنه يدافع ليس عن النظام السوري فحسب بل عن محور المقاومة ككل.

س: إذا ما تحدثنا د. عن الدور الذي لعبته وتلعبه أجهزة الاستخبارات في الدول العربية والغربية لتسهيل تسلل التكفيريين إلى سورية ما الدور برأيك وهل من مصلحة هذه الدول تحول سورية إلى قاعدة للتكفيريين؟

ج: في المرحلة الأولى هم يريدون تنفيذ المرحلة الأولى من هذا العمل ألا وهو محاربة النظام في سورية واستنزاف محور المقاومة، الخطوة الثانية تأتي فيما بعد، في المرحلة الأولى إلى حد ما تدفق الأعداد الكبيرة وبالآلاف من كافة أرجاء العالم إلى سورية، طبعاً ساعد كثيراً المجموعات المسلحة في سورية على تنفيذ بعض الاختراقات والسيطرة على بعض المناطق، وإرباك إلى حدٍ ما وحدات من الجيش السوري في حرب استنزاف، ولكن عندما تأتي المرحلة الثانية ونحن على مشارف المرحلة الثانية وجدنا انقساماً في لدى هذه الدول التي ترعى وترسل هؤلاء التكفيريين الإرهابيين لتقاتل بهم محور المقاومة، عندما وجدت الولايات المتحدة الأميركية أن مخططتها فشل في سورية وأن المرحلة الثانية هي دفع أعباء ثمن وجود هؤلاء الإرهابيين التفكيريين وبأعداد كبيرة في سورية سيرتد لاحقاً على أمنها وأمن حلفائها في المنطقة، جنحت إلى التسوية السلمية وبدأت بالاتفاق مع روسيا ومع الجمهورية الإسلامية في إيران بالإعداد والتحضير لمؤتمر جنيف 2.