ماذا في المخطط الجديد لتسوية القضية الفلسطينية؟

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

رام الله (العالم) - 18/12/2013 : حذر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي من مشروع التسوية الذي تحاول الولايات المتحدة فرضه على السلطة الفلسطينية ارضاء للكيان الصهيوني.

واشار البرغوثي في حديث مع قناتنا مساء الاربعاء الى ان جوهر المقترحات التي يحملها وزير الخارجية الاميركي في جولاته المكوكية في المنطقة يقوم على تبني المفهوم الأمني الاسرائيلي كأساس لكافة القضايا ، وبالتالي فاننا نتحدث عن مخاطر كبيرة ، خاصة في ظل ما يدور عنه الحديث الان من اتفاق انتقالي جزئي جديد هو تكرار لاتفاق اوسلو البائس وتمديد هذا الاتفاق لسنوات طويلة قادمة قد تتجاوز الخمسة عشر لتصل الى اربعين .
واعتبر البرغوثي ان كيري يرتكب ثلاثة أخطاء كبيرة ، والخطأ الاكبر فيها هو تبني المفهوم الأمني الاسرائيلي ، والثاني استخدام المفهوم الأمني كأساس للمقترحات ، وثالثا الحديث عن اتفاقات جزئية واعلان مبادئ بدل حل حقيقي ونهائي .
واكد البرغوثي انه من الخطورة بمكان ان تستمر مفاوضات التسوية في هذا الاطار السري ، مشيرا الى ان المخططات السرية تتسرب الى الاسرائيليين بشكل منتظم وتُقدّم الى اعضاء الحكومة الاسرائيلية بشكل منتظم ، أما في الجانب الفلسطيني فلا يُقدم أي شيئ لأحد سوى ما يكشفه الاعلام .
وبالتالي يبدو الشعب الفلسطيني والقيادات السياسية الفلسطينية وكأنها تعيش في ظلام كامل ، ولا يعرف بالمقترحات التفصيلية سوى عدد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة ولا تتاح لهذا العدد فرصة التفاعل مع القيادات والاطُر القيادية الفلسطينية للاستفادة من خبرتها على الاقل .
وخلُص البرغوثي الى القول ان هذه السرية المطلقة مفروضة على جانب واحد هو الجانب الفلسطيني ، أما الاميركان والاسرائيليون فانهم والمؤسسات التي تدعمهم في هذه المفاوضات مطلعون على كل شيئ .
وحول استعجال واشنطن وتل أبيب لأبرام الاتفاق مع السلطة الفلسطينية قال مصطفى البرغوثي : انهم يعتقدون ان الظرف القائم فلسطينيا والضعف الحالي فلسطينيا يمثل فرصة مناسبة لفرض ما يريدونه دون مقاومة فعّالة لكنهم مخطئون في ذلك .
وتابع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية قائلا : ان جوهر المقترحات الاميركية الصهيونية خطير جدا ، فالحل المقترح يوصف بالانتقالي في حين عانى الشعب الفلسطيني من اتفاق انتقالي سابق هو اتفاق اوسلو، كما ان ما يُقترح في موضوع المعابر المشتركة شيئ مهين للفلسطينيين لانه يعني العودة الى الترتيبات التي كانت قائمة عام 1999 وعام الفين حين كان يجلس الشرطي الفلسطيني يستلم جوازات الفلسطينيين وخلفه الضابط الاسرائيلي الذي يقرر للمواطن الفلسطيني أن يخرج أو لا يخرج ، ويدخل أو لا يدخل وهذا يعني ان الدولة الفلسطينية ليس لها سيادة فضلا عن الحديث عن بقاء الوجود العسكري الاسرائيلي على طول الحدود مع الاردن والسيطرة على القمم الجبلية وحق جيش الاحتلال بما يسمى بالمطاردة الساخنة .
أما الاستيطان فيبقى يتوسع في معظم البؤر ، وتُبتلع القدس والمسجد الاقصى فيما يسمى بالقدس الكبرى ، كما يصادر الاتفاق مقترح حق عودة اللاجئين الفلسطينيين .
وبالتالي فان الاتفاق الجديد هو مشروع تصفوي أسوأ من اتفاق اوسلو ، وان القبول به يمكن أن يدمر كل المستقبل الوطني الفلسطيني .
Ma.13:35.18