بعد مرور ثلاث سنوات ، لماذا تتعثر الثورة التونسية ؟

الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

تونس ( العالم) - 18/12/2013 : اعتبر القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في تونس السيد زهير اسماعيل ان التعثر الذي شهدته الثورة التونسية خلال اعوامها الثلاثة هو أمر طبيعي لان حدث الثورة حدث كبير يحتاج الى فترة طويلة لتحقيق اهدافه.

وفي حديث مع قناتنا من تونس مساء الاثنين قال اسماعيل اننا نعتبر ان الثورة هي مسار تحرري انطلق نحو اهداف كبرى ربما لامسنا الطريق باتجاهها لكننا لم ندّع بلوغها ، مضيفا اننا في تونس نعيش اليوم حياة سياسية حقيقية رغم التعثر لان منسوب الحرية الذي كان بفضل ثورة الهامش المُفًقّر من سيدي بوزيد هو الذي مكّن من اختيار حر لاول مرة في تاريخ تونس .
أما ما يحصل من تعثر في مسار الثورة والدولة فقد اعتبر القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية انه ليس بالامكان الا أن يكون هذا التعثر ، لان ما حدث في تونس أمر لا سابق له ، حتى ان خطاب الثورة في كثير من الاحيان قد يحجب حقيقة ما نحن فيه ، صحيح اننا اخترنا اختيارا حرا واخترنا فريقا لقيادة البلاد تَمثّل بالترويكا ، لكن هناك بعض التعثر .
وتطرق اسماعيل الى نقطة اعتبرها في غاية الاهمية حيث قال : اننا مازلنا نتحرك داخل شروط المنظومة القديمة ، ولذلك فاننا اليوم نفسر التعثر بسبب التعارض والتقابل ما بين المسار التأسيسي الذي هو اختيار شعبي بامتياز وبين المنظومة القديمة التي تقاوم التغيير وتعرقل تأسيس الديمقراطية .
وتابع قائلا : رغم كل ذلك فاننا اليوم نتقدم ، وقد انتقلنا من الشرعية الانتخابية التي اهترأت – ورغم ان اهترائها في تقديرنا لا يبرر الغائها – الى شرعية حوارية ، فصارت هذه الشرعية التفويضية هي اساس الحوار اليوم باتجاه استكمال المسار التأسيسي والتهيئة لانتخابات قادمة .
وفي جانب اخر من حديثه قال القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي ينتمي اليه الرئيس منصف المرزوقي : اننا في تونس نعيش اليوم مستويين من الانقسام ، انقسام في مستوى النخبة قُيّم على انه انقسام اسلامي علماني لكن هذا التقييم غير دقيق لان القوى الوطنية والديمقراطية تجاوزت هذا التقسيم منذ عام 2005 فيما اُطلق عليه حركة 18 اكتوبر ، ولكن بعد الانتخابات التي حدثت بعد الثورة عاد هذا التقسيم من جديد وكان هو المنفذ الذي دخلت منه قوى المنظومة القديمة .
والمستوى الثاني من الانقسام وهو سبب الثورة ، هو الانقسام الاجتماعي لكن تجربة الدولة بعد الثورة لم تغطّ كل المساحة الاجتماعية ، ومن هنا برز التشدد المضاد للحكومة ، اما الارهاب المعولم فهو أمر اخر وتعاني تونس منه ايضا بنسبة معينة .
Ma.18:05.18