هل تم فعلا تشديد الحظر؟

هل تم فعلا تشديد الحظر؟
الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

لاتزال اتفاقية جنيف النووية تحتل مساحة خاصة في بعض الصحف الايرانية الصادرة بطهران الاحد، صحيفة "وطن امروز" نشرت افتتاحية لها حول التصريحات الاميركية الاخيرة حول موضوع الحظر على ايران.

هل تم فعلا تشديد الحظر؟

أستهل الكاتب "عابدين نور الديني" مقالته بالقول، ان الذي حدث في تركيا خلال الاسبوعين الماضيين، ماهي الا عملية استخباراتية وامنية واسعة النطاق لسد الثغرات امام التفاف ايران على الحظر الغربي المفروض عليها.

واصدر قبل فترة "ديفيد كوهين" مساعد وزير الخزانة الاميركي والمسؤول المباشر لبرنامج العقوبات في وزارة الخزانة الاميركية ضد ايران، بيانا شديد اللهجة ضد الدول والشركات التي تلتف بشكل من الاشكال على برنامج الحظر الاميركي ضد ايران وهدد بفرض قيود تجارية على هذه الجهات.

واكد كل من "كوهين" و"اندي شرمن" خلال الاسابيع الاخيرة من الشهر الجاري "ديسمبر" امام لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي بان اتفاق "جنيف 2" لايتسبب في تبديد برامج الحظر ضد ايران، وان الحظر سوف يتشدد خلال الاشهر الـ 6 القادمة!. وانه سوف يقف امام تجارة الذهب بين ايران وتركيا من اجل سد ثغرات برنامج الحظر ضد ايران.

وفي هذا الوقت اعترفت الحكومة الاميركية مرارا بان اتفاق "جنيف 2" اظهر ارادة ايران الحقيقية للتفاهم حول برنامجها النووي ووفرت الارضية المناسبة للحوار والتفاهم للوصول الى اتفاق نهائي.

واتفق الجانبان في اتفاق جنيف النووي بعدم اتخاذ مبادرات من شانها تشدد حدة المواجهة بين الجانبين وستكون دول مجموعة الـ "5+1" وإيران مسؤولة عن وضع وتطبيق إجراءات متبادلة لفترة محددة وتطبيق الحل الشامل بشفافية.

والان وفي ظل هذه المبادرات والتصريحات الاميركية، وجهت الصحيفة سؤالين هما:

الاول- هل تم تشديد الحظر ضد ايران في ظل هذه المبادرات الاميركية؟

الثاني- هل ان المبادرات الاميركية هذه تعتبر انتهاكا لاتفاق جنيف النووي؟

في جواب السؤال الاول، نقول نعم لم يتم تشديد الحظر على ايران، وبعبارة اكثر دقة فان المبادرات الاميركية الاخيرة ستترك اثارها على الاقتصاد الايراني بشكل ملموس وواضح، لان تجارة الذهب مع تركيا تعتبر اهم منفذ لايران لمواجهة انواع الحظر الغربي على تجارتها.

اما في الجواب على السؤال الثاني فنقول ان المبادرات الاميركية الاخيرة لاتعتبر انتهاكا لبنود اتفاقية جنيف النووية، لان اميركا لم تفرض حظرا جديدا على الجمهورية الاسلامية في ايران بل انها قامت بتعزيز وتقوية برامجها السابقة ضد ايران.

واخيرا يمكننا القول بان الاميركيين ومن خلال مبادراتهم هذه قد وجهوا ضربة الى القاعدة التي يستند عليها اتفاق جنيف النووي اي موضوع "الثقة المتبادلة" وان هذه المبادرات الاميركية ستزيد بكل تاكيد من صعوبة مسيرة المفاوضات القادمة بين الجانبين.