عام 2013 الاعنف في العراق منذ نهاية عام 2008

عام 2013 الاعنف في العراق منذ نهاية عام 2008
الخميس ٠٢ يناير ٢٠١٤ - ٠٣:١٥ بتوقيت غرينتش

عاش العراق في العام 2013 سنته الاعنف منذ نهاية عام 2008، بعدما تصاعدت اعمال العنف بشكل كبير، حيث استهدفت دور العبادة الى المقاهي وملاعب كرة القدم والمدارس وحتى مواكب التشييع والمقابر.

وعاش العراقيون على وقع هجمات دامية شنتها جماعات مسلحة على راسها تنظيم القاعدة في مواجهة قوات امنية عجزت عن الحد من التفجيرات اليومية.

وقتل بحسب ارقام وزارات الصحة والدفاع والداخلية حصلت عليها وكالة فرانس برس 7154 شخصا في العراق في اعمال العنف المتفرقة على مدار العام 2013، وهو اعلى معدل سنوي رسمي منذ العام 2008 حين قتل وفقا للمصادر ذاتها 8995 شخصا.

ومن بين هؤلاء نحو الف شخص قتلوا في كانون الاول/ ديسمبر الماضي وحده هم 85 عسكريا و60 شرطيا و752 مدنيا و104 مسلحين، بحسب ارقام رسمية حصلت عليها فرانس برس الاربعاء.

بدورها، اعلنت منظمة "ايراك بادي كاونت" البريطانية المتخصصة ان عدد قتلى العام 2013 في العراق يشكل على الاقل ضعف عدد ضحايا السنوات الثلاث التي سبقت، مشيرة الى مقتل 9475 شخصا العام الماضي، مقارنة بمقتل 4574 في سنة 2012.

وتابعت المنظمة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان سنة 2013 هي الاعنف منذ 2008 حين قتل اكثر من 10130  شخصا "بعد انخفاض معدلات العنف القياسية في عامي 2006 و2007، علما ان النصف الثاني من 2008 كان اقل عنفا من النصف الاول".

ويقول جون دريك المحلل المتخصص بشؤون العراق في مجموعة "اي كي ايه" الامنية البريطانية لوكالة فرانس برس ان "الامور ساءت كثيرا في العام 2013. في سنة 2012 بلغ معدل ضحايا العنف اسبوعيا (...) 60 شخصا (...) وهذا العام بلغ اكثر من 100 قتيل ووصل احيانا الى 200".

ويضيف "الاسلاميون يكتسبون قوة اكبر، لذا فان الامور مرشحة لان تسوء حتى اكثر من ذلك"، خصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في نهاية نيسان/ ابريل المقبل.

وتخوض القوات العراقية التي يبلغ عديدها اكثر من 800 الف عنصر بعد نحو عامين على الانسحاب العسكري الاميركي من هذا البلد معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف.

وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة يقودها تنظيم ما يسمى ب"الدولة الاسلامية في العراق والشام" الموالي للقاعدة، شملت على مدار العام 2013 مئات الهجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات المسلحة وعمليات الاغتيال والقنص والقصف.

وتقول منظمة "ايراك بادي كاونت" ان معظم ضحايا العام 2013 سقطوا في النصف الثاني من السنة الماضية، فيما يشير دريك الى ان "التوترات بدات تتصاعد في البلاد منذ نهاية 2012 غير ان اقتحام الاعتصام المناهض للحكومة في نيسان/ ابريل (...) تسبب برد فعل عنيف من قبل المسلحين".

اضافة الى ذلك، شهد العراق نقطة تحول اساسية اخرى في العام 2013 تمثلت في هروب قادة كبار لتنظيم القاعدة من سجنين قرب بغداد في تموز/ يوليو، ما وضع البلاد بحسب ما قال مراقبون حينها على اعتاب "ايام سوداء".

وفيما ينشغل العراق بالصراع اليومي مع العنف العشوائي، وبالمعركة التي تخوضها قواته ضد معسكرات تنظيم القاعدة في محافظة الانبار على طول الحدود مع سوريا، تتركز الانظار على الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويقول دريك ان "الارهابيين سيحاولون تقويض هذا المسار كما حدث في عام 2010 من خلال شن هجمات ارهابية (...) والاميركيون لم يعودوا هنا لتقديم المساعدة".

ويتابع "الامور لا تبشر بالخير ابدا".