هل غيرت قطر موقفها حيال سوريا؟

هل غيرت قطر موقفها حيال سوريا؟
الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

تناولت الصحف الايرانية الصادرة بطهران الاثنين، عددا من القضايا العربية والشرق الاوسطية، منها الافتتاحية التي نشرتها صحيفة "آفرينش" عن الموقف القطري الجديد حيال الاوضاع الاقليمية.

هل غيرت قطر موقفها حيال سوريا؟
أفاد الكاتب "علي رمضاني" في مستهل مقالته الافتتاحية قائلا، على الرغم من ان وزارة الخارجية السورية اتهمت في الآونة الاخيرة كل من السعودية وقطر وتركيا بدعم الارهاب في سوريا، الا انه في المقابل اعتبر وزير الخارجية القطري "خالد بن محمد العطية" في مؤتمر مشترك ان الحل الدبلوماسي يعتبر السبيل الوحيد للخروج من الازمة السورية واعرب عن دعم بلاده لهذا الاسلوب.
والسؤال المثير في هذا الصدد، هل حقا ان السياسية الخارجية القطرية غيرت موقفها من الازمة السورية؟
في الواقع انه وبعد تولي الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" مقاليد الحكم في قطر في يونيو العام الماضي، تحولت قطر الى عدوة لمصر وذلك بعد سقوط حكومة الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.
وفي هذا الاثناء فان هذه الهزائم والنظرة الخاصة لهذا الامير الشاب والجديد لقطر تجاه مواقف ابيه، دفعت قادة هذا البلد الى تجديد مواقفهم حيال الملفات الاقليمية والدولية لاسيما بعد تغيير النظام العالمي واميركا مواقفهم تجاه الازمة السورية.
وفي حقيقة الأمر، فان قطر كانت في الاعوام الماضية نشطة جدا في مجال السياسة الخارجية، وكانت تحاول ان توجد قاعدة للاخوان المسلمين في سوريا واسقاط حكومة الرئيس "بشار الاسد" من خلال تأييد المعارضة وتقديم الدعم المالي والاسلحة لها، الا ان التطورات الداخلية في قطر وصمود حكومة دمشق بوجه المؤامرات الخارجية وكذلك تغيير توازن القوى السياسية في منطقة الشرق الاوسط والساحة الدولية، كل ذلك دفع قطر الى التراجع نسبيا عن مسؤولياتها تجاه المجاميع المعارضة المسلحة في سوريا، واودعت الامر تدريجيا إلى السعودية، ومن ناحية اخرى حاولت اتخاذ مواقف جديدة حول الازمة السورية. وفي هذا الصدد فان هناك بعض النقاط الجديرة بالذكر حول الموقف القطري الجديد.
اولا، ان احداث انتقال السلطة في قطر يؤكد ان اصحاب السلطة الجديدة يعترفون باخطاء السياسة الخارجية القطرية تجاه سوريا ومصر ولبنان بالاضافة الى خطأ مواقفها تجاه التطورات الدولية الحساسة، وهذا مادفعهم الى اتخاذ سياسة جديدة على الساحتين الاقليمية والدولية.
ثانيا، بعد توصل اميركا وروسيا الى اتفاق مشترك بشأن الاسلحة الكيميائية السورية، فضلا عن مباحثات جنيف 2 دفعت قطر الى الكف عن تدخلاتها تدريجيا في سوريا، وان تكون اكثر حذرا تجاه الاحداث السورية.
ثالثا، على الرغم من ان قطر لم تتراجع بشكل كامل عن تدخلاتها في سوريا، الا انها سعت الى احياء علاقاتها مع سوريا وتحسين مافسده الماضي.
واخيرا ذكرت الافتتاحية، في ظل هذه التطورات فان تغيير قطر نهجها بشأن سوريا يمكن ان تكون لها عواقب قصيرة وطويلة الامد، تجاه الازمة السورية وتزيد من توازن وقوة الحكومة المركزية في هذا البلد.