تزوير التاريخ..في قضية حقوق الانسان!

تزوير التاريخ..في قضية حقوق الانسان!
السبت ١١ يناير ٢٠١٤ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

اهتمت الصحف الايرانية الصادرة بطهران صباح اليوم السبت، بالعديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والاقليمية والدولية،ومنها موضوع حقوق الانسان حيث سلطت صحيفة "جمهوري اسلامي" في افتتاحيتها الضوء على ملف حقوق الانسان في العالم.

تزوير التاريخ..في قضية حقوق الانسان!
ذكرت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها بان العقل نعمة الهية كبيرة للانسان ووصفها الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بانه موهبة الهية تعبد الطريق لعباده للدخول الى الجنة (سعادة الدنيا والاخرة) الا ان هذه النعمة لاتستخدم اليوم في العالم الاسلامي بصورة صحيحة.
ان قتل الاخوة، اصبح امرا شائعا بين المسلمين، وزيادة المبادرات غير اللائقة بين الجماعات المتطرفة، اصبحت ترسم الوجه غير الحقيقي للاسلام والتي تؤدي اخيرا الى تشاؤم الرأي العام العالمي  تجاه هذا الدين الطاهر الحنيف.
ورغم ان الدين الاسلامي هو دين الرحمة والرأفة، وان الله تعالى كرر في كتابه القرآن الكريم مئات المرات صفة الرحمن والرحيم والغفور والودود كما اثنى سبحانه على رسوله الكريم بسبب اخلاقه العظيمة (وإنك على خُلق عظيم) الا انه وبسبب التصرفات غير الاسلامية لبعض المسلمين فيما بينهم اليوم، يُتهم هذا الدين بالعنف!.
ويتعين على كبار العالم الاسلامي عدم التسامح مع هذه القضية، وينبغي العمل فورا من اجل ايجاد طريقة للرد على هذه الاتهامات الواهية وعكس الوجه الحقيقي الناصع للاسلام الحنيف. 
في الواقع ان هذا الوضع غير المتطابق مع الهوية الاسلامية، قد وفر الفرصة للمعارضين والانتهازيين بوصف انفسهم بانهم من المدافعين لحقوق الانسان والايحاء بان المسلمين هم من منتهكي حقوق الانسان. وحتى أنهم لايكتفون باتهام المسلمين بانتهاك حقوق الانسان بل يحاولون اتهام الدين الاسلامي بانه دين يعارض قضية حقوق الانسان في حين ان ملفهم ملىء بانتهاك المفاهيم الانسانية والحقوق الاولية للانسان لاسيما ضد الشعوب الاسلامية.
اذا تأملنا في جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والتي تنفذ بدعم اميركي واوروبي شامل، واذا القينا نظرة على احتلال اميركا وحلفائها الاوروبيين للعراق وافغانستان، واذا فكرنا في مشروع اميركا وبريطانيا وفرنسا في اثارة حرب اهلية في سوريا والذي ينفذ بدعم سياسي وعسكري للارهابيين التكفيريين والسلفيين وتنظيم القاعدة الارهابي، فأننا سوف نصل الى نتيجة مفادها بان المستعمرين والغزاة الاميركيين والغربيين ارتكبوا اكثر الجرائم وحشية ضد المسلمين في حين يصفون انفسهم بانهم من دعاة رعاية حقوق الانسان ويتشدقون بالمفاهيم الانسانية ويتهمون المسلمين بانتهاك حقوق الانسان!. 
ان ملف سجون غوانتانامو وبغرام وأبو غريب والسجون المتعددة السرية الاميركية في القارة الاوروبية يجب دراستها بشكل منفصل، بالاضافة الى ملفات جرائم الدول الغربية في تعاملها مع الشعوب الاسلامية وشعوب امريكا الجنوبية وافريقيا وجنوب شرق آسيا واستراليا كل هذه هي ملفات ينغي مناقشتها كلا على حده وشرحها بالتفصيل للشعوب الاوروبية والشعب الاميركي ليقفوا على حقيقة حكوماتهم. 
ان القصف النووي لهيروشيما وناغازاكي والحرب الطويلة في فيتنام والجرائم التي ارتكبت هناك واثارة الحروب والانقلابات في شتى انحاء العالم خاصة في امريكا الجنوبية وافريقيا هي من تدبير اميركا والدول الاوروبية وماهي الا اوراق قليلة من الملف الاسود الضخم لهذه الدول ضد حقوق الانسان.  
ان كشف نظام المراقبة المعلوماتية الاميركية في التجسس على المستوى المحلي والعالمي سيما على حلفاءه الاوروبيين، تعتبر فضيحة كبيرة للساسة الاميركيين والتي ينبغي اضافتها الى ملفات انتهاك اميركا لحقوق الانسان في العالم.
كما ان المجاميع الارهابية التي تتاجر باسم الاسلام في الشرق الاوسط والعالم ماهي الا الوليدة الاميركية ومن صنع اوروبا من اجل تشوية صورة المسلمين والدين الاسلامي.
واخيرا هل سيعمل كبار المسؤولين في العالم الاسلامي وتزامنا مع بدء احتفالات الشعوب الاسلامية بميلاد الرسول الاكرم  نبي الرحمة والهدى(ص)، على وضع خطة لتغيير الاوضاع الحالية ام..؟.