الشيخ الاراكي: الشحن الطائفي التكفيري هدفه التصدي للصحوة الاسلامية بالمنطقة

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

طهران- 2014-1-12- اكد آية الله محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ان الصراع في المنطقة ليس صراعاً مذهبياً وانما هو سياسي، موضحا ان مد التكفيريين بالمال الكثير جداً لغرض الشحن الطائفي واثارة الفتنة وتوسيعها يجري لأن المنطقة بدأت تشهد الصحوة الاسلامية وحتى لاتتحول هذه الصحوة الى مشروع الامة الاسلامية الواحدة كما دعا الى ذلك قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي.

واعتبر في حوار خاص مع قناتنا، مشكلة التكفير ومشكلة الفتنة الطائفية وزرع الشحن المذهبي والحقد بين طوائف المسلمين وشرائحهم، بانها من اكبر المشاكل التي تعيشها المنطقة، الامر الذي يستدعي من علماء المسلمين واصحاب الرأي ان يجتمعوا فيما بينهم حول هذه المشاكل وما يمكن ان يؤدي الى التخفيف او الى حلها.

واكد الشيخ الاراكي، ان الصراع الاساس في المنطقة هو بين جمهورية ايران الاسلامية والكيان الاسرائيلي، لكن المشكلة في دول الخليج الفارسي انها لم تتحد مع الجمهورية الاسلامية في هذا الصراع باعتبارها مقاومة اساسية.

وقال الشيخ الاراكي: لولا سلوك هذه الدول لما بقيت ايران وحدها في هذا الصراع ولما تجرأت الولايات المتحدة وحلفاؤها على فرض حظر عليها من كل جهة، مشيراً الى ان الجمهورية الاسلامية رغم ما تعانيه من الحظر الا انها لا يمكن ان تقف مكتوفة اليدين وهي ترى ان جدار المقاومة الاسلامية "المتمثل في سوريا امام الكيان الاسرائيلي" قد هوجم ويراد منه تحطيم هذا السد، مبيناً انه للاسف ان كثير من التيارات التي ادعت انها معارضة، رفضت الاقتراح الايراني للجلوس مع الدولة السورية والاتفاق على صيغة سياسية للاصلاح.

السعودية ليس لها مصلحة في ان تنتصر ايران على الكيان الاسرائيلي

وحول ما يقال ان ما يجري في العراق وسوريا حالياً هو بمثابة صراع بين ايران والسعودية بسبب الخلافات القائمة السياسية او المذهبية، اكد ان المملكة العربية السعودية تقحم نفسها في صراع الجمهورية الاسلامية مع الكيان الاسرائيلي، لانها لا ترى مصلحة في ان تنتصر ايران على الكيان الاسرائيلي ولا ترى مصلحة لنفسها في ان تنتصر المقاومة الاسلامية على الكيان الاسرائيلي، مشيراً الى ان دول المنطقة ومنها السعودية عاشت اكثر من 60 سنة ولم تفعل شيئاً ضد الكيان الاسرائيلي وانتهى بها الامر الى ان تقول هذا واقع الامر ويجب ان نستسلم لوجود الكيان الاسرائيلي في المنطقة وبدأوا باتجاه التسليم لقرارات الصهاينة.

واعتبر اطروحات السلام التي تتم تحت اشراف الولايات المتحدة هي في الواقع اطروحات للاستسلام لما يريده الكيان الاسرائيلي، مبيناً ان انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان وغزة هو البرهان الواضح على ان ذلك الاتجاه هو خاطئ وفاشل، معرباً عن اسفه لقيام بعض دول المنطقة بربط مصيرها باطروحة التسليم امام الكيان الاسرائيلي كالعربية السعودية، داعياً الساسة السعوديين الى التفكير جدياً بانهم لو انظموا الى المنظومة الاسلامية المقاومة يمكن ان تكون السعودية هي المحور، حيث ان جمهورية ايران الاسلامية لا تدعي قيادة شعوب المنطقة وانما تقول انه لابد من دعم المقاومة الاسلامية.

الكيان الاسرائيلي كيان احتلال وقتل وارهاب

واشار الى انه هنالك علماء كثيرون في السعودية وفي مصر وغيرها من العالم الاسلامي واعون ويفهمون الواقع ويفكرون كما نفكر ويهتمون بمشروع التقريب بين المذاهب، لكن المشكلة هي ان الساسة في المنطقة لا يدعون الحرية لهؤلاء العلماء بالتحرك وتداول الامر فيما بينهم، مشيراً الى ان الجمهورية الاسلامية لا تعادي اي جهة سياسية مسلمة في المنطقة، وانما العداء بين الجمهورية الاسلامية وبين الكيان الاسرائيلي لانه اساساً كيان احتلال وقتل وارهاب وغير شرعية، داعياً حكام المنطقة ان كنتم ان تريدون ان تستمروا في حكمكم فالطريق الافضل لذلك هو ان تتحدوا مع شعوبكم بدل التحالف مع الصهاينة والولايات المتحدة.

ودعا حكام المنطقة الى التحالف مع شعوبها حول محور القضية الفلسطينة التي تعتبر القضية المشتركة بين المسلمين، والاتفاق على ان لا يكون لها الا عدو واحد هو الكيان الاسرائيلي، وتسخير الاموال التي تبذل لاثارة النعرات والفتن لتوحيد المواقف بين الامة الاسلامية، كي يكون مصيرها مصير واحد وأمنها أمن واحد ومصالحها مصالح مشتركة.

مشروع الفتنة والمخابرات العالمية والعربية

وشدد الشيخ الاراكي على ان مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية يبذل جهوداً ضخمة جداً واستطاع ان يعبئ الطاقات الكثيرة في العالم الاسلامي لتوحيد الصف وللاهتمام بالتقريب بين وجهات النظر وللحؤول دون اتساع دائرة الخلافات، مشدداً على ان مشكلة الفتنة قد تم الاعداد لها من قبل أجهزة المخابرات العالمية كالاميركية والبريطانية والاسرائيلية بالتعاون مع مخابرات دول الخليج الفارسي والدول الاخرى في المنطقة، مشيراً الى مجمع التقريب بين المذاهب كان له دور كبير في تحجيم هذه المشكلة في مناطق كثيرة من العالم الاسلامي ولو لم تكن هذه الجهود لاشتعلت المنطقة كلها بنيران الفتنة التي تم التهيؤ لها في كل شيء من ضمنها ملايين الدولارات التي سخروها في خدمة مشروع الفتنة، حيث اقيمت معسكرات كبيرة جداً في السعودية والاردن ودول اخرى، لتدريب التكفيريين ولتجهيز الجيوش بمئات الالاف من العناصر والعتاد.

واوضح الشيخ الاراكي، ان هؤلاء التكفيريين قد مدوا بالمال الكثير جداً لغرض الشحن الطائفي واثارة الفتنة وتوسيعها، لان المنطقة بدأت تشهد الصحوة الاسلامية، مشيراً الى ان هذه الصحوة الاسلامية لو سمح لها بالاستمرار كما بدأت لتحولت الى مشروع الامة الاسلامية الواحدة كما دعا الى ذلك قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي، ولو ان الصحوة الاسلامية استمرت كما بدأت لتحولت الامة الاسلامية الى القوة الكبرى في العالم، وان تكون صاحبة القرار الاول في هذا العالم، ولما كان بامكان الولايات المتحدة الاميركية ولا الصهيونية ولا اوروبا ان تحكم هذه المنطقة وتسخر امكانياتها لمصالحها.

الوجوب الوقوف بالحياد

واكد ان الظروف التي تمر بالمنطقة تستدعي من علماء المسلمين والمفكرين والنخب من الدول الاسلامية ان يجتمعوا لحل المشاكل التي تعصف في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر وبعض الدول الاسلامية الاخرى، لكن المشكلة ان سذاجة بعض اصحاب القرار في دول المنطقة وتبعيتهم للسياسات التي تملى عليهم من الولايات المتحدة تجعل منهم ان يقحموا انفسهم في هذا الصراع، داعياً دول الخليج الفارسي الى الوقوف حيادياً في هذا الصراع الدائر بين الكيان الاسرائيلي وبين ايران والمقاومة الاسلامية.

واشار الى ان الثورة الاسلامية في ايران كان شعارها الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم المقاومة الاسلامية في فلسطين الامر الذي غير كثير من موازين القوى على الارض الفلسطينية، بعدما بدأت القضية الفلسطينية تشارف على الانتهاء نتيجة المؤامرات التي خطط لها للقضاء على الثورة الفلسطينية ونسيان القضية.

وتابع يقول، بفعل الثورة الاسلامية ودعمها للمقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان تحولت موازين القوى واصبحت المقاومة الاسلامية هي المنتصرة وحققت النصر الاول على الكيان الاسرائيلي وطردت الصهاينة من جنوب لبنان ومن غزة ومن بعض اجزاء الضفة الغربية، الامر الذي جعل من الولايات المتحدة الاميركية وحليفها الكيان الاسرائيلي يفكرون بالوقوف في وجه مد المقاومة الاسلامية في المنطقة التي امتدت الى مصر وشمال افريقيا، اضافة الى الخشية من انتقال هذا التيار الى دول الخليج الفارسي، فدبروا المؤامرة ورأوا ان خير ما يمكن ان يحول دون امتداد هذه الصحوة الاسلامية هو ان يثيروا قضية الشيعة والسنة، او العرب والكرد والترك كي يضمنوا مصالحهم في المنطقة كما في العراق مثلاً.

1-12- tok