ما الذي يغري الشباب المغربي للالتحاق بالمسلحين في سوريا؟

ما الذي يغري الشباب المغربي للالتحاق بالمسلحين في سوريا؟
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤ - ٠٧:٤٧ بتوقيت غرينتش

كشفت دراسة عرضها موقع "هسبرس" أن عدة أسباب أدت بالشباب المغربي الى الالتحاق بالجماعات المسلحة في سوريا، أبرزها أسباب سياسية إقليمية تتمثل برغبة اللاعبين الأساسيين، الولايات المتحدة والسعودية، بالتخلص من مايطلق عليهم "الجهاديين" عبر دفعهم للقتال بسوريا، إضافة الى سهولة الدخول إلى سوريا عبر تركيا.

وأشارت الدراسة الى أنه على المستوى الإيديولوجي، فإن التيارات التكفيرية عززت من الصرامة الإيديولوجية ونجاعتها في الاستقطاب في خلق قوة جذب. فصورت الأزمة في سوريا على أنها صراع على أساس طائفي وهو ماساهم في تعميق الاستقطاب.
كما أن هناك عاملا آخر مرتبط بالحسابات السياسية والأبعاد الجيو-سياسية للأزمة السورية، فبعض التحليلات تذهب إلى رغبة اللاعبين الأساسيين، وبشكل أساسي الولايات المتحدة والسعودية، من التخلص من "الجهاديين" عبر دفعهم للمواجهة مع المقاومة اللبنانية (حزب الله)، حيث ستؤدي المواجهة بينهما إلى إضعاف الطرفين، ومن ثم ضرب عصفورين بحجر واحد.

وقد تقاطع هذا أيضا مع موقف رجال دين في بعض البلدان العربية حيث دعا هؤلاء للنفير ودعم ما أسموه "الجهاد في سوريا".
ومن هنا يمكن فهم غض الدولة المغربية الطرف منذ البداية عن هذه الظاهرة، حيث تم السماح لعدد من الشباب السفر لسوريا عبر تركيا بدون عراقيل، وهو ما حكاه مقاتلون وصلوا هناك وصرح به عدد من أعضاء التيار السلفي.
أما العامل الثالث فهو مرتبط بالبعد المادي والتنظيمي، يدخل فيها سهولة الولوج إلى سوريا عبر تركيا (السفر إلى تركيا لا يحتاج إلى تأشيرة دخول) ووجود شبكات تجنيد محلية في المغرب وبعض دول الإتحاد الأوروبي تشتغل على تجنيد المغاربة للقتال هناك، إضافة إلى قلة التكاليف المرتبطة بالسفر، حيث تكلف الرحلة في المعدل بين 2000- 1000 أورو، وهو مبلغ يمكن توفيره.
يذكر أن وكالة "بينتابوليس" للإحصائيات الأمريكية كانت قد ذكرت في إحدى دراساتها أن 412 مقاتلا مغربيا قتلوا في المواجهات مع الجيش السوري منذ بداية الأزمة في ظل تفاوت في المعلومات حول عدد المغاربة الذين يقاتلون في سوريا.