غُربة الرسول الاكرم (ص) في امته

غُربة الرسول الاكرم (ص) في امته
السبت ١٨ يناير ٢٠١٤ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

طغت ذكرى حلول اسبوع الوحدة، على اهتمامات الصحف الايرانية الصادرة بطهران صباح اليوم السبت، فقد خصصت صحيفة "جمهوري اسلامي" مقالها الافتتاحي لتناول موضوع غُربة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله)في امته الاسلامية.

غُربة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) في امته
افادت افتتاحية الصحيفة بانه خلافا للاهتمام الواسع لوسائل الاعلام بمناسبة حلول اسبوع الوحدة، فان الامة الاسلامية تعاني هذه الايام الكثير من الاختلافات والانقسامات.
وعلى الرغم من سرورنا كمسلمين في سائر انحاء العالم بمناسبة حلول ذكرى ميلاد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الواقع فان الجميع يشعرون بالحزن ويعانون القلق حول مستقبل الامة الاسلامية. 
واذا كانت الاحتفالات والمهرجانات هذه الايام تعني باننا كمسلمين ادخلنا السرور في قلب النبي الاكرم بسبب اتباعنا لتعاليمة والعمل باحكام القرآن والاسلام، الا ان الواقع ليس كذلك وينبغي الاعتراف بان رسول الاسلام بقي غريبا في امته!. 
انه من عجائب الدهر ان يشعر الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) الذي يكون له في جمع انحاء المعمورة، نحو ملياري مسلم مقتدي، بالغُربة، من هو الشخص الذي ادى الى خلق هذه الحقيقة المرة؟ ولماذا ابتليت الامة الاسلامية بمثل هذا الوضع المؤلم؟ وماهو الحل وعلى عاتق من يقع حل هذه الازمة والمشكلة؟. 
ان الامة الاسلامية تمتلك في الظروف الراهنة افضل الاراضي والمواقع الجغرافية وهي تمتلك اكبر الثروات الطبيعية بالاضافة الى تمتعها بطاقات بشرية موهوبة وذكية ولها القدرة على حل مشاكل العالم الاسلامي واعادة مكانتها المفقودة بين الشعوب العالمية، الا ان الكثير من الحكومات العميلة للقوى الاستعمارية اشغلت الامة الاسلامية بحروب متعدة ونشرت الفقر والتفرقة والضياع بين المسلمين، وتطرح الجماعات المتعصبة المدعومة من قبل هذه الحكومات،  العنف والقتل باسم الاسلام الحنيف وتذبح وتسرق وتنهب بصيحات الله اكبر وتسىء الى سمعة الاسلام وتزعم بجرائمها هذه ان الاسلام هو هذا!!.  
وان الثروات الالهية للدول الاسلامية تُنفق لشراء الاسلحة من اعداء الاسلام وباسعار هائلة وتستعمل ضد المسلمين الابرياء.
ان بعض ممن يسمون انفسهم بـ "رجال الدين" والذين يركضون وراء حفنة من الدويلات، هم في الحقيقة ابواقا لهؤلاء الحكام المجرمين ويقومون بشرعنة الطغيان الاستبداد والعبودية للاجنبي، كما ويسعى الصهاينة الى الترويج عن هذه الفتاوى التكفيرية لتحقيق مآربها الخبيثة في الاساءة الى الاسلام المحمدي الاصيل. 
ان التاريخ والتجربة التي تمتد لقرون متطاولة اثبتت بان لا امل في قادة هذه الشعوب الى حل قضايا المسلمين. كما ان الناس العاديين لايستطيعون عمل شىء على الرغم من استعدادهم للتضحية من اجل الاسلام وتتلظى قلوبهم حزنا على مايرون من ظلم الاسلام والمسلمين وغُربة تعاليم رسولهم الكريم.
وختاما، فان هذه المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق النخبة الخيرة الصالحة بما في ذلك العلماء المضحين في الحوزات العلمية والاساتذة المخلصين في الجامعات من اجل وضع حد لغربة رسولهم الكريم واعادة الاسلام الى عزته وكرامته وبيان وجهه الحقيقي الناصع للعالم اجمع.