لماذا التحريض ضد ايران؟

لماذا التحريض ضد ايران؟
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

لا ينكر أحد من المراقبين، إن الاعلام التابع للعديد من الانظمة العربية تمكن خلال اكثر من ثلاثين عاما أن يثير جانب من الرأي العام العربي ضد ايران وكان لهذا الاعلام دور كبير في إثارة الأحقاد الطائفية ايضا.

وكان انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وسقوط الشاه الذي كان صديقا حميما للعديد من الانظمة العربية، سببا لقيام العديد من هذه الانظمة العربية بإثارة العرب ضد ايران.
واليوم مع أن العديد من الصحفيين والكتاب العرب يعترفون بقوة ايران سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا، ومنهم صاحب برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة فيصل القاسم، لكن العديد منهم ولاسيما فيصل القاسم نفسه لم يتمكنوا من السيطرة على نزعاتهم الطائفية، بل انهم يغضون الطرف عن الواقع المعاش ويتناسون الحقيقة ويكتبون ما يشاؤون لإثارة الاحقاد بين العرب والايرانيين وهي خدمة مجانية يقدمونها لاعداء الامتين العربية والفارسية.
فأحد الكتاب السلفيين في الكويت يكتب مقالا في صحيفة القبس الكويتية يقلب فيها الحقائق وهو يريد ان يضحك على القاريء اللبيب وينسب قضايا الى ايران في حين يعرف الانسان العربي وحتى الامي منه ان كلامه كذب وفيه دجل كثير.
فهذا الكاتب واسمه محمد ابراهيم الشيباني يدعي بانه خبير في الجماعات الارهابية التي يسميها بالجماعات الجهادية يكتب عن داعش المعروفة في سوريا وما قامت به من جرائم ضد السوريين أنفسهم بحيث ثارت عليهم الجماعات السلفية التكفيرية الاخرى التي كانت تتعاون معها وحاولت بأمر من السعوديين طرد هذه الفئة الارهابية التي تقتل الناس الابرياء يوميا في مختلف مناطق سوريا فهذا الكاتب يقلب الحقائق ويدخل اسم ايران ضمن من استخدموا داعش ويقول :
"اميركا والمالكي في العراق وايران كلهم استفادوا من " داعش" واستخدموها احسن استخدام، واليوم بعد ان انتهوا منها سلطوا عليها الجماعات الأخرى في سوريا وفي العراق".
هذا الكاتب الطائفي الحقود يدرك جيدا أن داعش هي صنيعة الاستخبارات الغربية والعربية وعلى رأسها السعودية. وها هي السعودية قررت ضرب داعش لانها منظمة ارهابية حسب تصنيف الولايات المتحدة وقد طرحت السعودية بدلا منها إسم " الجبهة الاسلامية في سوريا " لكي تكون مقبولة من جانب الامريكيين والاوروبيين ويدخلون معها في حوار على اعتبار أنها ليست جماعة إرهابية ولم توضع على لائحة الجماعات الارهابية من جانب الامريكان. والكاتب فيصل القاسم يكتب مقالا عن ايران بعنوان : إيران في صعود أم في ورطة بسبب غطرسة القوة؟ يشير في بداية مقاله الى قوة ايران وتقدمها ولكنه يعيب على ايران لانها حسب زعمه حرضت حزب الله على المشاركة في سوريا ضد الثورة السورية.
هذا الكاتب وأمثاله معروفون لدى القراء ومشاهدي قناة الجزيرة لانهم حاقدون وطائفيون حتى العظم ويثيرون الاحقاد الطائفية ضد الايرانيين، نظرا لموقف قناتهم المدعومة من نظام معروف باتجاهاته في دعم الجماعات الارهابية والسلفية في العالم الاسلامي وقد تراجع هذا النظام قليلا عن دعم الجماعات الارهابية بعد تنحي اميره السابق ورئيس وزرائه.
ايران منذ انتصار ثورتها الاسلامية تتعرض لحملة اعلامية مغرضة من جانب الاعلام التابع لبعض الانظمة العربية التي لم تجد ذريعة الا الحقد الطائفي لكي تثير الشعوب العربية ضد ايران وقد نجحت هذه الانظمة في عدة مجالات منها تعبئة الشباب في مجموعات متشددة وإرسالها الى هذا البلد او ذاك واستخدامها السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والقتل والذبح والسحل ادوات لاثبات العقيدة المحمدية حسب زعمها، وكانت الانظمة التي ترسل هؤلاء الشباب الى أتون الحروب قد أعدت جيوشا من الدعاة والمفتيين الذين كانوا يحرضون الشباب على القتل والادعاء بان من يُقتل في هذه العمليات الارهابية يذهب الى الجنة ويكون ضيفا على الرسول (ص).
الانظمة العربية الحاقدة على ايران والتي تدعي بانها تريد تحرير الشعوب من الانظمة المستبدة والديكتاتورية، هي لم تعرف معاني الحرية والديمقراطية ولم تقم بانتخابات على اراضيها ولم تمنح المرأة حقوقها حتى ولو منقوصة وتحرم هذه الانظمة التي تدعي الدفاع عن الاسلام ابسط الحقوق لقسم من مواطنيها بذريعة انهم من دين أو مذهب آخر.
هذه الانظمة التي تزود الارهابيين بالمال والسلاح وتقوم بغسل أدمغة الشباب وتوجههم الى الانتقام والقتل، هي نفس الانظمة التي تحظى بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لانها تخدم مصالح القوى الكبرى وتحاول شراء ذمم السياسيين بأموال النفط.
والان نرى هذه الانظمة، التي ساهمت باموال النفط بالضغط على الامريكيين والاوروبيين لفرض عقوبات على ايران وخنق الشعب الايراني، تغضب بسبب اتفاق جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 وتعارض اي حوار بين الولايات المتحدة وايران، وهي تعارض ايضا مشاركة ايران في مؤتمر جنيف 2 بذريعة ان ايران لم تقبل بقرارات جنيف 1.
إن الحقد الاعمى يسيطر على زعماء هذه الانظمة التي أصبحت عالقة على المجتمع الدولي، فالكل يعلم ان هذه الانظمة هي وراء الارهاب ودعم الجماعات الارهابية وهي التي تدعم الارهابيين بالمال والسلاح سواء في سوريا او في لبنان أو في العراق فها هو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يصرح ويقول : إن دولا عربية “شيطانية خائنة تدعم الارهاب” في بلاده محذرا من “وصول الشر اليها” كما وصل لغيرها في السابق.

*شاكر كسرائي