ربّما تنتقم روسیا من السعودیة بسبب هجمات فولغوغراد

ربّما تنتقم روسیا من السعودیة بسبب هجمات فولغوغراد
الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤ - ١١:٤٥ بتوقيت غرينتش

أدّت الهجمات التي ضربت مدینة فولغوغراد الروسیة إلی مقتل أکثر من 32 شخصاً وإصابة أکثر من 100 شخص بجراح، أغلب المصابین کانوا من المدنیین.

ووفقاً لمصدر روسي مطّلع، قامت المخابرات الإتّحادیة الروسیة بإعلام الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین بصلة السعودیین بمجزرة فولغوغراد.
لم یکن الأمر یشکّل أيّ مفاجأة للرئیس بوتین. فخلال لقاء ساخن دام أربع ساعات مع بندر بن سلطان، رئیس المخابرات السعودیة، في تمّوز / یولیو الماضي، حذّر الأخیر الرئیس الروسي من أنّ الإرهابیین المدعومین من الوهابیین المتواجدین في منطقة شمال القوقاز سوف یستهدفون الألعاب الشتویة في "سوتشي".
ومن المقرّر أن تُفتتح الألعاب الشتویة في مدینة سوتشي في السابع من شباط/ فبرایر 2014.اذ تُعتبر مدینة فولغوغراد نقطة مواصلات مهمّة تصل بین العاصمة موسکو والأراضي الروسیة الجنوبیة وخاصّة سوتشي المصیف الواقع علی البحر الأسود.
الانفجاران اللذان إستهدفا شبکة النقل في فولغوغراد في التاسع والعشرین والثلاثین من کانون الأوّل / دیسمبر 2013 کانا بمثابة هجومین علی الألعاب الشتویة القادمة بما لا یدع أيّ مجال للشكّ. هذه الفظاعة والوحشیة سبّبتا في موت عدد من السیّدات والأطفال، وفي أعقاب الحادثین بدا الرئیس بوتین غاضباً بسبب ما حصل. فقد ذکر أنّه لا وجود لأيّ تبریر لهذین الحادثین ولقتل المدنیین الأبریاء، أیّاً کان، حیث أخذ علی نفسه عهداً بوجوب القضاء علی الإرهابیین الذین یقفون خلف التفجیرات.
وهذا الامر یثیر سؤالاً صعباً: ما الذي سیقوم به الرئیس بوتین إذا ما تمّ إعلامه بالحقیقة، وهي أنّ الذین یقفون خلف إنفجاري فولغوغراد البربریین لهم صلة بحکّام السعودیة؟ وقد یعني ذلک إعلان حرب!
توجد تقاریر غیر مؤکّدة من أنّ الرئیس بوتین وضبّاط الإستخبارات الروسیة الإتّحادیة قد وضعوا خططاً لتدمیر العربیة السعودیة بسبب دعمها المنظم للإرهاب علی الأراضي الروسیة.
فالکارثة التي حصلت في مدینة فولغوغراد لم تکن الأخیرة في سلسلة العملیات الإرهابیة المتّصلة بالمتطرّفین المدعومین من قبل النظام السعودي في شمال القوقاز
یُعتقد أنّ المجموعة التي تقف خلف الهجومین الارهابیین هی التي تعرف بإسم "الخلافة في القوقاز"، والتي یتزعّمها "دوکو عمروف". کما تُعتبر العربیة السعودیة مصدراً رئیسیاً للتمویل المالي لمجموعة " الخلافة في القوقاز"، التي تتبنّی نفس الایدولوجیة الأصولیة التي تستخدمها المجموعة التکفیریة المدعومة سعودیاً في سوریة ولبنان وباکستان والیمن والعراق.
وکان "عمروف"، المقیم في الشیشان وداغستان، قد أعلن أنّ جمیع الوسائل الممکنة سوف تُستخدم من أجل عرقلة الألعاب الأولمبیة الشتویة في سوتشي.
في السابق، قامت نفس الشبکة الإرهابیة بتنفیذ هجمات إنتحاریة ضدّ قطار أنفاق موسکو خلال عامي 2011 و 2012 حیث قُتل العشرات فیها.
ویُعرف المتطرّفون القوقازیون بعلاقاتهم اللوجستیة الوطیدة مع المخابرات العسکریة الأمیرکیة والسعودیة.
الحقیقة، بعد تفکّك الإتّحاد السوفیتي في عام 1990، أعاد الأمیرکیون والسعودیون نشر أسالیبهم التي استخدموها في أفغانستان والخاصّة بالقاعدة إلی الأراضي الجنوبیة من روسیا من أجل زعزعة الإستقرار في موسکو.
أحد مهندسي هذه الخطّة کان مدیر وکالة الإستخبارات المرکزیة الأمیرکیة الأسبق، ویلیام کیسي. هذه العملیات السرّیة الأمیرکیة والسعودیة غذّت الحربین في الشیشان بین 1994- 1995 و 1999-2000.
ومع أنّ موسکو نجحت منذ ذلك الحین فی إخماد العنف المنتشر، بقیت "خلافة القوقاز" مصدراً فعّالاً للإرهاب والتخریب، کما شاهدنا ذلک حدیثاً في فولغوغراد.
فالتهدید الأخیر من رئیس الإستخبارات السعودیة، بندر بن سلطان، للرئیس الروسي بوتین بأنّ الألعاب الأولمبیة الشتویة في سوتشي ستکون معرّضة للهجوم من قبل المجموعات الإرهابیة المستقرّة في القوقاز لم یأت من فراغ.
ومن خلال إستعادة الماضي، فانّ کلماته ترتفع إلی مستوی الإتّهام الذاتي. فقد ذکر بندر بتبجّح وغرور لبوتین مراراً: " نحن نتحکّم بهم، یقصد المقاتلین القوقاز"! وهذا یتضمّن معنی واحداً مفاده أنّ السعودیة یمکنها أن تحرّك هذه المجموعات بناءً علی رغباتها. وهذا الإعتراف یضع العربیة السعودیة في مکانة الفاعل الأساس لسلسلة من الجرائم تحمّلتها روسیا الإتّحادیة خلال الأعوام العشرین الماضیة، والجریمة الأخیرة کانت في مدینة فولغوغراد.
لیس من المعروف علی وجه الدقّة نوعیة الدلیل الذي کشفته الإستخبارات الروسیة والذي یشیر إلی تورّط العربیة السعودیة في مجزرة فولغوغراد. ولکن دائماً توجد أدلة ظرفیة وافرة إلی جانب تبجّح بندر بن سلطان!
أحد الإنتحاریین في هجمات مدینة فولغوغراد قُدّم علی أنّه المواطن الروسي " بافیل بیشییونکن " ، 32 عاماً. فقد کان هذا الإرهابي یسافر بصورة منتظمة إلی سوریة خلال العام الماضي کي یقاتل إلی جانب المتطرّفین المدعومین من قبل الحکومة السعودیة التي تحاول الإطاحة بحکومة الرئیس بشّار الأسد.
کما تمّ تجنید العدید من المواطنین الروس من قبل الحکومة السعودیة من أجل ضمّهم إلی الإرهابیین بقصد الإطاحة بالنظام في سوریا. وربّما تمّ تجنید المواطن الروسي الذي قام بالعملیة الإرهابیة في مدینة فولغوغراد أثناء قتاله في سوریة.
ولو حدث وان حصل الروس علی دلیل دامغ عن التورّط السعودي في العملیات الإرهابیة علی ترابهم، فسیتوفّر لروسیا دلیل قانوني راسخ للأخذ بالثأر تحت نظریة الدفاع عن النفس.
وفي إجتماع ثان بین بندر بن سلطان والرئیس الروسي فیلادیمیر بوتین، أخبر الأخیر ضیفه السعودي بما لا یدع مجالاً للشكّ من أنّ دعمه ومساندته للإرهاب سیف ذو حدّین، سوف یصیب بالضرر في نهایة المطاف الطرف الذي إستخدمه.
منذ أعوام عدّة والعربیة السعودیة تمارس العملیات الإرهابیة المدعومة حکومیاً والتي تؤثّر علی جیرانها. سوریة ولبنان والعراق هي آخر الضحایا. قام السعودیون بهذه الأعمال وأفلتوا من المسائلة والعقاب لأنّهم کانوا في خدمة الإمبریالیة الأمیرکیة، کما قامت إسرائیل الصهیونیة بالعمل کوکالة اجرام إمبریالیة.
لکن الآن، ربّما کانت العربیة السعودیة قد لوّحت بسیفها ذو الحدّین بتهوّر مبالغ فیه،لکنها ضُبطت بالجرم المشهود في إهانة خطیرة للدبّ الروسي. وسنکون متأکّدین من أنّ الأمیر بندر بن سلطان سوف یقوم من الآن وصاعداً بالتفتیش أسفل سیّارته جیداً قبل رکوبها!!

بقلم: فینیان کانینغهام
ترجمة: محمود عسکر