مفتي لبنان : العملیات الانتحاریة أمر محرم والتطرف لیس من الإسلام

مفتي لبنان : العملیات الانتحاریة أمر محرم والتطرف لیس من الإسلام
الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

أکد مفتي الجمهوریة اللبنانیة لأهل السنة الشیخ محمد رشید قباني، أن التطرف الذي یعصف بلبنان لیس من الإسلام والمسلمین في شیء, ومن یفجر نفسه ليودي بالضحایا والأبریاء من أبناء دینه ووطنه فهو یزهق نفسه والأرواح البریئة بغیر وجه حق، وهو أمر حرام.

جاء ذلك في رسالة وجهها الشيخ قباني الیوم الاثنین إلی اللبنانیین عن الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة العربیة قال فیها: إن النزاعات التي تجري في وطننا لبنان، ویجري مثلها في بلدان عربیة هي نزاعات خطیرة جدا، وکلنا قلقون منها علی أوطاننا ومصائرها، وینذر استمرارها بخطر أشد وأفظع قتلا وخرابا ودمارا وتفککا، یخطط له الأجنبي لیضعف مقاومتنا الفلسطینیة واللبنانیة والعربیة لـ "إسرائیل"، ویجهض رفضنا للعدو الإسرائیلي علی أرض فلسطین، ویقسم منطقتنا من جدید، ویجزئها إلی دویلات طائفیة ومذهبیة ضعیفة ومتناحرة، في مشروع إعادة تشکیل المنطقة العربیة فیما یسمیه الأجنبي ˈالشرق الأوسط الجدید.
وأضاف الشیخ قباني: ولتحقیق ذلك المخطط، درست الولایات المتحدة الأمیرکیة طریقة تفکیر وغرائز الجماعات التي تتألف منها مجتمعاتنا، ونجحت في إدخال الفتن إلی ثماني دول عربیة وإسلامیة، مستخدمة وسائلها وإمکاناتها الکبیرة، واستطاعت إیقاع التقاتل بین أبنائها، ولکنها مهما خططت، ومهما أنفقت في سبیل ذلك من أموال فلن تحصد في النهایة إلا الفشل».
ورأی «أن ما یحدث الیوم في لبنان بالذات، وفي العالم العربي من حوله لیس بالأمر العادي، بل هو مقدمات الفوضی الخلاقة التي بشرت بها وزیرة الخارجیة الأمیرکیة السابقة ˈکوندولیزا رایسˈ، لإعادة تشکیل المنطقة العربیة من جدید، وتقسیمها إلی دویلات طائفیة ومذهبیة ضعیفة ومتناحرة في ˈمشروع الشرق الأوسط الجدیدˈ، الذي وضع وثیقته وخریطته ˈالیهودي الأمیرکي برنارد لویسˈ، وأصبح جزءا من سیاسة أمریکا الاستراتیجیة، وهو یهدف إلی جعل "إسرائیل" الدولة الأقوی والمهیمنة في المنطقة العربیة، والمنتدبة من الغرب علی بلدان الشرق الأوسط وأمنها فیه.
وطالب قباني القادة العرب والمسلمین، بأن ینقذوا بلدانهم من الاقتتال والنزاعات، ومن الخراب والدمار، وأن ینقذوا مستقبل شعوبهم، ویمنعوا الأجنبي من التدخل في شؤونهم وفرض الحلول علیهم.
کما طالب المسؤولین اللبنانیین بالعمل بمیثاق العیش المشترك، والوحدة الوطنیة؛ والتقارب، والحوار لإیجاد الحلول، وتحقیق القوة والمنعة للدولة اللبنانیة عبر الجیش اللبناني وتعزیز قدراته؛ وصناعة قوة الردع الحقیقیة في وجه العدو الصهیوني والمحافظة علیها.
وقال: «أیها اللبنانیون، إن التطرف الذي یعصف بنا وعلی مساحة وطننا لبنان لیس من الإسلام والمسلمین في شیء, ومن یفجر نفسه لیودي بالضحایا والأبریاء من أبناء دینه ووطنه فهو یزهق نفسه والأرواح البریئة بغیر وجه حق، وهو أمر حرام, وقد قال الله تعالی في القرآن الکریم: ˈمن قتل نفسا بغیر نفس أو فساد في الأرض فکأنما قتل الناس جمیعا*ومن أحیاها فکأنما أحیا الناس جمیعا».
وإذ أکد أن «نمو التطرف الیوم في لبنان بین أبنائه لیس صدفة بل هو بفعل مخطط»، عزا هذا التطرف إلی أمرین أساسیین ساهما في نموه أولهما «ملف الموقوفین الإسلامیین، الذي کان أداة للاعتقال التعسفي المنظم للشباب المسلم»، والثانی «الإسقاط الممنهج، للدور المعتدل لدار الفتوی وعلمائها، من خلال محاولات إسقاط مهابتها ورمزیتها باستهدافها باستمرار بسلاح الإفك والإشاعات والتحریض»، مشیرًا بذلك إلی الحملات المنظمة التي شنها علیه «حزب المستقبل» لإجباره علی التخلي عن منصبه.
وختم المفتی قباني داعیًا لتشکیل «حکومة جامعة في لبنان, في هذا الزمن الدقیق والخطیر بالذات, زمن الفتن والمتغیرات», وکذلك إلی إجراء الانتخابات الرئاسیة في موعدها، محذرًا من الوقوع في فخ الفراغ «لأن الفراغ یملؤه أي شیء, وکأنني بالفوضی تتحین فرصتها لتملأه بامتیاز، وحینها یا ویل لبنان من الأسوأ القادم».