كفى بحزب المستقبل عاراً إدخاله وحش التكفير الى لبنان

كفى بحزب المستقبل عاراً إدخاله وحش التكفير الى لبنان
الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠١٤ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

بعد التفجيرات الارهابية التي ضربت وتضرب لبنان، اتفق جميع الخبراء الامنيين في هذا البلد، على انه لا يمكن لجم وحش الارهاب التكفيري، الا بالقضاء على حجوره وحواضنه، عبر رفع أي غطاء سياسي يوفر له، وتحميل المحرضين على الفتنة الطائفية، بفعل او بقول، مسؤولية كل قطرة دم تراق في كل جريمة ارهابية، واعتبار الارهاب خطا احمر، لايقبل التبرير مطلقا.

المؤسف انه في الوقت الذي تحصد فيه السيارات المفخخة والانتحاريين ارواح الابرياء في الأزقة والشوارع والاماكن العامة والباصات، مازال البعض في لبنان، يختلق المعاذير السخيفة والممجوجة، لافاعيل الذئاب البشرية، والمؤسف اكثر، ان ينبري لهذا الامر شخصيات تدعي انها مسؤولة وانها تمثل شريحة من شرائح المجتمع اللبناني، دون ادنى خجل او حياء.
وقبل ان نشير الى نموذج شاذ من هذه النماذج التي ابتلى بها اللبنانيون، نقرأ وإياكم بعض سطور من تصريحات لشخصية معروفة تناقلتها العديد من الصحف والمواقع .. لنقرأ:
"لينتظر "حزب الله" من الذين اعتدى عليهم ما لم يره من قبل واذا لم يخرج من سوريا سوف يدفع ثمنا غاليا لان هذه الامة لا تخضع الا لله ولا تركع للولي الفقيه في ايران"!!.
"أتمنى أن يعي الجميع أن الآتي أعظم إن لم يردعوا حزب الله عن الإستمرار في قتل الشعب السوري وفي فتح أبواب جهنم السورية على لبنان، الآتي أعظم"!.
"ان حزب الله اسوء من اسرائيل واجرم منها، وقتل من اللبنانيين والسوريين اكثر من ما قتلت اسرائيل، وانه دخل الى سوريا بضوء اخضر اسرائيلي لحماية اسرائيل وحدودها"!!.
"حزب الله قتل (الانتحاري) قتيتة الساطم ووضعه في سيارة مفخخة ومن ثمّ تفجيرها في حارة حريك بهدف إلصاق التهمة بأهل السنة"!!.
"طرابلس القلعة الوطنية الإستقلالية التي تعيق مشروع الإقليم الفارسي على أرض لبنان"!!.
"أن المنظومة الامنية الإيرانية المتعاونة مع النظام السوري و”حزب الله” من أجل الهيمنة على لبنان"!!.
"أن المشكلة أننا في لبنان نعيش في ظروف صعبة في ظل نظام فارسي يريد الهيمنة على لبنان ويجعل من لبنان ساحة للصراعات ومجالا للمناورات لتحقيق المكاسب على كل المستويات"!!.
"ان حزب الله وسوريا حلقة واحدة في المشروع الذي يهدف الى تغيير وجه الامة ورأس الحربة فيها ايران وولييها الفقيه"!!.
"ان الشعب اللبناني يدفع ثمن تدخل حزب الله في المعارك السورية خدمة لأسياده الايرانيين الصفويين اعداء الاسلام والدين، و ان 14 آذار تساند الشعب السوري وهي اول من نادى بالحرية والعدالة لهذا الشعب المظلوم"!!.
"الدور السعودي تاريخيا هو دور ايجابي في لبنان، والسعودية لم تكن يوما تعمل مع فريق سياسي وتدعم بالمال والسلاح كما فعلت ايران في تعاط مذهبي وطائفي"!!.
"وردا على سؤال ما إذا كان يعتبر أسامة بن لادن ارهابيا أم لا؟، أجاب: "أنا لست في موضع أن أحدد أي شخص إذا كان إرهابيا أم لا"!!.
"انه لا يخاف التهديد لأن "والدته عندما كانت حاملا به جاء النبي (ص) في المنام إلى والده وبشره به"!!! وهذه بشارة طيبة واصبح كالصاروخ المنطلق .... ولا يقف في وجهه احد !!".
"انقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان وأنقذوا شبابكم الشيعة من الموت على أرض غيرهم ومن أجل قضية ليست قضيتهم بل من أجل مصلحة إيران ومشروعها الصفوي الفارسي الشيعي الذي يبغض العرب وانتم منهم، وكتبهم تدلكم دلالة واضحة على كرههم وحقدهم لكل ما هو عربي ولكل من هو مسلم ومشروعهم الفارسي شبيه ومتساو مع المشروع الصهيوني في فلسطين"!!.
اولا عذرا على الاطالة في نقل أقوال هذا النموذج، الا انها كانت ضرورية للكشف عن طبيعة تفكير هذا النوع من الذين يدعون الوطنية والقومية والاسلام، وجميع ذلك منهم براء، حيث يعبثون بأمن لبنان بهذا الشكل الخطير، دون ان يرتد لهم جفن.
ثانيا، اذا ما غضضنا الطرف عن الاتهامات التى قالها هذا الشخص ضد محور المقاومة، ايران وسوريا وحزب الله، وهي اتهامات لطالما كررها من قبل، اسياده من صهاينة وغربيين ووهابية، ضد هذا المحور، وهي لا تستحق الوقوف عندها لسخفها، وهو سخف لا يضاهيه سخف الا سخف قائلها، ولكن كيف يمكن ان يصل لبنان الى بر الامن والامان والعيش المشترك بين مختلف طوائفه، ويحصن اسواره ضد الهمج والرعاع من السلفيين والتكفيريين، وهناك اناس، مثل هذا، في لبنان، يحمل كل هذا الكم الهائل من العنصرية والطائفية والحقد والغل الى حد المرض؟.
هنا نتساءل، ترى اليست هذه المزاعم واللغة التي صيغت بها، والتي تكاد ان تكون استنساخا، هي ذات لغة الشيخ الفتنوي المأجور الوهابي السلفي احمد الاسير؟، اليست هذه اللغة هي لغة شيخ الناتو القرضاوي؟ اليست هذه اللغة هي لغة السفاح زعيم داعش ابو بكر البغدادي؟ اليست هذه لغة المجرم زعيم جبهة النصرة محمد الجولاني ؟, اليست هذه اللغة هي لغة الغراب الذي حط على ديار اللبنانين ابو سياف الانصاري؟، اليست هذه لغة مجرمي كتائب عبدالله عزام؟، نعم انها لغتهم جميعا، فجميع هؤلاء خارجون من جحر واحد، يتقاسمون الادوار بهدف خراب لبنان، رغم كل ما يدعونه كذبا ونفاقا من حمية وغيرة على نصرة اهل السنة !!.
ان صاحب هذا الصوت القبيح والنشاز ليس الا امتداد لتلك العصابات المجرمة في لبنان، انه نائب عكار في مجلس النواب اللبناني، النائب الطائفي حتى العظم خالد الضاهر، وقد ادلى بكل هذا الهذيان، في داره في اطار مؤتمر صحفي عقده، بوصفه احد الرموز الوطنية والاسلامية في شمال لبنان!!.
الوقائع على الارض تؤكد انه لا تقوم للبنان قائمة ما دام مثل هذا الضاهر حرا طليقا يحمل الفتنة معه اينما ذهب، فبسببه وبسبب رفاقه الحمقى، الذين تحولوا الى مطية للارهاب الوهابي في طرابلس، دخل وحش القاعدة الى لبنان، وكفى بهذا الضاهر ورفاقه وحزبه عارا، ان يخرج ابو سياف الانصاري معلنا ضم لبنان لدولة داعش، انطلاقا من طرابلس التي باعوها للوهابية بعفنة من الدولارات النفطية القذرة، وسيلعنهم التاريخ والاجيال القادمة لعنة ابدية لانهم شاركوا في دس هذا الوحش الكاسر بين ابناء جلدتهم، وان حكم التاريخ لا يرحم.
بعد سلسلة التفجيرات المتنقلة في لبنان، والتي تجاوزت كل الخطوط الحمر، لم يعد مسموحا، للمهووسين امثال الضاهر، ان يرفعوا عقيرتهم مع كل انفجار، ومع اعتقال كل ارهابي، مثل السلفي المجرم عمر الاطرش المسؤول عن نقل الانتحاريين والسيارات والاحزمة الناسفة الى لبنان وباعترافه شخصيا، لتبرير كل هذه الاجرام وكأنه رد فعل طبيعي على وقوف حزب الله الى جانب سوريا، وهي ذريعة سخيفة لاسباب عدة، منها، ان حزب الله كان اخر من دخل سوريا واخر من دخل على خط الازمة السورية، في الوقت الذي تحول الشمال اللبناني منذ اللحظة الاولى للازمة السورية ، الى منطقة حرة لنقل المقاتلين والاسلحة الى سوريا لمحاربة الجيش السوري ، تحت يافطة الدفاع عن الثورة، وما تصريحات زعيم حزب المستقبل سعد الحريري التي اعلن فيها ان سيأتي الى لبنان عبر مطار دمشق، علينا ببعيدة. كما لايخفي ان كل ما حصل ويحصل في سوريا كان تمهيدا للدخول الى لبنان، والتكفيريون كانوا يقاتلون في سوريا وعيونهم على لبنان، وليس خافيا ان الضجة الاعلامية والحرب النفسية ضد حزب الله ، سبقت بسنوات طويلة الازمة السورية، فالذي يحدث في لبنان قد اعد له من قبل، وكان الامر بحاجة الى ذريعة لتوفير الارضية امام التكفيريين لغزو لبنان، وما احداث نهر البارد وعبرا ومناوشات طرابلس واستهداف الجيش، الا بروفات ليوم الوهابية الموعود هذا، وحسنا فعلت قيادة حزب الله عندما نازلت التكفيريين في سوريا، لابعاد شرهم عن لبنان، وهذه الرؤية الصائبة لقيادة حزب الله ، سيشهد بصحتها الجميع يوما ما.
ان على اهل السنة الكرام، ان يرفعوا الغطاء عن اصحاب هذا الفكر التكفيري الغريب عن الاسلام المعتدل، وان يشيروا بالاسم والرسم الى كل من يخرج عن اجماعهم، امثال المدعو خالد الضاهر، لحرمان الارهابيين التكفيريين من حواضنهم، وهي الطريقة المثلى لخروج لبنان سالما من أمام هذه العاصفة الصفراء الحاقدة التي تستهدف أمنه واستقراره.

*منيب السائح