رفض واسع للاعتراف بـ "يهودية الدولة" واعتبار ذلك خيانة

رفض واسع للاعتراف بـ
الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤ - ٠٨:١٧ بتوقيت غرينتش

قوبل موقف الرئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس في ما يتعلق بإمكانية اعتراف سلطته بما يسمى بـ "الدولة اليهودية" في حال حظيت باعتراف من قبل الأمم المتحدة، برفض فصائلي واسع، حيث اعتبر البعض منهم الاعتراف خيانة.

فقد أكد كايد الغول عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ان الاعتراف بـيهودية دولة لاحتلال، يعني شطباً للقضية الفلسطينية وإلغاء لحق العودة، داعياً إلى "مقاومته سياسياً بالرفض وإظهار مخاطر هذا التوجه".
وشدد القيادي الغول في تصريحات لـ"قدس برس" على خطورة هذا الاعتراف "حتى لو اعترفت الأمم المتحدة به، لأن الأهداف الكامنة وراء المطلب "الإسرائيلي" تنزع أي شرعية للفلسطينيين في أرضهم وتعطي مصداقية للرواية الصهيونية وتبريراً لكل الجرائم التي ارتكبتها (إسرائيل) على مدار سنوات احتلالها وستفقد الفلسطينيين أي مطالبة بالأراضي المحتلة عامي 1948 و1967، وستستغل (إسرائيل) أي اعتراف بيهودية كيانها من أجل تهجير الفلسطينيين وإخراجهم من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948".
وأضاف الغول "عندما جرى الاعتراف بـ "إسرائيل" في الأمم المتحدة كدولة بناءً على قرار التقسيم، اقترن حينها بالاعتراف بدولة فلسطين وعودة اللاجئين إلى الأراضي التي هجروا منها، حيث إن قرارات الأمم المتحدة رغم أنها كانت مجحفة بحق الفلسطينيين، إلا أنه يجب إلزام "إسرائيل" بها وليس الاعتراف بيهوديتها".
وشدد القيادي الفلسطيني، على أنه وبمعزل عن أي تحرك صهيوني نحو الأمم المتحدة للحصول على يهودية الدولة يجب رفض هذا الأمر حتى لو تم إقراره من الأمم المتحدة ويجب أن تقاوم القيادة الفلسطينية هذا الأمر في اتصالاتها السياسية وتحركاتها مع كافة الأطراف لوقف هذه المساعي وتبيان مخاطرها.
من جانبه؛ استبعد قيس أبو ليلى -نائب الأمين العام لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين-" أن تتمكن دولة الكيان من تمرير قرار دولي بالاعتراف بيهوديتها، رغم أن القرار مرفوض فلسطينياً بغض النظر عن الموقف الدولي منه.
وتطرق أبو ليلى في تصريحات لـ "قدس برس" إلى مخاطر الاعتراف الفلسطيني بـ "يهودية الدولة"، مشيراً إلى أن ذلك "سيمنح مصداقية للرواية الأيدولوجية الصهيونية والتي تدعي أن الفلسطينيين غرباء وغزاة لهذه الأرض، ونفي للذات وشطب للوجود الفلسطيني من خلال إنهاء حق العودة، وموافقة بشكل أو بآخر على تهجير فلسطينيي الداخل عن أراضيهم".
أما عضو المكتب الإعلامي لـ "حزب التحرير" الفلسطيني، ماهر الجعبري، فقد أكد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعترف بـ "كيان الاحتلال اليهودي بلا مواربة".
وأشار الجعبري إلى أن تصريحات عباس "اعتراف فعلي بدولة اليهود، الذين أقاموا دولتهم على أساس اليهودية ابتداءً"، متابعاً: "ولا يجدي عباس التراقص حول الألفاظ".
واتهم الجعبري عباس بـ "خيانته لقضية فلسطين"، قائلاً: "هو أيضاً اعترف بخيانته لقضية فلسطين أصلاً في كتابه طريق أوسلو، عندما ذكر بوضوح أنه مارس الاتصالات السرية مع اليهود في السبعينيات والثمانينيات عندما كانت منظمة التحرير تجرم تلك الاتصالات"، متابعاً القول: "لذلك فالاعتراف بما يناقض الثوابت نهج راسخ عند عباس، ويحاول باستمرار تجهيز الأجواء الشعبية لتمرير اعترافاته فقط لا غير".