ما هكذا تُورَدُ الإبْلُ يا خالد.. «يزاك الله خير»..!

ما هكذا تُورَدُ الإبْلُ يا خالد.. «يزاك الله خير»..!
السبت ١٥ مارس ٢٠١٤ - ٠٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

عاصفة عارمة عمّت موقع التواصل الاجتماعيّ «تويتر» يوم أمس، من تغريدات نشرها بحرينيّون وكويتيّون وحتى عرب من باقي الدول، انتقدوا فيها تمجيد صدّام في حفل جامعة البحرين للجاليات العربيّة، الذي أظهرت فيه الجالية العراقيّة عن حقيقة كنه هواها السياسيّ، وكشف أيضاً عن مدى احتضان النظام البحرينيّ للبعثيين؛ بعد إنكار هذا الأمر مسبقاً من السلطة.

منامة بوست (خاص): وكدأبه في التعبيرعن مواقفه وآرائه المستميتة في الدفاع عن قبيلته، نشر وزير الخارجيّة خالد بن أحمد تغريدة على حسابه تبرّأ فيها من صدّام ومستنكراً تمجيده، معتبراً أنّ ردود الفعل المندّدة بما قامت به الجامعة ما هي إلا «إسقاطات الطائفيّة».
هذا وإن دلّ على شيء، فإنّه يدلّ على ما نشرته «منامة بوست» يوم أمس، حول سعي النظام لخلط الأوراق، لإرسال رسائل مزدوجة للجارة الكويت ولأمريكا، بعد احتراق ورقتي السلف والإخوان في مواجهة الحراك الشعبيّ وتثبيت نظام الحكم الخليفيّ.
ليس هذا كلّ شيء، بل حاول الوزير تعديل الصورة، فأعاد نشر تغريدات جامعة البحرين التي تقول فيها أنّ مشاركة الطلبة العراقيين في المهرجان نشاط طلابيّ بحت، وقد استعرض كلّ رؤوساء العراق منذ الملكيّة لحدّ اليوم. لكنّ مغرداً ردّ على الوزير وتغريدة الجامعة متسائلاً: ولمَ كتبوا على صورة صدام «الشهيد البطل»؟، ليأتي ردّ آخر من أحد المغردّين: وهل دخول البلطجيّة قبل ثلاث سنوات كان نشاطاً طلابيّاً بحتاً؟
توجّه جامعة البحرين السياسيّ واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ففي التسعينيّات، وإبان فترة محمد الغتم، كان محمد البنكي رئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة، والذين عاصروا تلك الفترة يعرفون ماذا تعني ثنائيّة «الغتم - البنكي»، خصوصاً وأنً الأخير قد فُضح في تقرير البندر، حين كان عضواً قياديّاً في خليًة عطية الله، وكان مُعدّاً لهندسة سياسة جريدة الديوان الملكي الوطن.
لطالما عبّرت جامعة البحرين عن سياسة النظام الخليفي، وواقعة فصلها الطلبة والأساتذة المناهضين للنظام في التسعينيّات خير شاهد في جبين السلطة على جريمتها بحقّ التعليم بدوافع سياسيّة محضة. إضافة إلى فصلها العديد من الطلبة في بداية ثورة فبراير 2011، فالجامعة في عهد ماجد النعيمي كما في عهد الغتم، إذ أنّ الإثنين جيء بهما من المؤسّسة العسكريّة بمرسوم أميريّ.
هل يبقى بعد ذلك لنكران وزير الخارجيّة أيّ معنى أو أيّ طعم؟ اللهم إلا إن كان تجميل الصورة دبلوماسيّاً رغم أنّ تجميل القبيح يزيده قبحاً، خصوصاً وأنّ الذاكرة البحرينيّة لن تنسى 270 طالباً فُصلوا على إثر أحداث ثورة 14 فبراير، كما لن تنسى واقعة الهجوم على الجامعة في 13 مارس من العام الأول للثورة، بأوامر خليفيّة مخططٌ لها مسبقاً والكثير من الدلائل أثبتت «تعليب» النظام لهذه الخطة القذرة.
هذه الأسئلة نطرحها برسم التاريخ، لا برسم وزير الخارجيّة الذي لم يعد «ذكيّاً» بدبلوماسيّته، بما يكفي لإخفاء صورة نظام حكم قبيلته، التي تعتمد «السيف» شرعيّة لها.. وفي كلّ الأحوال هي صفعةٌ دنيئة لجارةٍ شقيقة من مؤسسةٍ حكوميةٍ أطلقت من وراء كواليسها العنان للعابثين في الوطن لكسب الأعداء وإقصاء الأصدقاء.. ولا عزاء لـ«الشرفاء»..!