جمعية سعودية قلقة من التحرش الجنسي ضد الاطفال

جمعية سعودية قلقة من التحرش الجنسي ضد الاطفال
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

أصدرت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" موقفها العلمي تجاه قضية "الإيذاء الجنسي ضد الأطفال في المملكة"، واعربت عن قلقها من انتشار هذه الحالة في السعودية، وحذرت من تبعاتها الاجتماعية داعية الى "حملة وطنية توعوية" للحد من هذه الظاهرة.

وأشار المتحدث الرسمي للجمعية وأمينها العام عبد الرحمن يحيى القحطاني، بحسب موقع "الجزيرة" السعودي، بأن هذا الموقف العلمي يأتي انطلاقا من دور الجمعية في التوعية الصحية وتعزيز الصحة، والتأييد للقضايا التي تمس صحة المجتمع، وهو يأتي بهدف المطالبة بتهيئة بيئة متكاملة لحماية الطفل من الإيذاء الجنسي، وصنع التأييد للحد من انتشار هذه المشكلة، والتصدي لعوامل الخطورة، وكذلك تبني حملات وبرامج توعوية وطنية شاملة ومتكاملة، والعمل على تطوير الأنظمة والسياسات ذات العلاقة، إضافة إلى أهمية تعزيز القدرة الذاتية لدى الأسرة والطفل على المواجهة.

وأوضح القحطاني بأن اهتمام الجمعية بهذا الجانب نابع من كون الإيذاء الجنسي قد يؤدي لآثار سلبية خطرة على الصحة، قد تشمل أثارا نفسية وبدنية إضافة إلى التبعات الاجتماعية، والتي قد تطال في بعض جوانبها الأسرة ككل.

وأشار بأن الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" تنظر بقلق حيال نتائج الدراسات المتعلقة بنسبة انتشار التحرش الجنسي لدى الأطفال في المملكة، وهي وإن كانت محدودة، إلا أنها تنذر بخطورة الوضع، خصوصا وأن العديد من المعرضين للإيذاء يرفضون الإفصاح عن ذلك.

واستعرض المتحدث الرسمي لجمعية "حياتنا" تقرير السجل الوطني عن حالات إيذاء الطفل المسجلة في القطاع الصحي بالسعودية لعام 2012 الصادر عن مجلس الخدمات الصحية، إلى أن نسبة حالات الإيذاء الجنسي تشكل 21.3% من إجمالي حالات الإيذاء، كما أشار للدراسة التي قام بها الباحث علي الزهراني الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة الطائف على ثلاث مناطق عام 2001، شملت عينة من البالغين وطلبة الجامعات، وذلك لمعرفة مدى تعرضهم للإيذاء في مرحلة الطفولة، بما في ذلك التحرش الجنسي، وتأثير ذلك على حدوث اضطرابات نفسية لديهم، حيث أظهرت الدراسة بأن 22.7% من أفراد العينة، قد تعرضوا للتحرش الجنسي بأنواعه المختلفة خلال تلك المرحلة العمرية (كلام، نظر، لمس، محاولة اعتداء أو اعتداء كامل).

وقد تبين من نتائج تلك الدراسات والإحصاءات أن معظم حالات الإيذاء ناجمة عن أشخاص مقربين للطفل سواء من أفراد الأسرة، أو أصدقائهم، أو الأقارب، أو العمالة المنزلية.

واشار القحطاني الى أن الجمعية ترى ضرورة تبني الجهات الأكاديمية والبحثية ووزارة التعليم العالي لبحوث وطنية متكاملة وشاملة لتحديد حجم المشكلة. ودعا وزارة الشؤون الاجتماعية لتبني حملة وطنية توعوية متكاملة في هذا الجانب، بالشراكة مع الجهات المعنية.

وذكر القحطاني بأن من أهم التوصيات التي خرج بها الموقف العلمي مطالبة وزارة التربية والتعليم بدمج مفاهيم التربية الجنسية وطرق الوقاية من الإيذاء الجنسي بشكل أعمق في المناهج الدراسية وبرامج التوجيه والإرشاد والصحة المدرسية، وكذلك الحاجة الماسة لتطوير أنظمة رصد مشابهة لما يتوفر لدى المنشآت الصحية حيال رصد واكتشاف حالات الإيذاء الجنسي من خلال المدارس والتبليغ عنها.