آية الله خامنئي:البنى الفكرية لمعاهدات دولية تدمر المجتمع البشري

آية الله خامنئي:البنى الفكرية لمعاهدات دولية تدمر المجتمع البشري
السبت ١٩ أبريل ٢٠١٤ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

انتقد قائد الثورة الاسلامية سماحة اية الله السيد على خامنئي البنى الفكرية للعديد من المعاهدات الدولية قائلا ان الحاح الغربيين على هذه البنى المغلوطة يدمر المجتمع البشري، ومن اجل الوصول الى نظرة صحيحة ومتزنة يجب الحذر من هذه الهيكليات.

واعتبر قائد الثورة ان النظرة المادية وغير الالهية الى الوجود والعالم تشكل اساس الانحراف للغربيين وراى انهم من خلال اتباع الغوغائية لا يسمحون للاخرين التعبير عن آرائهم.
وجاءت تصريحات القائد هذه خلال استقباله السبت المئات من السيدات المثقفات والنخبة ليشدد على ضرورة تشكيل مركز يعني بصياغة استراتيجية صحيحة بشان مسالة ˈالمرأة والاسرةˈ المهمة.
وقال سماحة القائد خلال هذا اللقاء ان الوصول الى هذه الاستراتيجية الشاملة والقابلة للتطبيق بحاجة الى ثلاث قضايا وهي: التحاشي بشكل كامل عن اضفاء المرجعية على الافكار الغربية المغلوطة والكليشية والمتحجرة بشان المراة والتعويل على النصوص والمعارف الاسلامية الاصيلة والتطرق الى الامور التي تشكل حقا القضايا الرئيسية للمراة.

وقدم سماحته التبريكات بمناسبة ذكري ميلاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) معتبرا ان تقارن هذه الذكري العطرة مع اسبوع المراة ويوم تكريم الام، فرصة لاخذ الدروس من حياة سيدة نساء العالمين الصديقة الكبري (س).

واعتبر سماحته ان تمتع ايران الاسلامية بكم هائل من السيدات المثقفات والدارسات وصاحبات الفكر المميز يعد من النعمات الالهية وواحد من افتخارات الجمهورية الاسلامية وقال ان هذه الحقيقة التي هي غير مسبوقة في تاريخ ايران نابعة من النظرة الميمونة والحيوية للاسلام ورؤى الامام الخميني (رض).

وراى قائد الثورة ان مسالة المراة تستحق التفكير والبحث والمتابعة من قبل المجتمع البشري وتطرق الى ثلاثة ابعاد مهمة في هذا المجال وهي: اولا: كيف يمكن الاستفادة من الطاقة العظيمة للسيدات بصورة صحيحة وسليمة. وثانيا: كيف يمكن الافادة من قضية الجندر الدقيقة والحساسة باتجاه سمو الانسان لا انحطاطه. وثالثا: اي سلوكيات يجب تاصيلها في المجتمع الانساني نظرا الى الفوارق الطبيعية بين المراة والرجل ليتم بموجبها الحد من الظلم ضد المراة في الاسرة والمجتمع؟

وقال سماحته في هذا الخصوص ان المراة والاسرة هما مسالتان لا تتجزءان مضيفا انه ان درس احد قضية المراة بمعزل عن قضية الاسرة فانه سيصاب بالخلل في فهم المسالة وتشخيص علاجها.

وفي جانب اخر اكد سماحته ان الغربيين فهموا لاسباب مختلفة مسالة المراة بشكل خاطئ لكنهم نشروا وعمموا هذا الفهم الخاطئ والمدمر في العالم ولا يسمحون من خلال اتباع الغوغائية للاخرين والمعارضين التعبير عن رايهم.

واضاف انه يجب طبعا التعرف على وجهات النظر الغربية تجاه المراة لكنه يجب التصدي لتحول هذه الافكار الى مرجعية كي يمكن تفريغ الذهن من هذه الافكار القديمة لكن الحديثة في الظاهر والخائنة لكن المخلصة في الظاهر لان هذه الافكار لا يمكن ان تنتج سعادة وهداية للمجتمعات البشرية على الاطلاق.

وراي سماحته ان النظرة المادية وغير الالهية الى الوجود والعالم تشكل اساس الانحراف المعمق للافكار الغربية حول المراة وقال ان النظرة التكسبية لطاقات النساء في القضايا الاقتصادية بما فيها العمل والنظرة المتسمة بالاذلال للمراة والتقليل من شانها وتحويلها الى اداة لاشباع رغبات الرجل هي من المسائل الاخرى التي جعلت الفكر الغربي تجاه المراة، ظالم ومتحجر بامتياز.

واضاف ان اردنا ان تكون نظرتنا تجاه المراة ˈسليمة ومنطقية ودقيقة وواقعيةˈ فيجب علينا الابتعاد عن الافكار الغربية المتعلقة بالعمل والمساواة الجنسية.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية ˈالمساواة الجنسية بين المراة والرجلˈ بانها من بنات افكار الغرب المغلوطة بالكامل وقال ان المساواة لا تعني العدالة دائما، فالعدالة هي حق دائما لكن المساواة تكون ˈحقاˈ تارة وˈباطلاˈ تارة اخرى.

وتساءل سماحته: باي منطق يجب اقحام المراة التي خلقها الله تعالي من الناحية الجسدية والعاطفية لمجال خاص في الحياة، في ميادين تجعلها تعاني وتقاسي؟

ووجه القائد انتقادا للهياكل الفكرية للعديد من المعاهدات الدولية قائلا ان الحاح الغربيين على هذه الهياكل المغلوطة يدمر المجتمع البشري، ومن اجل الوصول الى نظرة صحيحة ومتزنة يجب الحذر من هذه الهيكليات.

وفي معرض تاكيده على التركيز على النصوص الاسلامية للوصول الى استراتيجية صحيحة بشان المراة قال انه في النظر الى موضوع المراة لا يجب قبول كل ما يطرح على الالسن باسم الدين لكن يجب جعل المبادئ التي يقدمها العظماء بالطريقة الصحيحة للاستنباط من ˈالقرآن والسنة والحديثˈ نقطة ارتكاز رئيسية.

واعتبر سماحته ان تجنب القضايا الفرعية وتناول القضايا الرئيسية يعتبر الالزام الثالث للتوصل الى استراتيجية صحيحة بشان مسالة المراة وقال ان قضية الاسرة لاسيما سلامة المراة وامنها واستقرارها في الاسرة تعد قضية رئيسية يجب تناولها.

واعرب قائد الثورة عن اسفه لاعتبارالبيئات القديمة والجديدة، المراة بانها كائن من الدرجة الثانية ومكلفة باسداء الخدمة مضيفا ان هذه المسالة هي على طرف نقيض تماما من النظرة الفقهية التقدمية للاسلام تجاه المراة.

واضاف ان البعض ياخذون للاسف اشياء من الاسلام لكنهم يضيفون قضايا غربية اليها لكي لا ينزعج الغرب وهذا امر غيرمقبول.

وشدد سماحته على ضرورة ان تتمتع المراة بفرصة الدراسة والنمو والسمو وقال انه على النقيض من بعض الاراء، فان العمل لا يعد من القضايا الرئيسية المتصلة بالمراة، وطبعا فان لا ماخذ على العمل والادارة طالما انهما لا يتعارضان مع القضية الرئيسية اي الاسرة.

وفي مستهل اللقاء قدمت السيدة مولاوردي مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المراة والاسرة تقريرا عن قضايا المراة وقالت اننا نتمتع بوضع جيد للغاية في المنطقة من حيث مؤشر السلامة والمساهمة الاجتماعية للمراة، وان سيدات المجتمع سيضطلعن بدور بالغ في تحقيق شعار ˈالاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وادارة جهاديةˈ.