ماما أميركا أبويا عايز يطلقك!!

ماما أميركا أبويا عايز يطلقك!!
الإثنين ٢١ أبريل ٢٠١٤ - ٠٣:٠٠ بتوقيت غرينتش

" ماما أمريكا " اسم كثيرًا ما كنا نردده كـشيء من الاستهزاء بملوك ورؤساء الوطن العربي لتبعيتهم العمياء وخنوعهم لأوامرها، دون أي قيود أو شروط منهم لهذه التبعية المفرط فيها .

كنت أتساءل كثيرًا "هل هذه التبعية لقوة أميركا العسكرية, أم بسبب نفوذها السياسي، أم بسبب المنح العسكرية أو المالية، أم ماذا؟"

حقا لم أجد إجابة .

نعم فإن كنا نبحث عن قوى عسكرية أخرى غير أميركا، فالأمثلة كثيرة وموجودة بالفعل، هذه الأمثلة وقد أصبحت في وقت قليل قوى عظمى تستطيع أن تمحوا وتسحق هذا الكيان الأميركي في لحظات مثل الصين أو كوريا الشمالية أو اليابان.

وإن كنا نبحث عن نفوذ سياسي فأيضًا هناك من الدول التي استطاعت أن تزلزل الاقتصاد الأميركي وتؤثر على قرارات أميركا السياسية، والأمثلة منها كثيرة أيضًا .

وإن كنا نبحث عن معونة، فبكل أسف نحن لا نحتاج لهذه المعونة المشروطة أو حتى إن كانت غير مشروطة فكيف لدولة تمتلك كل هذه المقومات الطبيعية والبشرية وتصبح دولة فقيرة وتمد يدها لمعونات مشروطة ولنا في الهند مثال..

إذن ما هو الشيء الغامض الذي كان يجعل من حكامنا مجرد عرائس تلهو وتلعب بها أميركا؟هل هي قوى خفية، أم شيطانية، أم قوى سحرية لا نعلمها؟

ومن الأشياء التي حدثت وأمام أعيننا جميعًا أنه وبمجرد أن ساندت أميركا نظام مبارك في أول أيام الثورة، ظل يحكم ويسيطر على البلاد. وبمجرد أن رفعت يدها عنه إنهار هذا النظام المباركي الذي دام قرابة الثلاثين عامًا.

يا إلهى هل لهذا الحد هي دولة صاحبة قوى خفية تستطيع أن تتحكم في قرار ومصير شعب بأكمله! أم ماذا!

ولعلنا رأينا أيضًا بأعيننا كيف كانت هي صاحبة الاتفاق مع المجلس العسكري في فترة من الزمان لتسليم حكم مصر لجماعة الإخوان .

تخيل معي كيف لإرادة شعب كامل تتغير بمجرد كلمة من أميركا صاحبة هذه القوى الخفية. حقًا لا أعرف ومازلت لا أعرف!

ولكني الذي أعرفه حقا أننا نحمل لها الفضل فى أمرين ....!

الأمر الأول أنها ساعدتنا بطريقة غير مباشرة لإسقاط نظام مبارك القمعي والذي كان من الصعب إزالتة ولو بألف ثورة وهذه حقيقة.

الأمر الثاني أنها ساعدتنا بطريقة غير مباشرة بإسقاط الكثير والكثير من الأقنعه المزيفة التي كانت تخدعنا طيلة سنين عدة وعلى سبيل المثال جماعة الإخوان وشيوخ السلفية الوهابية وشخصيات كثيرة كنا نعتقد أنها شخصيات وطنية وأمثلتهم كثيرة.

وبذلك بعد مساعدتها لنا بهذا الشكل الغير مباشر لابد أن نشكرها على تعاونها معنا طيلة هذه السنين بل نشكرها الشكر الأعظم على دورها خلال العامين الماضيين .

وحان الوقت لنقول لها جميعا ماما أميركا بابا بيقولك إنتى طالق!!

بقلم *محمد سمير حسن- اليوم السابع