بوتين يتحدى الغرب ويحتفل بعيد النصر في القرم +فيديو

السبت ١٠ مايو ٢٠١٤ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إلى شبه جزيرة القرم للاحتفال بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية وإعلان نجاح ضم القرم من أوكرانيا التي تقول روسيا إنها باتت تحت حكم فاشيين.

ووقف بوتين مرتديا سترة سوداء إلى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو على متن زورق أبيض مر بالتوالي أمام عشرات السفن العسكرية الروسية ووجه التهاني عبر مكبر للصوت طواقم السفن التي وقف عناصرها متأهبين ببزات العرض وردوا عليه بهتاف البحرية بصوت واحد، بحسب صور التلفزيون الروسي.

وبوتين ألقى خطابا في الساحة الحمراء امام الجنود والمقاتلين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية وقال: ان التاسع من ايار/مايو "هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بما يعني ان نكون اوفياء للوطن، وباهمية ان ندافع عن مصالحنا".
وتابع بوتين ان "الإرادة الصلبة للشعب السوفييتي وشجاعته وصرامته انقذوا اوروبا من العبودية"، مضيفا ان "بلادنا هي التي لاحقت الفاشيين في وكرهم، واوصلت الى خسارتهم الكاملة والمؤكدة".
وقال بوتين إن حقوق الروس بما في ذلك حقهم في تقرير المصير يجب أن تعامل باحترام.
وأضاف في احتفال في القرم "نعامل كل البلاد وكل الشعوب باحترام. نحترم حقوقهم ومصالحهم المشروعة بما في ذلك استعادة العدالة التاريخية وفي الوقت نفسه حق تقرير المصير"
وتحتفل روسيا في التاسع من ايار/مايو من كل عام بانتصار الحلفاء على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
لكن للاحتفالات العام الحالي طعم آخر كونها تتزامن مع التوترات بين روسيا والغرب على خلفية الازمة الاوكرانية.
ويعتبر ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا بعد الاطاحة بالحكم الموالي لموسكو في كييف المنبت الاساسي للازمة الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. ولم تتوقف الازمة منذ ذلك الحين عن التدهور مع امتداد اعمال العنف في شرق اوكرانيا، والتي يخشى ان تكون على حافة حرب اهلية.
وبدأ عرض عسكري عند الساعة 10.00 (06.00 تغ) في مدينة سيباستوبول، القاعدة التاريخية للاسطول الروسي للبحر الاسود. ومن المفترض اجراء عرض عسكري آخر في الميناء عند الساعة 04.00.
وانتقدت الولايات المتحدة زيارة بوتين للقرم ووصفتها بأنها مستفزة وكررت رفضها ضم موسكو لشبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحفيين في المؤتمر الصحفي اليومي "هذه الزيارة مستفزة ولم يكن لها داع. القرم تخص أوكرانيا ولا نعترف بالطبع بالخطوات غير المشروعة التي اتخذتها روسيا في هذا الصدد".
وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن زيارة بوتين للقرم التي لم تعترف القوى الغربية بضمها للأراضي الروسية في مارس آذار كما جدد شكوكه في تأكيد بوتين أنه سحب جنوده من الحدود الأوكرانية.
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعربت الخميس عن قلقها لبوتين بشان المعلومات التي تحدثت عن نيته المشاركة في عرض القرم، بحسب ما صرح وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير.
وقال الوزير ان "المستشارة سالته شخصيا عن ذلك .. وترك الجواب مفتوحا عما اذا كان سيشارك شخصيا".
اما في اوكرانيا، التي عادة ما تحيي ذكرى الانتصار على المانيا، فتبدو الاحتفالات فيها العام الحالي اكثر تحفظا. ولم تنظم اي عروض عسكرية في كييف، حيث تتخوف السلطات من "استفزازت" من جانب الموالين لروسيا.
واعرب رئيس الحكومة الاوكراني ارسيني ياتسينيوك عن تخوفه من ان تكون دعوة بوتين للانفصاليين في شرق اوكرانيا لتأجيل اجراء الاستفتاء حول الاستقلال مجرد مقدمة "لاستفزازات". واشار الى ان طلب تعزيز الاجراءات الامنية في التاسع من ايار/مايو.
وفاجأ بوتين الانفصاليين الاربعاء بدعوته الى سيناريو "حوار" ينص على وقف كييف لعملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل اجراء الاستفتاء.
الا ان الانفصاليين رفضوا الخميس طلب الرئيس الروسي. وقال دنيس بوتشيلين قائد جمهورية دونيتسك الانفصالية ان "موعد الاستفتاء لن يرجأ". ولكنه "شكر" الرئيس الروسي الذي "يهتم بالناس في جنوب شرق اوكرانيا".
وأدانت فرنسا الجمعة اصرار الانفصاليين على اجراء "الاستفتاءات غير الشرعية"، ودعت كافة الاطراف الى "الحوار"، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد اتصال هاتفي مع ياتسينيوك.
وسبق ان اعلنت سلطات كييف انها لن تعترف بشرعية مشروع "الاستفتاء الارهابي" هذا.
كذلك كررت الحكومة الاوكرانية تأكيدها بان ليس لديها اي نية للعدول عن قرار اعادة فرض الامن في شرق البلاد. وهي تخوض منذ الثاني من ايار/مايو عملية عسكرية واسعة النطاق في تلك منطقة.
وفي سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، سمعت اصوات اطلاق نار مساء الخميس. وبحسب وكالة انترفاكس، فقد حاول حوالي 40 رجلا مسلحا مساء الخميس مهاجمة موقع حدودي في منطقة لوغانسك، الا انهم تراجعوا بعدما فتح حرس الحدود النار عليهم.

والتوتر يبقى على اشده في اوكرانيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو لاختيار خليفة للرئيس المولي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش والذي اطاحت به احتجاجات واسعة في شباط/فبراير 2013.
واعلن رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الخميس انه سيزور كييف الاثنين للتعبير عن دعم الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 ايار/مايو.

ويصر الغربيون على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتهمون روسيا بالعمل على زعزعة استقرار اوكرانيا ومنع اجراء انتخابات.