الاحتجاجات الشعبية في البحرين وغطرسة النظام

الاحتجاجات الشعبية في البحرين وغطرسة النظام
الإثنين ١٢ مايو ٢٠١٤ - ٠٩:٢٣ بتوقيت غرينتش

الشعب البحريني انتفض في 14-2-2011 ضد حكم آل خليفة الذي يحكم البحرين حكما ملکیا وراثيا ديكتاتوريا، ولازال يطالب النظام باصلاحات سياسية واقتصادية، ولكن النظام يرفض هذه المطالب بكل عنجهية وغطرسة.

فالشعب البحريني  يطالب بملكية دستورية وصياغة دستور جديد بدلا من دستور 2002 على غرار الدول الديمقراطية  في العالم ، كما يطالب بحل مجلس النواب الحالي والغاء الصلاحيات التشريعيه له. ويطالب بتداول السلطة التنفيذية واقامة انتخابات حرة ومنح حرية الرأي والتعبير واطلاق الحريات ووقف التجنيس . كما يطالب الشعب البحريني بالافراج عن النشطاء السياسيين الذي يقبعون في السجون ووقف قمع الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات.

حكومة البحرين التي تمثل الاقلية في هذا البلد، لم تستجب لمطالب  الاغلبية ، بل استعانت بقوات درع الجزيرة المكونة اغلبها من قوات سعودية للمشاركة في قمع الانتفاضة والقضاء عليها كما استخدمت قوات الدرك الاردنية لتدريب قواتها والمشاركة في قمع الحركة الاحتجاجية، ولكن الشعب البحريني لم يتراجع عن مطالبه رغم القمع الوحشي الذي تعرض ويتعرض له  ورغم الشهداء الكثر الذين سقطوا  برصاص قوات النظام  وقوات درع الجزيرة الحكومة البحرينية لم يستجب لاي من مطالب البحرينيين ، بل انها تراوغ وتماطل الشعب من اجل كسب الوقت ، وتدعي بانها تريد الحوار مع المعارضة ولكن المعارضة غير مستعدة للحوار، وهكذا تريد الحكومة البحرينية ان يتعب الشعب البحريني ويكف عن تظاهراته واحتجاجاته ويدع الحكومة تحكم كيفما تشاء .

النظام البحريني ، يدرك جيدا بان مطالب الشعب البحريني هي مطالب حقة ، ولا يمكن له ان يتجاهلها ، باستخدام القوة ضد المحتجين .

النظام في البحرين يوحي للخارج  بان الاوضاع عادية في البلد ، وان الحكومة مسيطرة على الاوضاع ، وانه  اقام أخيرا مؤتمرا لحوار الحضارات  في العاصمة البحرينية  ليثبت  بان الحكومة مستعدة للحوار مع المعارضة ولكن المعارضة لا تريد الحوار مع الحكومة.ولكن موقف المعارضة من مؤتمر حوار الحضارات كان واضحا .

فقد علق الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان على  اقامة مؤتمر حوار الحضارات بان دعا المؤتمرين إلى زيارة المعارضة وقرى البحرين والمساجد المهدمة لمعرفة الوجه الآخر لما يجري في البلاد.

ووصف الشيخ علي سلمان مؤتمر حوار الحضارات بانه  لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي، مشدداً بأن ما يجري على الأرض في البحرين هو هدم مساجد، وإبعاد الناشطين ، وإغلاق المجلس العلمائي، وأن هدم المساجد الشيعية وإعاقة بنائها  وقرار حل المجلس العلمائي كلها قرارات تؤشر إلى سياسة السلطة في البحرين.
ورأي الشيخ على سلمان  بأن حوار الحضارات للأجانب والقتل والسجن والإبعاد للمعارضين من المواطنين الشيعة وغيرهم، مشيراً إلى أن هدم المساجد  يأتي في مقابله مؤتمرات حوار حضارات وأديان.  وشدد بالقول بأن البحرين بلد اضطهاد ديني ومذهبي، مؤكداً بأن الطائفة الشيعية حرمت من حقها في إدارة شؤونها الدينية ومنها سلب حقها في إدارة أوقافها الجعفرية منذ أمد طويل.

هذا وقد نشرت وكالة انباء رويترز أخيرا  تقريرا اقتصاديا عن البحرين اكدت فيه بان اقتصاد البحرين مريض ، وإن الشفاء التام لاقتصاد البحرين قد يكون بعيد المنال في حالة استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

إن على الحكومة البحرينية ، ان تصغي الى مطالب البحرينيين لا ان تواصل غطرستها  وعنجهيتها امام الشعب الاعزل ، لان الدعم السعودي والخليجي  الذي يقدر بعشر مليارات دولار ، لن يستمر طويلا ولا بد ان ينتهي يوما وان الاصغاء للشعب وتحقيق مطالبه ، ووقف القمع للمحتجين سلميا سوف يساعد على حل الازمة في هذا البلد .
*شاكر كسرائي