إقبال أضعف من المتوقع على التصويت في انتخابات الرئاسة المصرية

إقبال أضعف من المتوقع على التصويت في انتخابات الرئاسة المصرية
الأربعاء ٢٨ مايو ٢٠١٤ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

واصل المصريون اليوم الأربعاء الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثالث من انتخابات الرئاسة المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بها قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي وإن كانت نسبة المشاركة في التصويت أقل مما كان منتظرا.

ونقلت صحيفة الأهرام الرسمية عن طارق شبل عضو اللجنة الانتخابية قوله إن أكثر من 21 مليونا شاركوا في التصويت أي نحو 39 في المئة من مجموع عدد الناخبين البالغ 54 مليونا.
وكان السيسي قد دعا الأسبوع الماضي إلى مشاركة 40 مليون ناخب في التصويت أي ما يقرب من 80 في المئة من اجمالي عدد الناخبين. إلا أن دبلوماسيا غربيا قدر عدد المشاركين بما بين عشرة ملايين و15 مليونا أي ما بين 19 و28 في المئة من جمهور الناخبين.
وينافس السيسي في الانتخابات السياسي اليساري حمدين صباحي. ورغم أن التوقعات كلها تشير إلى فوز السيسي بالرئاسة فإن نسبة المشاركة في التصويت تمثل مؤشرا رئيسيا على مدى التأييد الشعبي الذي يحظى به وقد يضر ضعف الاقبال بشرعيته في الداخل وعلى المستويين الاقليمي والعالمي بعد أن عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بمصر إثر احتجاجات شعبية حاشدة مطالبة بإنهاءحكمه.
وأظهرت جولة في عدد من اللجان الانتخابية في القاهرة اليوم الأربعاء ضعفا في إقبال الناخبين على التصويت. وقال مراسلون لرويترز إن الصورة نفسها تكررت في الاسكندرية ثاني أكبر مدن مصر.
وفي بلد شهد استقطابا حادا منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم حسني مبارك ربط البعض انخفاض نسبة الاقبال بلا مبالاة بعض الناخبين واعتراض آخرين على تولي ضابط من القوات المسلحة رئاسة البلاد واستياء بين الشباب ذوي الميول الليبرالية مما يرون أنه قمع للحريات ودعوة الإخوان المسلمين لمقاطعة الانتخابات.
وكان من المقرر أن تكون مدة التصويت يومين لكن اللجنة المشرفة على الانتخابات قررت تمديدها يوما ثالثا لاتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الناخبين للادلاء بأصواتهم.
وصدرت صحيفة المصري اليوم بعنوان كبير يقول "الدولة تبحث عنصوت".*
من جانبها قالت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الديمقراطية الدولية إن قرار تمديد التصويت يثير تساؤلات حول سلامة العملية الانتخابية. وقال ايريك بيورنلوند رئيس المنظمة في بيان "القرارات التي تتخذ في اللحظات الأخيرة عن إجراءات انتخابية مهمة مثل قرار تمديد التصويت يوما اضافيا يجب الا تتخذ سوى في ظروف استثنائية." وبثت حملة السيسي صورا لصفوف طويلة من الناخبين بعضهم يلوح بالأعلام المصرية ويرفع صور السيسي. ورفعت الحملة على صفحتها على الفيسبوك شعار "انزل وارفع علم بلدك".
وكانت السلطات قد اتخذت مجموعة من التدابير لحث الناخبين علىالمشاركة في العملية الانتخابية فقالت وزارة العدل إن المصريينالذين لا يصوتون ستفرض عليهم غرامة وأعلن عن اتاحة تذاكر مجانية للمسافرين بالقطارات حتى يتمكنوا من التصويت.
ورغم الحملة الرسمية لحمل الناخبين على التصويت كان الحضور في اللجان محدودا لعدة أسباب. وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد أعلنت رفضها للانتخابات ووصفتها بأنها استمرار لاستيلاء الجيش على السلطة.
وقال محمد عبد الحفيظ عضو الاخوان "إجراء الانتخابات باطل في ظل الانقلاب العسكري... لا يمكن للانتخابات أو أي وسيلة أخرى أن تمنحه الشرعية."
كما تغيرت آراء الشباب الليبراليين حتى من أيدوا قرار عزل مرسي في يوليو تموز الماضي وذلك بعد اعتقال كثيرين منهم في الحملة الأمنية التي أدت إلى الحد من الاحتجاجات والمظاهرات.
وربما يكون من أسباب انخفاض نسبة المشاركة ان بعض الناخبين المصريين اعتبروا فوز السيسي أمرا محسوما ولم يروا فائدة في الادلاء بأصواتهم. وربما امتنع آخرون لانهم يرفضون التصويت لرجل ذي خلفية عسكرية.
من ناحية أخرى أعلن صباحي في بيان سحب مندوبيه من اللجان الانتخابية. وقال في البيان "بدا أن الانتخابات تتجه نحو عملية خالية من المضمون الديمقراطي وتفتقر للحد الأدنى من ضمانات حرية تعبير المصريين عن رأيهم وإرادتهم فضلا عن عدم ضمان أمن وسلامة مندوبي الحملة وما تعرضوا له من اعتداء وقبض وهو ما وصل إلى إحالة بعضهم إلى النيابة العسكرية." وحمل البيان المسؤولية الكاملة عن سلامة الانتخابات ونزاهتها للجنة العليا للانتخابات وللسلطات والأجهزة الأمنية.
وبلغت نسبة الاقبال في انتخابات الرئاسة التي فاز فيها مرسي 52 في المئة.
وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن من الضروري أن يتجاوز الإقبال هذه المرة تلك النسبة حتى يتمتع السيسي بالشرعية السياسية كاملة.
وأضاف نافعة أنه إذا لم تتحقق هذه النسبة فسيكون السيسي قد فشل في قراءة المشهد السياسي ولا بد من تصحيح خطأ حساباته من خلال التوافق.
وعلق الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاهرام على قرار تمديد التصويت ليوم الثالث قائلا على صفحته على فيسبوك إن القرار يظهر مصر وكأنها تتسول التصويت ويفتح الباب أمام كل التأويلات ويسيء للالتزام بالقواعد ونزاهة العملية الانتخابية.