الشعب العراقي لن يسمح بعودة الصداميين

الشعب العراقي لن يسمح بعودة الصداميين
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤ - ٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش

تناقلت وسائل الاعلام يوم امس الجمعة 14 حزيران / يونيو تصريحات ابنة السفاح المقبور صدام وهي تبارك "الانتصارات"!!، التي يسطرها "مقاتلوا والدها" و" عمها" عزة الدوري و "داعش" !! في الموصل ، وانها في غاية الفرح وتعد الايام للعودة الى العراق لتقرأ الفاتحة على قبر ابيها.

ان ما حدث في الموصل وفي بعض مناطق العراق خلال الايام القليلة الماضية  كشف استحالة فكرة ترويض ذئاب البعث عبر دفعهم مثل باقي البشر في العملية السياسية ، وبسببها تعرضت السلطات العراقية لضغوط هائلة مارستها امريكا و اوروبا ودول عربية ، ووسائل اعلام خليجية ، للقبول بالبعث كشريك سياسي، الامر الذي جعلها ترضخ لابعاد تهمة الطائفية والاستفراد بالحكم واقصاء الاخرين عنها ، الا انها جعلت العراقيين يدفعون ثمنا باهظا جدا.

هناك مثل عراقي دارج يقول ان "ذيل الكلب لا يستوي" ، وهذا المثل للاسف الشديد غاب عن السلطات العراقية او انه لم يغب عنها ولكن لم يكن امامهم من حيلة الا القبول بالبعثيين كشركاء في الحكم ، الذين دخلوا العملية السياسية لنحرها من الداخل ، وهذا ما كانوا يفعلونه على مدى عشر سنوات ، وحصدوا ما زرعوه خلال هذه السنوات في الموصل والانبار وصلاح الدين.

ان ما حصل في الموصل وصلاح الدين والانبار كشف للامريكيين والاوروبيين الذين كانوا يعتقدون ان بالامكان ترويض البعثيين عبر ادخالهم العملية السياسية ، طبيعة هذه الزمرة الارهابية التي تفهم  السياسة على انها تعني الهيمنة والتسلط والاستفراد والاقصاء والنهب والسلب وتكميم الافواه والقتل ، اما الديمقراطية والانتخابات واحترام الاخر وتحكيم الدستور والقانون واحترام حقوق الانسان ، فلا معنى لها في قاموسهم ، لذلك ورغم الفرصة التي وفرها لهم النظام العراقي الجديد للانخراط في العملية السياسية ، الا ان فضلوا التعاون مع داعش واستقدام بعض عناصرها الى العراق ، والعمل على تكريس مبدا الغلبة لحد السكين لا لصناديق الاقتراع ، فهو مبدا بعثي صدام قديم.

من الخطا تسجيل براءة اختراع الذبح والنحر واكل لحوم البشر باسم القاعدة والنصرة  وداعش ، فهذه الممارسات الوحشية اول من قام بها ، ويعرف العراقيون ذلك جيدا  ، هم البعثيون وفدائيو صدام ، الذين مارسوا هذه الافاعيل بحق الشعب العراقي المظلوم وهناك مئات الافلام والاف الوثائق التي سجلت هذه الممارسات اللاانسانية .

ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين " ، لقد فات زمن الانقلابات العسكرية ، و ولى عهد البعث الى غير رجعة مع موت سفاحهم ، وان العراق ، بفضل وجود المرجعية الرشيدة والخيرين من ابناء الشعب العراقي والقوات المسلحة ، سيحول احلام ابنة الطاغية رغد بالعودة الى العراق واحلام البعثيين بالعودة الى الحكم على اكتاف التكفيريين والمجرمين الارهابيين ، الى كوابيس تنغص عليهم حياتهم.

*سامح مظهر- شفقنا