أربعاء الانتخاب الرئاسي في لبنان

أربعاء الانتخاب الرئاسي في لبنان
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

ينتظراللبنانيون جلسة الانتخاب السابعة لرئيس الجمهورية وتأكيدات "اللا انتخاب" تسبق أي توقعات لديهم ، لم يعد التوقيت المحدد سلفا من قبل رئيس مجلس النواب يعني في بيروت أكثر من ضرب موعد لتأجيل جديد منتظر.

هو يقين  وليس تحليل يحمله اللبنانيون عشية كل جلسة، يقين  لم يتأتى من قناعة بأن ممثلي الشعب اللبناني  يختلفون  للساعة على إسم الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية، إنطلاقا من أن الاسماء المطروحة ترشيحا وهي عمليا سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية المنعدمة حظوظه، أو هنري حلو مرشح وليد جنبلاط ( غير المحسوب اصلا ضمن توقعات الوصول من عدمها )، أو حتى ميشال عون المرشح غير المعلن ( قناعة منه أن لا توافق مؤمن يمكن أن يوصله الى كرسي الرئاسة )،  كل هذه الاسماء، ليست محل إجماع من قبل البرلمانيين ، ليس ذاك هو المقصود، بل القناعة في لبنان هي من نوع اخر.

يقول أحد نواب جبل لبنان في جلسة خاصة " نحن لم نتعلم أن نتصالح مع انفسنا، لم نتعود أن نعترف، وأن نصارح أنفسنا قبل شعبنا، هي مجرد عراضة تلك التي نمارسها كل أسبوع ، نذهب لنقيس المسافة من منازلنا الى البرلمان ومن ثم نعود ليدلي كل منا بدلوه في مسألة لا يد لاي منا فيها، هي لعبة كبار" يضيف " لا بل كلمة كبار تلك التي تفتح الطريق لاي رئيس مقبل ولسنا نحن" ويختم" نوهم اللبنانيين أننا نصنع مستقبلهم ونحن نعرف قبل غيرنا ان الاخرين هم من يفعلون ذلك ".

يلخص النائب اللبناني هذا الذي ينتمي الى كتلة نيابية وازنة المشهد الانتخابي الذي اصبح يسمى هنا " أربعاء الانتخاب "( خمس جلسات من اصل ستة عقدت يوم اربعاء )، لا بل هو يقدم صورة عن واقع لبناني عام، فلبنان لم يكن يوما من الايام جزيرة منفصلة عن محيطها ،لا بل لطالما كان تابعا إلى ما بعد الحدود في ملفاته السياسية الهامة .

الرئيس اللبناني منصب ماروني بحسب العرف اللبناني ، لطالما خضع استحقاق الوصول اليه الى صولات وجولات ملكت سوريا فيه الكلمة النهائية ، فلم يكن يناسب جارة لبنان  وجود رئيس لا يوافقها في السياسة  فالارض دائما لها وقعها ، وقد دل على ذلك كل رؤساء ما بعد اتفاق الطائف الذين حكموا من الياس الهراوي الى ميشال سليمان الذي لم يكن بالتاكيد ليصبح رئيسا لولا موافقة سوريا ، نعم تغير موقف سليمان قبيل مغادرته القصر الجمهوري بعد ست سنوات من توليه لمنصبه حيث تحول الرجل المدافع عن سوريا الى مواجه لها لكنه عبَد بذلك الطريق لخروجه من القصر الجمهوري تاركا فراغا، عمليا لا يخيف أحد في لبنان .

لم يتغير الوضع عن السابق ، تغيرت خارطة التحالفات اليوم ربما لكن كل ما فيها يعيد كل شيئ الى الدائرة الاولى نفسها، رئيس لا يرضى عنه الاقليم الذي يحيط بلبنان لا يمكن له المرور ابدا، القضية إذا اقليمية دولية وليست لبنانية داخلية  قبل  أي شي اخر ، فلسوريا كلمتها ولايران وللسعودية وللادارة الاميركية لكل هؤلاء مواقف يدلون بها في لحظات الحسم الاخيرة .

يعرف النواب المشاركون في "جلسات الاربعاء" ان لبنان ليس على أجندة اي من هذه الدول هذه الايام، وان الفراغ الرئاسي مادة مستمرة في المدى المنظور، لم يحن اوان لبنان بعد هكذا يحسم نواب البرلمان الموقف من الانتخابات ، لكنهم وهم يقولون ذلك لا يقصدون انفسهم بل يقصدون مجتمعا دوليا يترك للبنانيين لعبة الانتخاب ديمقراطيا ، لكنه يترك لنفسه لعبة الانتخاب الحقيقي سياسيا .


*فاطمة عواضة- بيروت
 

كلمات دليلية :