خطر حرب بين روسيا وأوكرانيا كما في عام ٢٠٠٨ مع جورجيا

خطر حرب بين روسيا وأوكرانيا كما في عام ٢٠٠٨ مع جورجيا
السبت ٢١ يونيو ٢٠١٤ - ٠٧:٣٥ بتوقيت غرينتش

أن تصف موسكو، وعلى لسان كبار مسؤوليها العسكريين والسياسيين والديبلوماسيين على حد سواء، بأن ما يحصل في أوكرانيا نتيجة للعمليات العسكرية التي تشنها القوات الأوكرانية على الأقاليم الموالية لروسيا جنوب شرق البلاد بأنها "إبادة جماعية" يعيد إلى الأذهان تلك التصريحات التي سبقت حرب تموز عام ٢٠٠٨ بين روسيا وجورجيا،

حين وصفت روسيا أعمال الجورجيين العسكرية في أوسيتيا الجنوبية بأنها " إبادة جماعية "، وقامت آنذاك بإرسال قواتها الى جنوب القوقاز لإيقاف الحرب الجورجية ضد المواطنين في أوسيتيا الجنوبية ، وبعد أن حسمت الحرب لمصلحتها قامت بالاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا جمهوريتين مستقلتين عن جورجيا.

إن تزامن وصف موسكو لأعمال سلطات كييف تجاه الاقليمين الذين أطلقا على نفسيهما جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين بإرسال قوات لها على الحدود مع أوكرانيا، وكانت قبل أيام أجرت تدريبات في منطقة كالينغراد الروسية المطلة على بحر البلطيق في وقت تجري فيه قوات الناتو مناورات في دول البلطيق، يوحي بأن ثمة تشابه بين المثالين الجورجي عام ٢٠٠٨ والأوكراني عام ٢٠١٤ ، ما يجعل الأمر أشبه بنذير حرب بين روسيا وأكرانيا .

وطالما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد جمع في وقت متأخر من مساء أمس الأول لمناقشة تداعيات الأزمة الأكرانية وقراءة كافة السيناريوهات المطروحة والمحتملة ، في وقت طلب فيه غير مرة من نظيره الأوكراني بيوتر بورشينكو بوقف عاجل للعنف والعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات بلاده ضد المواطنين جنوب شرق البلاد ، ما أدى الى تهجير أكثر من ٤٠٠ ألف منهم لجأوا الى روسيا، فيما بدا أن الرئيس الأوكراني لن يقوم بتطبيق وقف العمليات العسكرية قبل أن يحاصر الأقاليم والمدن المتمردة على سلطته سبيلا لتصفية المحتجين الذين تسميهم كييف بالانفصاليين والارهابيين، يأتي العزم الروسي على نشر قوات على الحدود مع أوكرانيا رداً على سياسات كييف المدعومة من واشنطن والدول الغربية والناتو.

وفيما أعلن الأمين العام لحلف الناتو أن لدى حلفه معلومات بإعادة روسيا لقواتها الى الحدود مع أكرانيا مرحباً بأن تكون مهمتها منع تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود، يؤكد المسؤولون الروس أن مهمة هذه القوات مرتبطة بضبط الحدود مع أوكرانيا وتأمين سلامة تدفق اللاجئين منها الى روسيا ، لكن الأساسي في هذا كله هو إيصال رسالة لكييف لوقف حربها في جنوب شرق أوكرانيا على المواطنين الموالين لروسيا، وتأمين حماية لهم ، وكذلك تحذير الجيش الأوكراني من مغبة المضي أبعد فيما تسميه موسكو الإبادة الجماعية .

لكن كثيرا من المراقبين في كل من روسيا وأوكرانيا يرون أن نواقيس خطر حرب قادمة قد تقرع قريباً فيما لو لم تكف كييف عن سياستها تجاه مواطنيها الموالين لروسيا أو ذوي الأصول الروسية .

عبد الله عيسى