عراقجي يتحدث عن صعوبات وتعقيدات محادثات فيينا

عراقجي يتحدث عن صعوبات وتعقيدات محادثات فيينا
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤ - ٠٨:٣٧ بتوقيت غرينتش

فيينا(العالم)-13/07/2014- اعتبر مساعد الخارجية وكبير المفاوضين النوويين في ايران عباس عراقجي ان الوصول الى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الايراني بين ايران ومجموعة 5+1 يحتاج الى قرارات سياسية صعبة وارادة حقيقية، واعرب عن امله بان يتمكن وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم من اتخاذها، مؤكدا ان الاسبوع القادم سيشهد مفاوضات شاقة ومعقدة وصعبة.

 الخلافات قائمة في كل المواضيع

وقال مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي لقناة العالم الاخبارية في لقاء خاص يبث اليوم الأحد: الوقت يمر سريعا، لكننا لسنا في ظروف تمكننا من تحديد ما اذا كان بالامكان التوصل الى اتفاق ام لا، مازال الوقت مبكرا، والخلافات مازالت قائمة حول مواضيع مهمة، ونحن نسعى لتقريب وجهات النظر، وتقديم حلول لها.

واضاف: نحن نأمل في ان نتمكن من التوصل الى اتفاق، لكن لا يمكن القطع بذلك الان، مشيرا الى ان الخلافات قائمة في كل المواضيع المهمة، ولم نتمكن من تقليل الهوة فيها، وطبعا تم تقليل الخلافات في بعض المواضيع، وفي بعضها تم تقديم حلول واقتراحات مختلفة، لكن الامور الاساسية مازالت موضع جدل وبحث.

واشار عراقجي الى ان موضوع نسبة وحجم التخصيب والعقوبات، والجدول الزمني لاعادة الملف الايراني الى مساره الطبيعي (خارج مجلس الامن) هي من ضمن مواضيع الخلاف، اضافة الى موضوع مفاعل اراك وموقع فردو، وغير ذلك، مبينا انه تم تقديم مقترحات وحلول في بعضها، وفي بعض أخر لم يتم حتى تقديم اي مقترحات وخيارات للحل.

توجيهات القائد نصب اعيننا، والمدد الزمنية هي الاصعب

توجيهات القائد نصب اعيننا، والمدد الزمنية هي الاصعب

واوضح مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي ان المقترحات التي تقدم بها كل طرف، لم يتم القبول بها من الطرف الاخر، مشيرا فيما يتعلق بنسبة وحجم التخصيب الى ان الموقف الايراني واضح ومنطقي، وبناء على توجيهات سماحة القائد فان الاساس في ذلك هو حاجة البلاد الحقيقية لتشعيل مفاعلات الطاقة الكهروطذرية في البلاد، ولا بد من توفير ذلك، وعلى هذا الاساس يجب ان توضع المعايير اللازمة في البرنامج النووي الايراني.

ونوه الى ان وقود مفاعل بوشهر وخلال السنوات القادمة يتم توفيره من قبل روسيا، ولذلك فإن ايران ليست على عجلة من امرها لنيل اهدافها في هذا المجال، وهي قد وضعت افقا لها وتسير نحوه، على مدى 5 سنوات القادمة، مشيرا الى ان هذه من اصعب المواضيع التي يتم التفاوض حولها، ولم نتمكن من الوصول الى اتفاق حتى الان.

وبين عراقجي انه فيما يتعلق بالتخصيب هناك نقاش حول حجم وفترة التخصيب، والعدد 190 الف جهاز طرد المطروح من قبل ايران هو لیس لها الوقت، وانما على مدى زماني منظور يجب اخذه بعين الاعتبار، مؤكدا ان ايران قدمت مقترحات للحل، واذا ما توفرت ارادة حقيقية يمكن التوصل الى اتفاق.

مقترحات ايرانية بناءة لموضوعي اراك وفردو

وتابع مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي ان ايران تقدمت باقتراح حول مفاعل اراك للماء الثقيل، باحداث تغييرات تقنية للتقليل من القلق المحتمل حيال مفاعلات الماء الثقيل، وبالتالي خفض مستوى البلوتونيوم في الوقود المستخدم الى اقل حجم ممكن، مشيرا الى ان الخبراء مازالوا يتفاوضون ولم يتم التوافق حول ذلك.

وحول وتيرة رفع العقوبات والتي تصر ايران على ان تكون سريعة، اشار الى ان مجموعة 5+1 تريد ان تكون على مديات زمنية اطول، وايران طالبت بفترات زمنية اكثر منطقية، ومازالت المفاوضات جارية بهذا الشأن.

واضاف عراقشي: ان اتفاق جنيف ينص على عودة الملف الايراني بعد الفترة المحددة التي لم يتم الاتفاق بشأنها بعد، الى مساره الطبيعي، ويكون البرنامج النووي الايراني كبرامج الدول الاعضاء في الإن بي تي، مشيرا الى ان الخلاف هو حول الفترة الزمنية لعودة الملف، وليس حول اصل العودة.

وفيما يتعلق بموقع فوردو قال ان هناک عدة مقترحات وخيارات متعددة، وللجانب الايراني مقترحات والجانب الاخر له مقترحات، ومازالت المفاوضات جارية، مشددا على ان اغلاق الموقع ليس واردا وقد قبل بذلك الجانب الغربي من قبل، ولكن موضوع النقاش هو نوعية النشاط الذي يتم في الموقع.

مفاوضات الاسبوع المقبل هي الاكثر صعوبة

مفاوضات الاسبوع المقبل هي الاكثر صعوبة

واوضح مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي ان هناك تفاصيل كثيرة بحاجة الى توافق، وكذلك ألية لتنفيذها، و هذا هو ايضا موضع نقاش وخلافات واسعة، مشيرا : الاسبوع المقبل لدينا عمل شاق ومقعد وتفصيلي، حيث يتم مناقشة حتى تفاصيل الامور التي يتم الاتفاق عليها، وننتظر الان الاتفاق على المواضيع الاساسية، ونأمل ان تساعد زيارة وزراء الخارجية الى فيينا (اليوم) في ذلك.

وتابع عراقجي: الكثير من المواضيع هذه تحتاج الى اتخاذ قرارات سياسية صعبة، ونأمل ان يكون الوزراء على استعداد لاتخاذ هذه القرارات، ومن ثم سنواصل المحادثات، ونأمل ان يكون حضور الوزراء فاتحا للطريق، ومن ثم سنواصل المفاوضات واذا ما اتفقنا فان الوزراء سيعودون (للمفاوضات).

تمديد يتم لو فيه فائدة، وضرورة قرارات سياسية صعبة

اشار الى ان وزير الخارجية الاميركي والوزراء الاوروبيين اعلنوا استعدادهم للمجيئ الى فيينا، مضيفا: نظرا للمفاوضات الكثيرة على مستوى الخبراء، يجب على الوزراء ان يتخذوا القرارات السياسية الصعبة، لايجاد حل واتخاذ قرارات تؤدي بالمفاوضات الى نتيجة، وهذا هو ما يتوقعه حتى الجانب الاخر، واذا لم يتم ذلك فان الامور ستتعقد، ويمكن الا تصل المفاوضات الى نتيجة حتى العشرين من یولیو/تموز.

واوضح مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي: بان هناك امكانية لتمديد المفاوضات لمدة اسبوع او اسبوعين او ثلاثة اذا ما استشعرنا بحصول تقدم في المفاوضات، مشيرا الى انه اذا شعرنا بانه لا فائدة من تمديد فترة المفاوضات فانه لن نعمد الى ذلك.

واكد ان الدبلوماسيين لا يفكرون بانهاء المفاوضات، ويأملون دائما في الاستمرار بها والتوصل الى نتيجة، اسمحوا لنا بان نكون متفائلين ، وما زال هناك امل في ذلك، رغم كثرة العوائق، واعتقد بانه خلال الايام القليلة الماضية يمكن الحكم حول امكانية الوصول الى نتيجة او التمديد او الانهاء والعودة الى البيوت.

وشدد عراقجي على ان تصريحات سماحة القائد الاخيرة حول تفاصيل المحادثات هي نصب اعين فريق التفاوض الايراني، كانت وما زالت وستبقى، ونلتزم بها على طول المفاوضات، مشيرا الى ان سماحة القائد يقف على كل مسار المفاوضات وتفاصيلها، ومطلع عن كثب عليها.

لقاء بين ظريف وكيري

عراقجي:ظريف يلتقي كيري، والخلافات بين الدول الست لا تعني ايران

واكد مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي ان لقاء ثنائيا سيعقد بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري الذي وصل فيينا، مشيرا الى ان موضوع المفاوضات في فيينا هو الموضوع النووي.

واعتبر ان موضوعات العراق والعدوان الاسرائيلي على غزة المثير للقلق، حيث يتم ارتكاب هذه الجرائم امام مرآى ومسمع العالم، لها اهمية كبيرة جدا لدى ايران، مشيرا الى اننا والى جانب مواصلة المفاوضات النووية فان الوزير ظريف سيتابع هذه المواضيع عن كثب، كما ان وزارة الخارجية ايضا تتخذ الاجراءات اللازمة، لكن في فيينا نتابع فقط الموضوع النووي، وليس من موضع آخر على جدول اعمالنا.

الخلافات بين دول مجموعة 5+1 لا تعني ايران

واشار عراقجي الى ان غياب روسيا والصين عن هذه الجولة من المحادثات النووية في فيينا هو بسبب انشغالهمات في برامج عمل اخرى، ومن المحتمل ان يزور الوزير الروسي فيينا، فيما الوزير الصيني بعث بنائبه وسيصل (اليوم) وسيكون له لقاء مع ظريف، نافيا ان تكون هناك خلافات، بل ان ايران تأمل بان تشارك دول مجموعة 5+1 متفقة وموحدة وان نواجه صوتا واحدا.

وتابع ان مجموعة 5+1 هي ست دول كبرى، ولها اهداف وسياسة خارجية مختلفة، ولكن عندما تتحدث معنا كمجموعة 5+1 فاننا ننتظر منهم صوتا واحدا، ولا شك ان هناك خلافات بينهم، لكن لسنا معنيين بحلها، ويجب حلها بينهم.

العودة الى المرابع الاول له تبعات الغرب يعرفها

واكد مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي ان المفاوضات النووية لو فشلت فاننا سنعود الى وضع ما قبل اتفاق جنيف، وسنستأنف نشاطاتنا (النووية)، وسيستأنف الحظر، وهذا ليس السيناريو المطلوب من اي طرف، والجانب الغربي يعلم تبعات العودة الى الاوضاع السابقة، خاصة في  المنطقة التي تعاني من ازمات وتعقيدات وتوترات، وان تشديد العقوبات على ايران لن يساعد في حل مشاكل المنطقة.

واضاف عراقجي: اسمحوا لنا نحن الدبلوماسيين ان نواصل مساعينا ونكون متفائلين بألا تفشل المفاوضات ونوصلها الى نتيجة، رغم اننا مستعدون لاي سيناريو ومنها فشل المفاوضات.

الطرفان متفقان على التوصل الى اتفاق جيد

واعتبر ان الطرفين متفقان على التوصل الى اتفاق، وان يستمر التخصيب في ايران وان يتم رفع كل الحظر المرتبط بالبرنامج النووي، وان يواصل مفاعل اراك وموقع فوردو نشاطهما، مع ادخال تعديلات لرفع القلق بشأنهما، وان يبدأ التعاون النووي السلمي مع ايران، وان تكون هناك اجواء جديدة في العلاقات بين الطرفين بعد التوصل الى اتفاق، بما يخدم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.

واضاف مساعد وزير الخارجية الايراني وكبير المفاوضين النووييين الايرانيين عباس عراقجي: ان هناك اتفاقا على التوصل الى اتفاق جيد، لجميع الاطراف، وهنا تكمن صعوبة الامر، حيث يجب التوصل الى اتفاق يمكن ان يدافع عنه في الداخل.
Mkh-13