النظام البحريني ولقلق الکنیسة

النظام البحريني ولقلق الکنیسة
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤ - ٠٥:٣٢ بتوقيت غرينتش

يروى إن لقلقا اختار برج كنيسة ليبني عشه فوقه ، مما سـبب ازعاجاً مستديماً لشماس الكنيسة فأشتكى امره للقس، إذ إنه كلما قرع ناقوس الكنيسة تساقط عليه القش والذرق ، فاوصاه القس بأن يأخذ قطعة من كبد جمل ويضع بجوارها اناء فيه خمر، فعندما جاء اللقلق أكل كبدة الجمل وشرب الخمر حتى سكر، فصعد اليه الشماس وامسكه من رقبته ، وسأله : قُلّ انت من أي ملة ؟ ، يهودي .. كيف تاكل لحم الجمل ؟ ، نصراني..كيف تذرق على الناقوس ؟ مسـلم .. كيف تشـرب الخمر؟.

لا ادرى لماذا تقفز الى ذهني حكاية لقلق الكنيسة عندما اتابع اخبار النظام البحريني وما يفعله من افاعيل ضد الغالبية العظمى من ابناء  الشعب البحريني المظلوم ، وضد البحرين ككيان و وجود ، فكل افاعيل هذا النظام تؤكد ان الاسرة الحاكمة لا تمت للبحرين واهل البحرين باي صلة ، فاسرة ال خليفة تتعامل مع البحرين والبحرينيين تعاملا شاذا ، لا يشبه تعامل باقي الانظمة الاخرى في العالم مع شعوبها ، فاي نظام في العالم يدعو قوات اجنبية لاحتلال بلاده من اجل انقاذه من شعبه ؟!!، واي نظام في العالم يستدعي مئات الالاف من شذاذ الافاق من اسيويين وعرب ويجنسهم من اجل تغيير ديمغرافية الشعب البحريني؟!!، واي نظام في العالم يعتمد سياسة اسقاط الجنسية عن مواطنيه ، كاستراتيجية ثابتة ، لاخلاء البلاد من ابنائه الاصلاء ؟!!، واي نظام في العالم يحارب مواطنية في قوتهم وارزاقهم لانهم تظاهروا ضده؟!!، واي نظام في العالم يخطف الاطفال ويتفنن بتعذيبهم حتى الموت ويرفض تسليم جثثهم الى ذويهم بعد مثل بها؟!!، اي نظام في العالم يفصل الطبيبات والاطباء والممرضات والممرضين لانهم انقذوا حياة شباب كانوا ينزفون حتى الموت بعد ان اطلقت قوات الامن البحرينية عليهم الرصاص الحي وهم يتظاهرون سلميا؟!!، اي نظام في العالم يهدم دور عبادة الغالبية العظمى من ابناء وطنه ويبنى فوقها اكبر كنيسة في شبه الجزيرة العربية؟!! ، اخيرا والادهى والامر من كل ما سبق ، ترى اي نظام في العالم يمكن ان يستقدم مجموعات ارهابية مثل زمرة "داعش" الى البلاد ليكونوا عونا له على ابناء شعبه؟!!.

قد يقول البعض اننا نبالغ في ما ذهبنا اليه لاسيما فيما يخص الحالة الاخيرة ، لان القاعدة هي ان تحارب جميع النظم في العالم ، المجموعات الارهابية التي تهدد امن واستقرار بلدانها ، لا ان تستقدمهم و توفر لهم الملاذ الامن.

هذا التساؤل او الاعتراض مقبول ، لان العقل السليم يقول ذلك ، ولكننا للاسف في البحرين ، حيث تنقلب هناك الموازين راسا على عقب ، الحق يصبح باطلا والباطل حقا والكذب حقيقة والحقيقة كذبا والثورة الشعبية مؤامرة والتظاهر السلمي فوضى والاحرار ارهابيين والارهابيون احرارا والاحتلال تحررا والقتل والتعذيب قانونا والاغلبية اقلية والاقلية اغلبية وابن البلد غريب والغريب ابن بلد ووو..، ولهذا السبب واسباب اخرى تقفز الى ذهني حكاية لقلق الكنيسة عندما اتابع اخبار الاسرة الحاكمة في هذا البلد المظلوم، لذا فان تبني "داعش" والعمل على نقل نشاطها الى البحرين ، ليس كذبة ولا تجني ولا حتى مبالغة ، فهذا الامر كشفت عنه مواقف وتصريحات وممارسات النظام الحاكم في البحرين ، وتقارير استخبارات دولية ، وهي كثيرة وموثقة.

اتصور ان على الشعب البحريني ان يكون مسرورا ، لاختيار النظام البحريني شخصية غير متزنة مثل المدعوة سميرة رجب كوزيرة لشؤون الإعلام ومتحدّثة باسم حكومة البحرين ، فهي لا تستطيع ان تكتم حقدها المرضي ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام ، ليس في البحرين فحسب بل في العالم اجمع ، لذلك كثيرا ما يدفعها هذا الحقد الى ان تكشف المستور وتفضح اسرة ال خليفة بشكل غير ارادي ، فآخر مواقف هذه المتوترة دوما ، كانت فرحتها العارمة لغزوة الموصل من قبل "داعش" حيث وصفت هذه الغزوة ب"الثورة" وكالت سيلا من الاتهمات غير اللائقة ضد الحكومة العراقية ، وهو ما يتناقض حتى موقف اسياد رجب من آل سعود الذين اعتبروا "داعش" منظمة ارهابية ، دون ان ينسوا القاء اللوم على الحكومة العراقية كالعادة.

وفي موقف شاذ آخر لكبار المسؤولين في البحرين ، خرج رئيس الأمن العام في البحرين طارق الحسن على الناس وهو ينشر صورة تحمل شعار تنظيم داعش في حسابه على تويتر، نصرة لهذا التنظيم الارهابي ، وتأتي هذه المواقف والتصريحات  بعد إصدار وزارة الداخليّة البحرينيّة منذ أيام، بيانا حذّرت فيه من مشاركة المواطنين البحرينيّين في التنظيمات الإرهابيّة ومناطق القتال في سوريا والعراق!!.

الخطر الاكبر الذي يهدد البحرين ، يتمثل بجلاد ال خليفة الارهابي التكفيري المدعو عادل فليفل ، العقيد السابق في المخابرات البحرينية ، الذي يعتبر رجل "داعش" في البحرين ، والذي كشفت العديد من اجهزة الاستخبارات الدولية ومن بينها الاستخبارات الامريكية ، عن تورطة في تشكيل خلايا ل"داعش" في البحرين ، كوسيلة مثلى يمكن ان يستخدمها النظام ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني واثارة الفتن الطائفية داخل المجتمع البحريني ، وامام هذه الفضيحة والادلة الدامغة لم يجد النظام الا ان يضحي موقتا براعي "داعش" ، الذي غادر البلاد الى السعودية لفترة ما ، الا انه عاد مرة اخرى الى البحرين بعد الضوء الاخضر الذي تلقاه من النظام ، لاستكمال ما بداه ، في بناء خلايا ارهابية ل"داعش" في البحرين !!. وقد ظهر مجددا على شريط فيديو يشيد بانتصارات "داعش" والتكفيريين في العراق وسوريا ويتوعد ويهدد عالم الدين البحريني البارز اية الله الشيخ عيسى قاسم ، المعروف بخطابه الهادىء والبعيد عن الطائفية ، لسبب بسيط وهو دعوة اية الله قاسم الى تاسيس مجلس علمائي سني شيعي بحريني ، وهي دعوة لا تصب في صالح التكفيريين والارهابيين والحاقدين امثال الجلاد والمجرم فليفل والداعشيين امثاله.

ترى هل بعد هذا الشذوذ شذوذ ؟!، وهل يمكن اطلاق عبارة نظام على النظام القائم في البحرين الان؟، ترى كيف يرضى نظام ان يجلب شذاذ الافاق والارهاببين والتكفيريين ويفتح امامهم ابواب بلاده ليعثوا فيها فسادا من اجل ان يحارب شعبه ويبقى في الحكم لفترة اطول؟، لا املك الا ان اقول لآل خليفة ، كما قال ، الشماس للقلق الكنيسة ، من اي ملة أنتم؟!!.

نبيل لطيف - شفقنا