"العيد الشهيد" في غزة

الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

غزة (العالم) 2014.07.28 ـ إستقبل مئات الآلاف من سكان قطاع غزة عيد الفطر وهم دون مأوى أو في المستشفيات نتيجة استمرار العدوان. ويتطلع الفلسطينيون إلى وقف العدوان ورفع الحصار عنهم ليعيشوا فرحة العيد أسوة بجميع البلدان العربية والإسلامية.

والتقت مراسلتنا في غزة إسراء البحيصي مع العديد من الغزيين نساء ورجالاً وأطفالا.. مستفسرة إياهم عن احوالهم وشعورهم بالعيد في ظل الأوضاع الراهنة إثر العدوان الإسرائيلي.. فكان التقرير التالي:
إبحث في غزة عن العيد.. إبحث عنه بين الركام أو في الشوارع حيث ينام المشردون.. إبحثوا عنه في قلب أم ثكلى أو دمعة طفل يتيم.. أو.. لا تبحثوا فإنها فرحة قد أعلنت الرحيل.
حيث تساءل أب مشرد لإحدى العوائل الغزية: كيف نعيد وهو ليس منظر عيد!؟ إلى أين نذهب مادام أنا وهذا وذاك مشردين!؟ أعيد لمن!؟ لم أر العيد قبالتي!
فيما شكت امرأة الحال هناك بالقول: لم يسأل ولم يبحث عنا أحد.. أولادنا تتقتل.. دورنا تنهدم.. تشردنا في الشوارع وصرنا فرجة لكل العالم!
وقالت أخرى: كل عيد نحن كنا فرحين ونأتي بالحلوى.. الآن لايوجد شيء.. تشردنا من بيوتنا والناس لم يعد لها قلوب تعيد بها ونحن مشردون.
3640 منزلاً باتت أثراً بعد عين.. أكثر من 105 شهداء حتى الآن رحلوا عن أحبتهم.. أما المستشفيات فقد أنت حجارتها من شدة آلام أكثر من 6000 جريح يرقدون على أسرتها.
أما المشردون فقد توقف بهم الزمن عند اللحظة التي هجروا فيها من منازلهم.
ومن مستشفى الشفاء قالت امرأة ثكلى بكل أهلها لمراسلتنا إن كل الغزيين باتوا يعيدون في المستشفى: يعني هل نحن نعيد!؟ أنا أنتظر شفاء أبني وليس لي أهل.. هو أهلي وأبي وأمي وكل الدنيا عندي.. ليس لي أحد غيره.. لحد الآن هو في غرفة العمليات منذ ثلاث ساعات!
فيما عبر حدث مصاب راقد في المستشفى عن حسرته لأنه "بدلاً من أن ألعب مع الأطفال أنا أقضي العيد بالمستشفى!"
وبعيون دامعة تقول أم غزية: أحكي للعالم أن هذه هي العيدية التي أعطوها لنا.. لأطفال وشباب فلسطين وغزة.. هذا العيد الذي عبروه علينا بالقتل.. فلتأتي كل دول العالم ترانا وترى العذاب الذي نتعذب به.
هذا على أن وقف العدوان ورفع الحصار وإعمار الدمار هي حلوى العيد التي ينتظرها أهل غزة.. فهل سيتذوقوا طعمها عما قريب؟
"عيد شهيد".. عبارة جعلها الغزيون عنوان عيد هذا العام.. فكيف لهم أن يعيشوا فرحة العيد وقد دفنت مع الشهداء في قبورهم ومع الجرحى في أوجاعهم ومع المشردين تحت ركام منازلهم.. هذا هو حال العيد في غزة.. فبأي حال جئت ياعيد!
07.27        FA