كيري في الهند لاحداث تحول في العلاقات بين البلدين

كيري في الهند لاحداث تحول في العلاقات بين البلدين
الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠١٤ - ٠٩:٣٢ بتوقيت غرينتش

وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء الى الهند في اطار المساعي لاحداث تحول في علاقة واشنطن المتعثرة مع نيودلهي وسيحاول كسر الجليد عبر اجراء محادثات مع رئيس الحكومة الجديد نارندرا مودي.

وكيري هو اعلى مسؤول في الادارة الاميركية يزور الهند منذ وصول مودي الى الحكم في ايار/ مايو.

وخلال العقدين الاخيرين، وضعت الدولتان العلاقة بينهما في اطار التحالف الطبيعي بين بلدين يتشاركان القلق ذاته حول تزايد قوة الصين من جهة والمسلحين المتطرفين من جهة ثانية.

ولكن حوادث عدة ساهمت في تراجع العلاقة بين الحليفتين الى ادنى المستويات ومن بينها اعتقال السلطات الاميركية لدبلوماسية هندية العام الماضي. ولطالما تعاملت واشنطن مع مودي الذي يتراس حزبا قوميا هندوسيا كشخص منبوذ الى ان فاز حزبه بالانتخابات التشريعية في نيسان/ ابريل وايار/ مايو، ليتراس بذلك الحكومة.

وبالرغم من ازمة جديدة في الاجواء بشأن اتفاقية جمركية الا ان ادارة الرئيس باراك اوباما تتجه نحو التركيز على قضايا اخرى قد يتفق عليها الطرفان في اطار زيارة كيري ووزير التجارة بيني بريتزكر الموجود في الهند حاليا.

وفي مقالة افتتاحية مشتركة بينه وبين بريتزكر نشرت الاربعاء في صحيفة "اكونوميك تايمز" (الاقتصادية)، قال كيري ان ولاية مودي القوية فتحت الطريق امام فرص التعاون في قضايا عدة من التجارة الى الطاقة.

وجاء في المقالة في الصحيفة الهندية اليومية ان "الشراكة الطويلة الامد بين الولايات المتحدة والهند في طريقها الى تحول تاريخي". وتابعت انه "عبر العمل معا، تستطيع اقدم ديموقراطية في العالم واكبر ديموقراطية في العالم ان يضعا عقدا جديدا من الازدهار المشترك والامن لمئات الملايين من شعب الهند عبر آسيا والعالم".

وسيجري كيري محادثات مع مسؤولين هنود الخميس ثم سيلتقي مودي الجمعة، وفق ما قال مسؤول اميركي يسافر مع وزير الخارجية الذي توقفت طيارته لتخزين الوقود في المانيا.

وقالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الاميركية اليشا ايريس ان "من اللافت ان يكون وزير الخارجية قادرا على ايجاد الوقت للحوار الاستراتيجي مع الهند فيما تشتعل فعليا مناطق عدة في العالم".

وبرغم العلاقات القوية بين الشعبين، الا ان الحكومتين لطالما اختلفتا. وبعد توترات خلال الحرب الباردة ثم العقوبات الاميركية على الهند في 1998 بفعل تجاربها النووية، بدأ الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون جهود المصالحة. اما الرئيس السابق جورج بوش فذهب ابعد من ذلك عبر اتفاق تعاون في القطاع النووي مع الهند.

ووجد بعض المعلقين الهنود ان الرئيس باراك اوباما لا يولي اهتماما للعلاقات بين الدولتين، حتى وان كان دعم الهند للفوز بمقعد في مجلس الامن الدولي.

وتراجعت العلاقات اكثر حين اعتقلت السلطات الاميركية في كانون الثاني/ ديسمبر دبلوماسية هندية بتهمة التعامل بطريقة سيئة مع احدى العاملات لديها.

وعلاقة مودي بالولايات المتحدة لطالما شابها التوتر، ففي العام 2005 رفضت واشنطن منحه تأشيرة دخول بسبب اتهامات بانه غض النظر عن اعمال شغب ضد المسلمين حين كان حاكما لولاية غوجارات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الهندية سيد اكبر الدين الاربعاء ان زيارة كيري تشكل فرصة "لاستطلاع المبادرات التي يمكن ان تنقل العلاقات الى مستوى اخر" لكنه اشار الى ان القلق حول امن المعلوماتية سيجري بحثه ايضا.